صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
هل كان على عبّاس أن يشكر لـ«إسرائيل» ما فعلته؟!
سخر الكاتب «الإسرائيلي» في صحيفة «هاآرتس»، جدعون ليفي من الهجوم الذي شنّه مسؤولون «إسرائيليون» على خطاب محمود عباس أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، متسائلاً عمّا كان يجب على عباس أن يقوله في خطابه كي يرضي «الإسرائيليين» بدلاً من قول الحقيقة.
وأضاف: «هل كان على عباس أن يقول إنني أشكر إسرائيل لشنّها حرباً دفاعية، لم يكن بالامكان منعها، من قبل الدولة الصغيرة والضعيفة التي تسمى إسرائيل، التي تناضل من أجل الحفاظ على وجودها، والتي أتمنى لها السلام والأمان؟ هل كان على عباس أن يقول أيضاً شكراً للجيش الاكثر أخلاقية بين جيوش العالم، الذي أثبت تفوّقه الاخلاقي، وشكراً على المذابخ في رفح والشجاعية، وشكراً على قتل مئات الاطفال والنساء والشيوخ الأبرياء، وشكراً لأنكم قتلتم 2200 شخص فقط، لا 22 ألفاً، وشكراً لأنكم دمّرتم فقط جزءاً من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ومؤسساتها لا جميعها، ولأنكم أسقطتم جزءاً من أبراج المدينة وأبقيتم الباقي للحروب المقبلة؟ وشكراً لانكم دمرتم محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزّة، لأن ذلك كان ضرورياً لأمنكم، ونحن نشكركم على هذا بِاسم كل طفل فلسطيني، والشكر الخاص بِاسم الطفلة دلال التي أبقيتم لها عمة واحدة على قيد الحياة».
وأضاف ليفي ساخراً: «هل كان يجب على عباس أن يقول شكراً باسم 110 آلاف مواطن فلسطيني صاروا من دون مأوى، وبِاسم من دمّرتم بيته للمرّة الاولى، لا الثانية أو الثالثة، وبِاسم آلالف الاطفال الذين أصبحوا معاقين، و1500 أصبحوا أيتاماً، و360 يعانون حالات نفسية مستعصية، وشكراً على هذه الحرب التي لم يكن لها مثيل أخلاقي بين حروب العالم عبر التاريخ..؟».
أم كان على عباس أن يقول: «شكراً على جهود السلام التي تبذلها حكومة إسرائيل، خصوصاً لمن يقف على رأسها، وشكراً له على وعده بإقامة الدولتين، وعلى استمراره بإقامة المستوطنات، وعلى مواصلة سلب الاراضي ومصادرتها، وعلى هدم البيوت، والتطهير العرقي في غور الاردن، وجنوب جبل الخليل، وعلى جدار الفصل والحصار الخانق على قطاع غزّة وإطلاق النار على الصيادين في بحر غزة..؟».
أم كان عليه أن يقول: «شكراً على حملات الاعتقال الليلية والنهارية، واعتقال مئات الاطفال، وعلى الاذلال والاهانة اللذين يمارسهما جنودكم على الحواجز، وعلى العدل الذي يمارسه قضاتكم العسكريون، وشكراً لمحققي الشاباك الذين لولا جهودهم ما كنا وصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم..؟ وشكراً لكم على ثقتكم بأنكم شعب الله المختار، الذي يُسمح له أن ينكّل بالجميع، ولأنكم لم تنظروا، ولو لمرة واحدة، إلى الفلسطينيين باعتبارهم بشراً مثلكم، وعلى خرقكم الدائم القانون الدولي، وشكراً متأخراً على النكبة، وعلى طردكم الآلاف من الفلسطينيين واقامة أكثر من 400 مدينة على أراضيهم، وشكراً لأنكم لم تسمحوا لأحد منهم بالعودة إلى بيته او حتى تعويضه، ولأنكم لم تعتذروا لهم، ولأنكم لم تكتفوا بمن قتلتم في عام 1948 وتواصلون القتل والهدم والسلب حتى اليوم..؟».
وختم الكاتب قائلاً: «من المؤسف أن عباس لم يقل هذه الاقوال، واختار قول الحقيقة، وفجّر بذلك موجة الادانات الإسرائيلية التي انطلقت من كل حدب وصوب، حتى وصلت إلى الولايات المتحدة».
نتنياهو يتهاوى تدريجياً بعد افتقاره الرؤية الاستراتيجية
وصف المحلل السياسي في صحيفة «هاآرتس» العبرية باراك رابيد، رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، بـ«سيد الوضع الراهن»، متسائلاً عما سيقوله في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف، أنه على رغم تطوّر الأحداث المفاجئ، فإن نتنياهو، الذي يتباهى بأنه «سيد الوضع الراهن»، يصل إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد سنة كان يقلل فيها من المبادرة بأيّ خطوة ويفضّل الانسحاب أو الردّ على الأحداث.
ورأى رابيد، انه إذا كان نتنياهو لم يذهب كثيراً إلى اليسار، إلا انه لم يكسر تشدّد اليمين. فهو لم يحقق السلام، ولم يقم بأيّ خطوة سياسية مهمة، حتى أنه لا يعرف شخصياً ماذا فعلت الحرب الاخيرة على غزّة.
واعتبر رابيد أن نتنياهو يتهاوى، يوماً بعد آخر، وينتقل من موقف إلى آخر، من دون أن يكون له اتجاه واضح، ومن دون استراتيجية أو رؤية واضحة وموثوقة، وكل ما يريده وينجح فيه، البقاء في منصبه.
وأشار رابيد إلى أنّ نتنياهو يعتبر أن استمرار الغرب في حربه ضدّ «داعش» سيجعل الناس تتفهم أكثر التهديد الذي تواجهه «إسرائيل»، وستخفّ حدة الانتقاد الدولي الشديد ضدّها بسبب الحرب على غزة أو الاحتلال في الضفة الغربية. هذا في وقت تبخر فيه حديث نتنياهو بعد انتهاء الحرب على غزّة، عن أفق سياسي جديد، أو عن التحالف مع الدول العربية المعتدلة.
وتساءل رابيد قائلاً: «لماذا يريد نتنياهو أن يكون رئيساً للحكومة، وماذا يريد أن يفعل، وإلى أين يريد أن يقود إسرائيل؟».
… ويتوعّد عباس في الأمم المتحدة بردّ «حادّ كالسكين»!
ركّزت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية على الخطاب الذي كان سيلقيه نتنياهو في الأمم المتحدة مساء أمس الاثنين، والذي وُصف بأنّه سيكون «حادّاً كالسكين»، في الردّ على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على حدّ تعبير المقربين من نتنياهو. وقالت الصحيفة «إن التصريحات القاسية التي وُجّهت إلى «إسرائيل» من على منبر الأمم المتحدة ستحظى بردّ حادّ كالسكين في خطاب نتنياهو الذي سيركّز على مسألتين أساسيتين هما: إيران والصراع مع الفلسطينيين. واختير التركيز على هاتين المسألتين بسبب خطابَيْ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، والرئيس الإيراني حسن روحاني».
وتابعت «يديعوت» بدء زيارة نتنياهو إلى نيويورك، بلقاء مع رئيس الوزراء الهندي، ثم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وقالت إنه سيناقش غداً اليوم ، مع أمين عام الأمم المتحدة قرارَيْ التحقيق في عملية «الجرف الصامد» من قبل الجيش «الإسرائيلي» والأمم المتحدة.. ويوم الأربعاء غداً سيلتقي الرئيس أوباما.