«زين» لسهى حسن وسوزان زكي يحصد ذهبية مهرجان سينما الشباب الرابع
دمشق ـ آمنة ملحم
بعرض راقص ضجّ بالإبداع لفرقة «جلنار» على أنغام «يابنة العم والهوى أموي» مترافقة مع عروض لمشاهد من السينما العالمية، بدأ حفل ختام مهرجان سينما الشباب بدورته الرابعة في دار الأوبرا في دمشق، بحضور رسمي وثقافي وفنّي.
هذه الدورة التي تميّزت بالتنظيم الواضح والأفكار الجديدة من حيث تضمينها عروضاً سينمائية احترافية وعالمية بعيداً عن النمط التجاري، كانت كسابقاتها فسحة لمجموعة من الشباب الحالم بالسينما وبوابة للتعبير عن خبايا أنفسهم وتطلعاتهم.
وقبل إعلان الأفلام الفائزة في المهرجان، وفي خطة مرافقة له كما حفل الافتتاح، كرّم وزير الثقافة السوري محمد الأحمد ومدير مؤسّسة السينما مراد شاهين كل من الفنان اللبناني بيار داغر، ومدير التصوير بهجت حيدر، ومدير التصوير علي مكية، ومدير الإنتاج فايز السيد أحمد، تقديراً لمسيرتهم الفنية الطويلة ولجهودهم المبذولة في سبيل الفنّ السوري.
ثمّ سردت الفنانة نادين خوري بيان لجنة التحكيم وتوصياتها، ومما جاء فيه: لاحظت لجنة التحكيم نزوع الشباب لتقديم الأزمة في سورية بجرأة لافتة فحملت الأفلام الالتزام بالقضايا الوطنية والاجتماعية والإنسانية، وفيما تصدّى قسم كبير من المخرجين لموضوع الحرب، ذهب عدد آخر منهم للحديث عن الأثر الذي تركته هذه الحرب على مختلف المناحي العامة.
وأضافت خوري أن اللجنة توصي بتطوير مهارات التأليف لسينما روائية قصيرة على اعتبار أنّ السينما ليست فنّاً بصرياً يعتمد فقط على جمالية الصورة، بل أيضاً على أصالة الفكرة إلى جانب ضرورة لفت نظر المخرجين والمخرجات الشباب للتفريق بين البنية السينمائية الموجزة والمكثفة وبين البينة التلفزيونية، مؤكدةً أهمية التعاون مع مشرفين لتطوير سيناريوات الشباب إنّما من دون التأثير على أفكار الجيل الجديد.
ثم اعتلت لجنة تحكيم المهرجان المنصّة ليقدّم رئيس اللجنة المخرج باسل الخطيب الجائزة الذهبية لفيلم «زين» وهو من إخراج سهى حسن وسوزان زكي مع مبلغ ماليّ قدره 300 ألف ليرة سورية. وقدّمت الفنانة صفاء سلطان الجائزة الفضية لفيلم «راجعين» من إخراج محمد سماك مع مبلغ مالي قدره 250 الف ليرة سورية.، كما قدّمت الفنانة نادين خوري الجائزة البرونزية لفيلم «بيترا» من إخراج حسام شرباتي مع جائزة مالية قدرها 200 ألف ليرة سورية.
وسلّمت الفنانة رنا شميس جائزة أفضل إخراج مع فرصة إنتاج فيلم قصير احترافي ضمن خطة عمل المؤسسة العامة للسينما لفيلم «خبز» من إخراج يزن نجدت أنزور وعبد الله السيار.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة مع فرصة إنجاز فيلم قصير احترافي فقدّمها الناقد سامر محمد اسماعيل لفيلم «في إطار فيلم» سيناريو وإخراج توليب الزغبي ومجد الزغير.
وحاز فيلم «رغبات» على جائزة أفضل سيناريو عن سيناريو الشابة زين خزام وإخراج زهرة االبودي قدّمتها لهما الإعلامية المصرية وعضو لجنة التحكيم سهير عبد القادر.
وكانت جائزة تنويه لجنة التحكيم لهذه السنة من نصيب فيلم «صلصال» سيناريو وإخراج علي مصطفى الخطيب قدّمها الفنان اللبناني بيار داغر.
وفي تصريح صحافيّ، أكد وزير الثقافة محمد الأحمد أن الوزارة والمؤسّسة لم تتدخّلا منذ الدورة الأولى لمهرجان سينما الشباب بقرارات اللجنة، كي يفوز المبدع الحقيقي الذي تمّ اختياره من قبل اللجنة.
وتابع : في كل دورة تظهر مواهب جديدة ومميّزة ستؤسّس لسينما الغد، وهذه الدورة اتّسمت بخصوصية لأنها تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء، وفي هذا رسالة أن الدولة تحتضن الشباب المبدعين في أيّ حقل من حقول الفنّ والثقافة. منوّهاً بأن التفاوت ما بين الأفلام أمر طبيعي جدّاً وهذا حال المهرجانات ككل.
ولفت الأحمد إلى تميّز هذه الدورة على مستوى التنظيم والعروض ولجنة التحكيم والمكرّمين.
بدوره، أشار مدير عام المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين إلى أنه من الضروري البحث عن مواهب جديدة لرفد الصناعة السينمائية ضمن المنظومة السينمائية للبلد. وهذه غاية المهرجان. منوّهاً بأن المعايير التي اعتمدتها اللجنة لاختيار الجوائز تلخصت بمضمون الفيلم وبنائه ككل مع الرؤية الإخراجية للمخرجين الشباب وتكامل الصورة عبر المؤثرات الفنية للصوت والموسيقى والإضاءة. وأن الفيلم الجيد يفرض حضوره، لا على اللجنة فقط، إنما على المتلقّي أيضاً.
وفي تصريح أدلى به إلى «البناء» أكد عضو لجنة التحكيم سامر محمد إسماعيل عدم وجود أيّ تدخل في عمل اللجنة، بل تم اختيار الجوائز بناء على نقاشات واسعة دارت بين أعضاء اللجنة، ولم يحظَ بالجائزة سوى من استحقها.
كما لفتت الفنانة صفاء سلطان إلى أنّ الأفلام الفائزة هي أفضل الأفضل، فقد حمل المهرجان أفلاماً ممتازة وفوق الممتازة، والجميع يستحق الجوائز. إلّا أنّ المهرجان يعتمد على مسابقة، واللجنة لم تظلم أحد، متمنّيةً للجميع مستقبلاً مليئاً بالإنجازات والإبداع.
ولفت الفنان اللبناني بيار داغر في تصريح إلى «البناء» إلى أهمية المهرجان لتشجيع الشباب السوري الطموح، وهو خطوة في سبيل استمرار النشاطات الفنية والثقافية في سورية. وأبدى إعجابه بالأفلام القصيرة. وعن تكريمه قال إنّ سورية بلده الثاني وهو يحبّ السوريين كثيراً ويشعر بمحبّة الجمهور السوري له.