مهرجان للأحزاب الأرمنيّة في ذكرى الإبادة: مطلبنا اعتراف تركيا بالجريمة والتعويض
نظّمت الأحزاب الأرمنيّة الثلاثة الهنشاك والرامغافار والطاشناق مهرجاناً شعبياً في ساحة الشهداء في وسط بيروت، وذلك لمناسبة الذكرى الثانية بعد المئة للمجازر الأرمنية، برعاية رؤساء الطوائف الأرمنية الثلاثة، في حضور ممثّل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري الوزير نقولا التويني، ممثّل رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي النائب إميل رحمة، وزير الدفاع يعقوب الصرّاف، وزير الشؤون الاجتماعية بيار أبو عاصي، وزير شؤون المرأة جان أوغاسبيان، ممثّل رئيس التيّار الوطني الحرّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل النائب إبراهيم كنعان، والنوّاب: سيرج طور سركيسيان، هاكوب بقرادونيان، غسان مخيبر، أرتيور ناظريان وسيبوه قالباكيان.
كما حضر عدد من الوزراء السابقين وممثّلون عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الله، حركة أمل، التيّار الوطني الحرّ، المردة، الحزب التقدمي الاشتراكي، حزب الاتحاد، الحزب العربي الديمقراطي بالإضافة إلى شخصيات.
وألقى أني يبريميان كلمة حزب الهانشاك، فأكّد أنّه «بالرغم من كلّ الصعاب التي عاشها الشعب الأرمني، ما زال لدينا الأمل بالغد وبمستقبل مشرق، والحلم لم ولن يموت بتحقيق العدالة وسنورث هذه الشعلة لأجيالنا القادمة».
بدوره، اعتبر ليفون بارسيخيان بِاسم حزب الرامغفار أنّ «الشعب الأرمني لن يرتاح إلّا حين يعترف العدو أنّ الجريمة التي ارتكبها لن تبقى من دون عقاب، لأنّ العدالة هي مطلب الشعب الأرمني الموحّد».
وأضاف أنّ «تركيا تستمرّ في سياسة إنكارها للإبادة الأرمنيّة، وتستعمل كافّة الطرق السياسية والاقتصادية من أجل التهرّب من مسؤوليتها».
وأشار بارسيخيان إلى أنّ الشعب الأرمني «لن يرتاح إلّا عندما يحيى ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنيّة في أراضيه المسلوبة».
من ناحيته، قال عضو اللجنة المركزية لحزب الطاشناق فيكان أفاكيان: «الاعتراف بالإبادة الأرمنيّة والتعويض هما للمحافظة على الوجود الأرمني والهويّة الأرمنية».
وقال: «لقد هُجّر الشعب الأرمني من أراضيه وتعرّض إلى إبادة ثقافية، لقد تعرّض هذا الشعب إلى إبادة شاملة على كافّة الأصعدة الاقتصادية، الثقافية والسياسية».
ولفتَ إلى أنّ «السلطنة العثمانية خطّطت لمحو الشعب الأرمني من الوجود، ونفّذت هذه الخطة لبناء دولة تركية جديدة».
وختم: «نهار 24 نيسان هو لتذكير العالم أجمع أنّ هذا الشعب تعرّض للاستبداد وقدّم الشهداء الأبرار، وها هو اليوم يطالب بحقوقه وبالاعتراف».
ولفتَ رئيس اللجنة المركزيّة لاتحاد الكنائس الأرمنيّة الإنجيلية في الشرق الأدنى القسّ بول هيدوستيان، إلى أنّنا «اجتمعنا اليوم لتجديد احترامنا لذكرى المليون ونصف المليون شهيد، وأن نعيد إلى الأذهان اغتصاب أكثر من 350000 كيلومتر مربّع من الوطن الأم، وانتزاع مئات الآلاف من المنازل، ومخطوطات تاريخية وثقافية إنجيلية لا تُحصى، ووثائق ومعالم دينيّة وثقافية عمرها آلاف السنين».
بدوره، قال مطران الأرمن الكاثوليك جورج أصادوريان: «تطلّ ذكرى الإبادة الأرمنية الثانية بعد المائة في الوقت الذي تلفّ العالم بكلّ أرجائه حركات وتنظيمات إرهابية تقوم بعمليات بحقّ من يخالف إيديولوجيتهم».
أضاف: «أيّها العالم، أيتها الدول والحكومات، يا شعوب الأرض، لقد تجرّع الشعب الأرمني كأساً مشابهة بجرعات متفاوتة كان أوجها في العام 1915. ولكنّ هذه الكأس كانت أكثر مرارة، وكانت نتائجها أكثر هولاً من حيث القتل المباشر أو عن طريق المسيرات الصحراوية كي يموت القسم الأكبر ويتشتّت الباقون إلى بقاع الدنيا».
وقال مطران الأرمن الأرثوذكس شاهه بانوسيان: «إنّنا نتذكّر اليوم شهداءنا الأرمن واللبنانيين، ونؤكّد لهم حضورهم في حياتنا، هي تحية وفاء لهم، ودافع لمصالحتنا مع تاريخنا، لنفهم مدى حبهم للوطن. إنّ شهادتهم دافع لتحقيق أحلامنا وتطلّعاتنا وطموحاتنا، كما وهي دافع لتعزيز إيماننا بالوطن والعمل على بنائه والحفاظ على كيانه».