غوتيريس: 50 طفلاً يمنياً يموتون أثناء انعقاد مؤتمرنا في جنيف! موسكو: ندعو إلى طرح مبادرة فورية

دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس المجتمع الدولي إلى دعم مفاوضات السلام في اليمن، ودقّ ناقوس الخطر بسبب ارتفاع حصيلة الضحايا الأطفال في البلاد جراء العمليات القتالية.

وقال غوتيريس أثناء مؤتمر للمانحين حول اليمن في جنيف، «إنّ الإحصائيات المتوفرة تدلّ على أنّ طفلاً ما دون 5 سنوات يموت في اليمن لأسباب غير طبيعية كلّ 10 دقائق». وتابع قائلاً: «هذا يعني أنّ 50 طفلاً يمنياً سيموتون أثناء انعقاد مؤتمرنا، وكان بإمكاننا منع ذلك».

وشدّد على «ضرورة أن يبدأ المجتمع الدولي العمل فوراً لإنقاذ حياة المدنيين في اليمن».

ويرمي المؤتمر الذي تشارك فيه أكثر من 50 دولة، إلى جمع مبالغ قدرها 2.1 مليار دولار لتمويل المساعدات الأممية لليمن هذا العام.

وحسب معلومات الأمم المتحدة، بلغ عدد المحتاجين إلى المساعدات بصورة ماسة في اليمن 18.8 مليون شخص، أي نحو ثلث عدد سكان البلاد.

من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «أنّ أهم ما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي لليمن هو وقف هذه الحرب المجنونة»، داعياً إلى «وقف الحصار وطرح مبادرة لتحسين الوضع الإنساني».

وقال غاتيلوف في كلمة ألقاها في مؤتمر المانحين الدولي حول اليمن: «في حال استمرار الحرب في اليمن سيستفيد تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وغيرهما من الإرهابيين والمتطرفين».

ودعا الدبلوماسي الروسي إلى «طرح مبادرة فورية لتحسين الواقع الإنساني في اليمن، ووقف كلّ أشكال الحصار البحري والجوي والبري في هذا البلد».

وحذّر نائب وزير الخارجية الروسي من «تصعيد الكارثة الإنسانية في اليمن في حال اقتحام ميناء الحديدة، وشنّ هجوم لاحقاً على العاصمة صنعاء»، مؤكداً أنّ ذلك «أمر غير مقبول». كما دعا غاتيلوف إلى «استئناف عمل مطار صنعاء بشكل اعتيادي من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد».

وقال الدبلوماسي الروسي «إن موسكو تجري اتصالات مع جميع الأطراف المتنازعة في اليمن وشركائها في الخليج»، مؤكداً أنّ «الجانب الروسي سيواصل جهوده في مجال تسوية الأزمة اليمنية».

بدوره، قال ستيفن أوبراين مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: «لقد أصبح هذا الصراع بسرعة أسوأ كارثة إنسانية في العالم، وحتى نستطيع إنقاذ الأرواح وحماية المدنيين فإننا نحتاج المال، ولهذا السبب نعقد هذا المؤتمر وأودّ أن أحث دول المنطقة على تكثيف الدعم للشعب اليمني المحاصر في هذا الصراع».

وحثّ أوبراين على «تفادي هذه الأزمة الإنسانية»، وأوضح أنّ «17 مليون يمني يفتقرون إلى الغذاء الكافي، وأنّ ثلاثة ملايين طفل على الأقل يعانون سوء التغذية ويواجهون خطراً كبيراً».

وأكد هذه الحقائق «برنامج الأغذية العالمي في اليمن»، الذي أظهر أنّ «المؤتمر ينعقد في وقت حرج جداً بالنسبة لليمن»، معرباً عن «قلقه من تدهور الأزمة أكثر في حال عدم توفير الدعم الكافي»، وأشار بيان صحافي للبرنامج إلى «تطلعه لحشد دعم فوري لليمن».

وتعهّدت الدول المشاركة في مؤتمر المانحين حول اليمن بتخصيص 1.1 مليار دولار لدعم جهود الإغاثة في البلاد.

وكانت السعودية قد تعهّدت، خلال المؤتمر، بـ«تقديم 150 مليون دولار من أجل تمويل العمليات الإنسانية في اليمن»!

وذكرت وكالة الأنباء السعودية، «أنّ المساعدات التي تعهّدت بها السعودية تأتي بالإضافة إلى 100 مليون دولار خصّصتها الرياض لمركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية منذ بداية العام الحالي، لدعم جهود الإغاثة في اليمن»!

من جهتها، أعلنت الكويت «تخصيص 100 مليون دولار لدعم الاحتياجات الإنسانية في اليمن».

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله قوله أمام مؤتمر في جنيف لبحث الاستجابة الإنسانية في اليمن «هذا المبلغ يكمل أيضاً التزام الكويت السابق بمبلغ 300 مليون دولار كقروض ميسرة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل المشاريع الإنمائية في اليمن».

كما أعلنت ألمانيا «عزمها زيادة مساعداتها الإنسانية لليمن بقيمة نحو 17 مليون يورو»، على غرار الاتحاد الأوروبي الذي تعهّد «بتقديم 116 مليون يورو لدعم خطة الاستجابة الإنسانية باليمن».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى