كازنوف: الاتحاد الأوروبي لن يصمد في وجه لوبان بولندا: تحتجّ على تصريحات ماكرون..
حذّر رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف من «أنّ الاتحاد الأوروبي لن يتحمّل فوز زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان في انتخابات الرئاسة الفرنسية».
وكتب كازنوف في افتتاحية «ليبراسيون» اليسارية، أنّ «الاتحاد الأوروبي الذي أضعفه انسحاب بريطانيا منه، لن يتحمّل صدمة جديدة بوصول حكومة تجاهر بمناهضة الاتحاد الأوروبي إلى السلطة في فرنسا».
وحول خطوة المرشح اليساري جان لوك ميلنشون الخاسر في الجولة الأولى والذي رفض دعوة أنصاره البالغ عددهم 7 ملايين ناخب لضم أصواتهم إلى إيمانويل ماكرون، كتب كازنوف: «أودُّ القول لجان لوك ميلنشون ومناصريه إنه لا يزال هناك متسع كافٍ من الوقت لاختيار الجمهورية».
وترجّح آخر استطلاعات الرأي فوز ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمعة في 7 الحالي وأن يحصل على أصوات ما يتراوح بين 59 و61 من الناخبين.
وعلى وقع مخاوف من الامتناع عن التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ، تضاعفت الدعوات لدعم المرشح الوسطي المؤيد لأوروبا إيمانويل ماكرون.
وتضاعفت المقالات والمذكرات لصالح مرشح حركة «إلى الأمام!» لقطع الطريق أمام الجبهة الوطنية التي تسعى لإقناع الناخبين قبل أيام من الاقتراع.
وآخر داعمي ماكرون وزير المال اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس الذي دعا أمس للتصويت لماكرون «الوزير الوحيد في أوروبا الذي بذل كل ما في وسعه لمساعدة أثينا خلال أزمة الديون».
وفي صحيفة «لو موند» قال فاروفاكيس إنه «يرفض أن يكون جزءاً من جيل تقدميين أوروبيين كان في إمكانهم منع مارين لوبان من الفوز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لكنه لم يفعل».
ويأتي هذا الموقف في وقت تنشر حركة «فرنسا المتمرّدة» اليسارية الراديكالية نتائج مشاوراتها مع ناشطيها. ويرفض مرشحها جان لوك ميلنشون الذي حصل على 19.58 من الأصوات في الدورة الأولى، الدعوة صراحة للتصويت لـ«ماكرون» انطلاقاً من «رفض برنامجه الاجتماعي الليبرالي»، محذراً الناخبين من «الخطأ الفظيع للتصويت للجبهة الوطنية».
وأظهرت نتائج استطلاع للرأي عبر الانترنت أنّ ثلثي أنصار مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون يعتزمون إما «الإمتناع عن التصويت» وإما «الاقتراع بورقة بيضاء» في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مقابل 35 في المئة فقط سيصوّتون لـ«ماكرون».
وأخذت صحيفة «لا كروا» الكاثوليكية أمس موقفاً بعد صحف وطنية عدة، مؤكدة أنّ «الامتناع عن التصويت لا يكفي حيال ما قد يحصل إذا انتخبت مارين لوبان».
كما أنّ قسماً من ناخبي المحافظ فرنسوا فيون 20.01 يرفض حتى أن يسمع باسم ماكرون باعتباره وريث الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند.
يُذكر أنّ لوبان أوردت في خطابها أربع فقرات كاملة من كلمة لفرنسوا فيون حول الهوية الفرنسية، خلال تجمّع كبير أول أمس.
وردّ فرنسوا فيون أمس بالقول «ليس لأنّ فرنسا مريضة علينا أن نلقي بأنفسنا من النافذة»، محذراً من «برنامج لوبان الاقتصادي».
ونظم في باريس مساء أمس تجمع لأوساط الثقافة «ضدّ الجبهة الوطنية» ومنتدى «ضدّ المقاطعة» سيضم الجمعة شخصيات سياسية من اليمين واليسار.
في السياق، اعتبرت وزارة خارجية بولندا «أنه لا يجوز البتة أن يشبّه مرشح الرئاسة في فرنسا إيمانويل ماكرون رئيس الحزب البولندي الحاكم ياروسلاف كاتشينسكي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وكان ماكرون قد أعلن في وقت سابق «أنّ بين حلفاء منافسته في الانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان، يوجد بوتين وكاتشينسكي».
وجاء في بيان صدر عن الخارجية البولندية: «نتابع باهتمام الحملة الانتخابية في فرنسا نظراً لأهمية هذا البلد بالنسبة لمستقبل الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق، نلاحظ مع الأسف أنه يجري مرة أخرى خلال هذه الحملة في فرنسا الدولة الحليفة التي تنتمي إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، استخدام مقارنات غير لبقة من قبل المرشحين بهدف تضليل الرأي العام».
وأكدت الخارجية البولندية «أنّ حكومة بلادها ليست حليفة لمدام مارين لوبان ولذلك فإن التلميح بوجود تحالف بين هذه السيدة وزعيم حزب العدالة والقانون البولندي ليس إلا محاولة للتلاعب، ووضع كاتشينسكي في معسكر واحد مع أصدقاء مارين لوبان الذين انتهكوا الحريات كثيراً، غير لائق البتة».
وشدّدت خارجية بولندا كذلك على أنّ «الشخص الذي يعرف تاريخ بولندا والوضع السياسي الداخلي فيها، لا يملك الحق بتاتاً في اتهام البولنديين بالتعاطف مع روسيا الإمبراطورية».