إبراهيم: حذار المغامرة بالوحدة الوطنيّة
حذّر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من مغبّة المغامرة بالوحدة الوطنيّة مجدّداً، مشدّداً على أنّ التنوّع لا يعني إلغاء الخصوصيات، ونبّه إلى أنّ بعض اللغة السياسية لا يطمئن.
أقامت «الرابطة الإسلامية السنيّة» حفلاً تكريمياً لإبراهيم في فندق «السمرلاند» في بيروت، في حضور هشام ناصر ممثّلاً وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف، سفير روسيا ألكسندر زاسبكين، سفير فلسطين أشرف دبور والنوّاب: الوليد سكرية، كامل الرفاعي، قاسم هاشم، علي بزي، الوزير السابق محمد رحال، النائب السابق امين شري، العميد هادي أوسي ممثّلاً قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لأمن الدولة ممثَّلاً بالعقيد بسّام أبي فرح، مُفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني، الشيخ غالب العسيلي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وأمين عام «تيّار المستقبل» أحمد الحريري، وعضو المجلس السياسي في حزب الله محمود القماطي وحشد من الشخصيات وممثّلين عن القوى اللبنانية والفلسطينية.
وشدّد إبراهيم في كلمته على أنّ «من يرفض التنوّع ويعتبره نقيصة، سواء في السرّ أو في العلن، نقول له: إنّ الوحدة الوطنيّة، على رغم التنوّع، ليست إلغاءً لخصوصيات طرف لحساب طرف آخر، أو ذوبان جهةٍ في أخرى، أو تنازل فئة عن اقتناعاتها من أجل الفئة الأخرى. بل هو اقتناع التمحور حول القواسم المشتركة والمصالح العامّة، والانضواء تحت إطار الدولة التي تستوعب الجميع، تضمن حقوقهم وتؤمّن عيشهم الكريم».
وقال: «من فضائل هذا البلد إقرار الجميع، أفراداً وجماعات، بالتنوّع الذي شكّل على الدوام مصدر غنى، لكنّ أخطاره تكمن في الاستنفارات والتشنّجات التي تتصدّر الحياة السياسية كلّما كان الهمّ كامناً في الحصة والمحاصصة، فيسارع البعض إلى التذرّع بالهواجس مثيراً الغرائز ليبقى لبنان دولة حائرة أو مشروع جمهورية نكتشف في المحن أنّها لم تكتمل. ولكم كانت هذه المحن كثيرة، وأفضت بمعظمها إلى مستحيلات يوم توهّم البعض أنّ الارتداد إلى التقوقع والانزواء بمعازل يمكن أن يحوّلها إلى دولة، فكانت النتيجة حروباً وخطوط تماس اصطدمت بعبثيّة الحروب الطائفيّة والمذهبية»، داعياً «إلى التمسّك بعدالة الدولة عبر قوانينها، لأنّ لا ضمانة لأحد خارج إطار هذه العدالة وتحت سقف المؤسّسات».
وأكّد «أنّ الأكثر إلحاحاً في ظروفنا الدقيقة هو أنّنا محكومون بالتوافق، وهنا أستعير شعار الرئيس الراحل صائب سلام الذي نادى باعتماد صيغة «التفهّم والتفاهم»، وهو التعبير السياسي الأدقّ للدولة التي تقوم على التعاقد مع أبنائها في سبيل مستقبل يرتكز إليه بناء الدولة الحديثة المتطوّرة، دولة يُحترم فيها الإنسان، محصّنة بإدارة نظيفة، وقضاء عادل وأمن صلب بوجه العدو «الإسرائيلي»، ويكافح الإرهاب بمختلف تسمياته ويحدّ من الجرائم».
وختم إبراهيم مجدّداً الدعوة إلى «التشبّث بالدور الوطني لكلّ منّا، فبقاؤنا مشروط بوحدتنا القائمة على ربط المشترك والخاص بالوطن والمواطنة، وليس بأيّ مشروع خارجي مهما كانت تسمياته وعنوانه».
من جهته، شدّد رئيس «الرابطة الإسلامية السنّية ماهر الصقال»، على أنّ «إجراء الانتخابات النيابيّة خطوة أولى على طريق السلامة»، معتبراً أنّ النسبيّة مع لبنان دائرة واحدة هي القانون الأمثل، ثمّ النسبيّة مع الدوائر الكبرى.
ثناء على الأمن العام
على صعيدٍ آخر، أثنى الديوان البطريركي للروم الكاثوليك على الدور الذي يقوم به إبراهيم على كلّ الصُّعد. وجاء في بيان للديوان: «قامت المديرية العامّة للأمن العام مشكورة، في تاريخ 25/4/2017 بتسليم السّلطات السوريّة جثامين خمسة أشخاص من أبناء معلولا الحبيبة، كانوا بحسب بيان هذه المديرية العامّة قد خُطفوا على يد أحد التنظيمات الإرهابيّة أثناء المعارك، ومع الأسف الشديد تمّت تصفيتهم ورمي جثثهم في إحدى المغاور في جرود عرسال، حيث كشفت وجودهم دوريّة من الأمن العام خلال شهر كانون الأول 2016».
أضاف: «إنّ بطريركية الروم الكاثوليك، إذ يؤلمها جداً خسارة أبنائها عاطف وغسان وشادي وجهاد وداود، ضحيّة لموجة التطرّف التي تعصف بسورية، لا يسعها في المقابل إلّا أن تثمِّن للأمن العام اللبناني جهوده الجبارة في المجال الأمني ككلّ، وفي هذه القضية بالذات»، لافتاً إلى أنّ البطريرك غريغوريوس الثالث لحام يتوجّه بالثناء والتقدير للّواء إبراهيم «للدور الذي يضطلع به على كلّ الصُّعد، راجياً من الله أن يمدّه بالعون والعافية ودوام التقدّم والنشاط، وأن يحفظ الأمن العام بقيادته رائداً في مواجهة كلّ التحدّيات الأمنيّة». كما يرفع البطريرك صلاته «لعودة جنود الجيش اللبناني المخطوفين إلى أهلهم سالمين، ويرفع أيضا صلاته لأجل لبنان رسالة السلام لكي يحفظه الله تعالى بعيداً عن كلّ شرّ يتربّص به».