مارين تستقيل من زعامة حزبها

وجّه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس تحية للشرطي الذي قتل الخميس في اعتداء على جادة الشانزيلزيه قبل يومين من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، في مراسم وطنية حضرها مرشحا الدورة الثانية إيمانويل ماكرون ومارين لوبان.

وكان ردّ فعل المرشحين متعارضاً، حيث دعا الوسطي الليبرالي المؤيد لأوروبا ماكرون الفرنسيين الى عدم «الاستسلام للخوف»، فيما عبرت زعيمة اليمين المتطرف عن تخوّفها من وقوع اعتداءات جديدة مشدّدة برنامجها الأمني».

وقد دعاهما الرئيس الاشتراكي هولاند أمس، إلى «مديرية الشرطة في باريس للمشاركة في مراسم تكريم الشرطي كزافييه جوجليه 37 عاماً» الذي أصبح الضحية الـ239 لموجة الاعتداءات الجهادية في فرنسا منذ مطلع 2015.

وقال الرئيس الفرنسي خلال مراسم التكريم الوطنية «من جديد، خسرت فرنسا أحد أبنائها الأكثر شجاعة، وخسرت الجمهورية أحد حراسها الأكثر شجاعة».

ودعا هولاند كلاً من لوبان وماكرون قبيل الجولة الثانية التي ستجري في السابع من أيار إلى «تخصيص الموارد الضرورية للميزانية من أجل حفظ الأمن».

ويُعَدّ الأمن أحد المواضيع الأبرز في برنامج مرشحة اليمين المتطرف التي سارعت لمواصلة حملتها الانتخابية على عكس منافسها ماكرون الذي بقي منذ الاثنين بعيداً عن الأضواء.

في السياق نفسه، أعلنت المرشحة اليمينية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان استقالتها من منصب زعيم حزب «الجبهة الوطنية»، لتركّز اهتمامها بالكامل على السباق الانتخابي.

وترمي خطوة لوبان إلى حشد تأييد إضافي خارج أوساط أنصار حزبها اليميني المتطرف. وأوضحت المرشحة «أنها استقالت انطلاقاً من قناعتها الخالصة بدور رئيس الجمهورية في توحيد جميع المواطنين».

وفي الوقت نفسه لوّحت لوبان بأنّ «استقالتها تحمل طابعاً مؤقتاً»، واصفة إياها بأنها «إجازة غياب». وقالت في تصريحات لقناة «فرانس تو»: «أشعر بحرية أكبر، أشعر بأنني فوق كل شيء، فوق السياسات الحزبية، وأعتقد أنه أمر مهم».

وسبق لـ لوبان أن أصرّت خلال حملتها الانتخابية على أنها ليست مرشحة «الجبهة الوطنية» بل مرشحة «مدعومة من قبل الجبهة الوطنية».

وحسب النتائج النهائية للجولة الأولى من الانتخابات، تقدّم المرشح المستقل إيمانويل ماكرون على لوبان بنحو مليون صوت بحصوله على 24.01 من أصوات الناخبين مقابل 21.30 لـ لوبان. ويتوقع المحللون أن يفوز ماكرون على لوبان في جولة الإعادة بفارق كبير.

وفي سياق متصل، يرى المحللون أنّ «الاعتداء لم يؤثر جوهرياً على التصويت». فقد بقي تأثيره «هامشياً إلى حدّ كبير» بحسب ما قال الاثنين فريديريك دابي من معهد «إيفوب» الذي أجرى دراسة حول هذا الموضوع الأحد، مشيراً إلى أنّ «4 فقط من الفرنسيين يقولون إنه لعب دوراً بالنسبة لتصويتهم».

من جهته قال الخبير السياسي باسكال بيرينو «إنّ آثار الاعتداء على الانتخابات قد يكون أدى إلى قفزة ديمقراطية، لأنّ المشاركة كانت أفضل مما توقعته معاهد الاستطلاعات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى