الحصّ يضرب عن الطعام تضامناً ويوجّه رسالة للفصائل: اقتدوا بهم وتوحّدوا
إنعام خرّوبي
رغم وضعه الصحي الصعب، أبى الرئيس الدكتور سليم الحص إلا أن يتضامن مع الأسرى المُضربين عن الطعام في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» للأسبوع الثالث على التوالي.
وقال مستشار الرئيس الحصّ رفعت بدوي في اتصال مع «البناء» إنّ هذا الإضراب «هو موقف داعم من دولته للأسرى المضربين، وهو يهدف أيضاً إلى تحفيز شعوب المنطقة العربية على التضامن مع هؤلاء الأسرى واستنكار سياسات القمع والتمييز العنصري التي تُمارس في حقّهم كما في حقّ كلّ شعبنا في فلسطين. هو موقف مدافع عن حقوق الأسرى، والرئيس الحصّ يطالب برفع الظلم عنهم وبإعطائهم أبسط حقوقهم الإنسانية، مستنكراً الاعتقال التعسُّفي لهم من قبل دولة الاحتلال».
ولفت بدوي إلى أنّ الرئيس الحص «أراد بهذا الموقف التضامني دعوة الدول العربية إلى تصويب البوصلة نحو فلسطين القضية المركزية، وهو يعتبر إضراب الأسرى وصمودهم بمثابة رسالة موجهة إلينا قبل أن تكون موجّهة للعدو، ولو كان المجتمع العربي موحّداً حول قضاياه لما وصلت الأمور إلى هذه الدرجة ولا اضطر هؤلاء الأسرى للّجوء إلى الإضراب، ولا أمعن الاحتلال في سياساته القمعية والتوسُّعية واعتقالاته اليومية والمتكرّرة للفلسطينيين».
وأضاف: «هو أيضاً رسالة من الرئيس الحصّ، وهو الأب الروحي للقضية الفلسطينية، إلى الفصائل والقوى الفلسطينية لكي يقتدوا بالأسرى في معركة الحرية والكرامة الذين يجسّدون الوحدة الوطنية الفلسطينية بأبهى صورها. وهو يدعوهم إلى نبذ الانقسامات والخلافات وتوحيد الرؤى، ويؤكد لهم أنّ الحرية والكرامة لا يمكن الحصول عليهما إلا بالنضال والمقاومة وليس بالمفاوضات التي لم ولن تؤدّي إلى أيّ شيء».
ودعا الرئيس الحص «كلّ الكنائس والمساجد في فلسطين والعالم العربي إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني»، ووجه تحية إلى المطران عطالله حنا على موقفه المشرّف. وكان المطران عطالله أكد في حديث تلفزيوني «أنّ إضراب الأسرى الفلسطينيين لن ينتهي إلا بتحقيق مطالبهم في السجون، واعتبر أنّ ما يحصل هو رسالة للعرب بأن تكون بوصلتهم فلسطين».
وفي اليوم السادس عشر من إضراب «الحرية والكرامة»، استُشهد الأسير المحرّر مازن محمد المغربي 45 عاماً من مدينة رام الله بعد تعرضه لجلطة أثناء تواجده في خيمة الاعتصام مع الأسرى المضربين، وهو الذي عانى لسنوات من الإهمال الطبي في سجون الاحتلال «الإسرائيلي». وشُيّع الشهيد المغربي إلى مثواه الأخير في مدينة رام الله.
واستنكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين عيسى قراقع، ما يتعرض له الأسرى من تنكيل واعتداءات وإهمال طبي، ما يتسبَّب في وفاة العديد منهم بعد خروجهم من سجون الاحتلال.
وقال إنّ المغربي كان يعاني من فشل كلوي وكان من النشطاء في التضامن مع الأسرى، وقد أصيب بهذا المرض قبل خروجه من السجن، ولم يرَ الحرية سوى ثمانية أشهر. وأوضح قراقع أنّ استشهاد المغربي يؤكد على أهمية مطالب الأسرى المضربين، خاصة فيما يتعلق بالملف الطبي.
وحذرت اللّجنة الإعلامية المُنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير، من خطورة الأوضاع الصحية للأسرى المضربين، بعد فقدانهم أكثر من 10 كغ من أوزانهم، مع هبوط في ضغط الدم، وآلام حادة في الرأس، والمعدة، والمفاصل، وضعف القدرة على الحركة»، وذلك حسب شهادات للأسرى المُضربين في سجن «عوفر».
وتواصلت الفعاليات التضامنية مع الأسرى داخل فلسطين المحتلة وخارجها عدا عن الحراك الرسمي والديبلوماسي لمساندتهم ودعمهم.
ففي جنين، تمّ تنظيم ورشات رسم لعدد من الفنانين وتنظيم مسيرات ووقفات تضامن واعتصامات.
ونظم عدد من الفنانين التشكيليين ورشة عمل تضامنية داخل خيمة الاعتصام، حيث قاموا بإعداد رسومات فنية تعبر عن معاناة الأسرى وتجسّد الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال.
ومنذ ساعات الصباح، انطلقت مسيرات من بعض المدارس ورياض الأطفال صوب خيمة الاعتصام التي أمتها وفود من ذوي الأسرى وأهالي ومؤسسات مدينة جنين ومن داخل الأراضي المحتلة، وُرفعت الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى واللافتات الداعية إلى الوقوف الى جانبهم والعمل على إنقاذ حياتهم.
والدة شهيد و4 أسرى تواصل تضامنها مع أبنائها
وفي السياق ذاته، استمر تسعة مواطنين من أهالي الأسرى المضربين عن الطعام، والجرحى، وأهالي الشهداء، خوض الإضراب عن الطعام داخل الخيمة لليوم الخامس على التوالي.
وتواصل لطيفة أبو حميد «أم ناصر»، والدة الشهيد عبد المنعم، وأربعة أسرى، إضرابها المفتوح عن الطعام، منذ بدء أبنائها في الأسر، وزملائهم الإضراب، في سجون الاحتلال، لليوم السادس عشر.
وأجرى عدد من الأطباء والاختصاصيون الفحوصات اللازمة لـ«أم ناصر» أمس في منزلها بمخيم الأمعري.
وذكرت أبو حميد أنّ أبناءها الأربعة يمضون أحكاماً جائرة بالسجن المؤبد، فالابن الأكبر ناصر محكوم سبع مؤبدات وعشرين سنة، وهو ممثل الأسرى الآن في سجن «عسقلان»، وشريف محكوم بخمس مؤبدات، ومحمد محكوم بمؤبدين وثلاثين سنة، ونصر محكوم بخمس مؤبدات.
الأسير المحرّر موسى الطبيب يواصل إضرابه لليوم الرابع
كما واصل الأسير المحرّر موسى الطبيب، إضرابه عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، داخل خيمة الاعتصام المُقامة وسط بلدة عزبة الطبيب شرق قلقيلية.
وقال الطبيب في تصريح لوكالة «وفا» الفلسطينية إنّ إضرابه عن الطعام سيستمر «حتى تحقيق مطالب الأسرى العادلة»، مؤكداً أنّ الإضراب «مطلبي وليس سياسياً»، داعيا «العالم والمجتمع المحلي إلى الالتفاف حول قضيتهم».
وأضاف «أنّ الفعاليات التضامنية مع الأسرى ستستمر يومياً»، مشيراً إلى «أنّ صلاة الجمعة المقبلة ستقام داخل خيمة الاعتصام لتنطلق بعدها مسيرة جماهيرية باتجاه الطريق الالتفافي».
أسرى «الديمقراطية» يمتنعون عن شرب الماء الأحد المقبل
وقالت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة، إنّ أسرى الجبهة الديمقراطية المضربين عن الطعام، قرروا الامتناع عن شرب الماء، يوم الأحد المقبل السابع من شهر أيار الحالي، في حال لم تبحث إدارة سجون الاحتلال «الإسرائيلي» مطالب الأسرى بشكل جدي.
وأوضحت اللجنة، أنها تلقت رسالة من الأسير سامر العيساوي، أحد ممثلي أسرى الجبهة الديمقراطية المضربين عن الطعام، قال فيها: «رداً على إجراءات إدارة سجون الاحتلال المتصاعدة لكسر الإضراب والالتفاف على مطالبنا العادلة، فإننا قرّرنا، نحن أسرى الجبهة الديمقراطية المضربين عن الطعام، الامتناع عن شرب الماء في تاريخ السابع من أيار، إذا لم تبدأ إدارة السجون ببحث مطالب الأسرى بشكل جدي».
وأضاف العيساوي: «إنّ سلطات الاحتلال وما تسمى مصلحة سجونه، هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين الذين أصبحوا في مرحلة الخطر الحقيقي، وليعلموا أنّ ذلك لن يثنينا عن مواصلة الإضراب وتحقيق النصر، فشعارنا هو النصر أو الشهادة».
وأكد أنّ «الأسرى مستعدون تماماً لمواجهة جميع الأساليب الملتوية التي تستخدمها إدارة السجون للالتفاف حول هذا الإضراب، ونحن مستمرون حتى النصر بإذن الله».
الحمدالله
على الصعيد الرسمي الفلسطيني، أكد رئيس الوزراء رامي الحمد الله «أنّ أسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال يمثلون اليوم رمزاً عالمياً للكفاح، والنضال في سبيل حرية الإنسان، وكرامته»، مستهجناً حالة الصمت الدولي من قبل المظلة الدولية، والهيئات، واللجان ذات الصلة، والاختصاص، تجاه الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، والإنساني، وتجاه الجرائم، والممارسات العنصرية التي تقترفها سلطات الاحتلال بحق أسرانا الأبطال».
وأكد الحمد الله «أنّ غرور سلطات الاحتلال وتعنُّتها تجاه المطالب الأساسية للأسرى نابع من صمت ومحاباة المجتمع الدولي تجاه إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه إسرائيل»، متسائلاً عن «مهمّة ومسؤولية مختلف الهيئات الحقوقية والإنسانية والطبية الدولية التي تقف عاجزة عن كبح ممارسات إسرائيل وجرائمها وإجراءاتها وقوانينها العنصرية، وتقف مشلولة أمام محاسبتها عن جرائمها البشعة وانتهاكاتها الصارخة».
وقال: «إننا ننحني إجلالاً وإكراماً لأسرانا الصامدين في معركة العناد والصبر، معركة الحرية والكرامة التي يخوضها حرّاس الأرض، جُند الحرية لليوم السادس عشر على التوالي، من أجل كرامتهم الإنسانية، وحقوقهم القانونية التي تكفلها المواثيق الدولية».
وحمّل «حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى»، داعياً «المجتمع الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة، وكافة المنظمات الحقوقية، وكلّ أحرار العالم إلى التدخل العاجل الذي لا يحتمل التأخير، لإنقاذ حياة أسرانا، والانتصار لحريتهم، وكرامتهم، وحقوقهم العادلة». وقال: «لن نتخلى عنكم أسرانا الأبطال، ولن يخذلكم شعبنا العظيم، فأنتم تسحقون وفاء شعبكم، وصوتكم الأعلى وصل العالم بأسره، بهمتكم وبهمة شعبكم وقيادتكم، وقد فشلت حكومة إسرائيل في طمس صوت جوعكم، وهدير مجدكم، وعزة شموخكم، وشمس حريتكم الساطعة رغم ظلام السجن، وجدران الزنازين، لن نتراجع وسنبقى على العهد معكم حكومةً وشعباً بقيادة الأخ الرئيس القائد أبو مازن رئيس دولة فلسطين حتى تحقيق مطالبكم العادلة، فلا خيار غير الكرامة والانتصار، والمجد للشهداء والحرية لكم والنصر لفلسطين».
كما وجّه التحية لحملات التضامن مع الأسرى التي تقام في كلّ أنحاء المعمورة.
وقرّر مجلس الوزراء الفلسطيني، في إطار جهود القيادة والحكومة الفلسطينية، تكليف وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي بالسفر فوراً إلى جنيف، للقاء رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي، لحث المنظمة «على الاضطلاع بمسؤولياتها والتدخل الفوري لإنقاذ حياة أسرانا الأبطال وإلزام إسرائيل بالاستجابة لمطالبهم العادلة، وبالمواثيق والمعاهدات الدولية تجاههم».
وكان المالكي طالب خلال لقائه سفير هنغاريا في فلسطين المحتلة جيزا ميهالي «المجتمع الدولي بالتدخل لوضع حدّ لانتهاك إسرائيل لكافة المواثيق والأعراف الدولية وللقانون الدولي، وللضغط عليها للدخول في مفاوضات مع الحركة الأسيرة».
وأكد المالكي أنه سيتوجه إلى مدينة جنيف السويسرية ليلتقي رئيس منظمة الصليب الأحمر لبحث مسألة إضراب الأسرى، التي اعتبرها «مسألة هامة وخطيرة».
ووجّه مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي، رسائل إلى السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي في العاصمة السورية دمشق، حول معاناة الأسرى في سجون الاحتلال «الإسرائيلي».
وطالب عبد الهادي «بالتضامن مع الأسرى، والضغط على المجتمع الدولي لتلبية مطالبهم المحقة حسب اتفاقية جنيف الرابعة حول الأسرى».
وأوضح بعضاً من مطالب الأسرى، وهي: إنهاء العزل الانفرادي، وإنهاء الاعتقال الإداري، وتحسين أوضاع الأسرى، وتركيب هاتف عمومي، وإضافة قنوات فضائية، وزيادة زيارات الأهل والأقارب لمرتين، وتمديد وقتها من خمس وأربعين دقيقة إلى ساعة ونصف، ووقف سياسة الإهمال الطبي وتحسين الرعاية الطبية، والإفراج عن الأسرى المرضى، وتأمين معاملة إنسانية خلال نقل الأسرى، والسماح بالدراسة الجامعية وتقديم امتحان الثانوية العامة.
طهران تدين الانتهاكات المتكرّرة لحقوق الإنسان في سجون الاحتلال
وفي سياق المواقف المتضامنة، أكد المساعد الخاص لرئیس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولیة حسین أمیر عبد اللهیان، «أنّ علی المجتمع الدولي وأحرار العالم والمنظمات الدولیة تقدیم دعمهما للأسری الفلسطینیین وإضرابهم عن الطعام»، مستنكراً «الانتهاكات المتكرّرة لحقوق الإنسان في السجون الإسرائيلية».
وأوضح عبداللهیان «أنّ الخطوة الاحتجاجیة الشاملة من جانب الأسری الفلسطینیین تعتبر رمزاً للتضامن والوحدة في المجتمع الفلسطیني في وجه إسرائيل»، معلناً «دعم إيران للشعب الفلسطيني والمقاومة».
فعاليات متضامنة في فرنسا
وشهدت فرنسا سلسلة فعاليات تضامنية مع الأسرى، وقد شارك المئات في اعتصام دعت له جمعيات وفعاليات فرنسية وفلسطينية بالتنسيق مع سفارة فلسطين لدى فرنسا، في ساحة الجمهورية في العاصمة باريس.
وشدّد متحدثون على «ضرورة تواصل الفعاليات المناصرة لإضراب الأسرى، كوسيلة من وسائل الضغط على إسرائيل لتنصاع لمطالبهم العادلة، وكي تطبق اتفاقيات جنيف بخصوص معاملة الأسرى الفلسطينيين في معتقلاتها، وصولاً إلى إطلاق سراحهم جميعاً».
كما شاركت عدة مؤسسات وجمعيات فلسطينية وفرنسية في المسيرة الضخمة التي تنظم سنوياً في الأول من أيار احتفالاً بيوم العمال، ورفع المشاركون العلم الفلسطيني وصوراً للأسرى المضربين عن الطعام.
ووجه المحامي الفرنسي أنطوان كونت، الذي كان محامي الدفاع عن الأسير مروان البرغوثي في أول جلسة محاكمة له، رسالة إلى وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت، طالبه فيها برفع الصوت عالياً من أجل احترام مبادئ القانون الدولي في معاملة الأسرى الفلسطينيين.
أما الجمعية العامة لجزيرة كورسيكا الفرنسية، فتبنّت مشروع قرار يطالب «بضرورة التوصل لحلّ عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وباحترام المعاهدات الدولية التي تضمن حقوق المعتقلين السياسيين، وضرورة قيام الدولة الفرنسية باستثمار جميع الوسائل من أجل احترام حقوق الأساسية للأسرى، وأن تلبى جميع مطالب الأسرى الفلسطينيين».
وفي السياق ذاته، أعلنت عدة جمعيات على رأسها جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية، وجمعية التوأمة بين المخيمات الفلسطينية والمدن الفرنسية، وشبكة المدن الفرنسية من أجل مروان البرغوثي، وعدد آخر من الجمعيات والمؤسسات تنظيم حفل تضامني مع الأسرى في باريس اليوم الأربعاء، يشارك فيه عدد من الفنانين المعروفين مثل: كيري جيمس، وميدين، ويوسفا، بمشاركة الفنان الفلسطيني أحمد داري.
وزارة الإعلام الفلسطينية: 3 أيار محطة لدعم الصحافيين الأسرى
واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية أنّ اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف اليوم 3 أيار سيكون «محطة للإشادة بحراس الحقيقة، الذين ينقلون رسالة الحرية لأبناء شعبنا، ولمقاضاة الاحتلال الإسرائيلي على سجله الحافل بالجرائم بحق إعلاميينا ومؤسساتهم، في كلّ المحافل».
وأكدت الوزارة في بيان أمس «أنّ رسالة الثالث من أيار هذا العام، التي تحمل عنوان: «عقول متبصرة في أوقات حرجة: دور وسائل الإعلام في بناء وتعزيز مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة للجميع»، يجب أن تلفت أنظار العالم إلى ما يتعرض له شعبنا من احتلال لا يعيق فحسب بناء مجتمع سلمي وعادل، بل يتمادى في انتهاك أبسط الحقوق لأبناء شعبنا، ويواصل صباح مساء القتل والاستيطان والعنصرية والتحريض والإرهاب والتطهير العرقي».
ورأت «أنّ اليوم العالمي لحرية الصحافة ينبغي أن يدق جدران الضمائر الأممية، للضغط على إسرائيل لإطلاق أسرى الحرية، وبخاصة 28 صحافياً بعضهم يعاني المرض، أو يقبع بفعل اعتقال إداري ظالم»، ودعت منظمة اليونسكو والاتحاد الدولي للصحافيين «إلى مساندة الإعلاميين الأسرى، والتدخل لتحريرهم دون قيد أو شرط».
وجدّدت التذكير بالنداء السابق للتشكيلات الإعلامية والصحافية الوطنية والعربية والدولية «لاعتماد الثالث من أيار 2017 يوماً للتضامن الإعلامي مع أسرى الحرية، لإظهار حجم الألم والمعاناة للمضربين عن الطعام في سبيل الكرامة، وللانحياز للإنسانية التي تنتهكها دولة الاحتلال بأبشع وسائل التعذيب والإذلال والقمع، من خلال نشرات إخبارية موحّدة، ونماذج إعلامية، وقصص إنسانية تشير إلى أنّ أسرانا ليسوا مجرد أرقام صماء».
المدارس والجامعات الفلسطينية
ونظمت المدارس والجامعات الفلسطينية فعاليات تضامنية مع الأسرى، حيث شارك عدد من طلبة جامعة بيت لحم في وقفة تضامنية مع الأسرى. واحتشد المشاركون تلبية لدعوة مجلس اتحاد الطلبة، في حرم الجامعة، ورفعوا صوراً للأسرى وردّدوا شعارات مندّدة بالاحتلال وممارساته العنصرية بحقّ الأسرى.
وخلال الوقفة التضامنية، ألقيت عدة كلمات، أشاد المتحدثون فيها بصمود الأسرى المضربين عن الطعام، وطالبوا أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم بمواصلة الفعالية التضامنية مع الأسرى لحين تحقيق مطالبهم المشروعة.
ونظمت مدرسة حطين للبنات في بلدة كفر ثلث جنوب قلقيلية اليوم وقفة تضامنية تخللها نصب خيمة واعتصام في ساحات وملاعب المدرسة.
وقد أمّت الخيمة وفود عديدة من أبناء البلدة وفعالياتها الوطنية تخللها لقاء موسع ما بين طالبات وإدارة المدرسة مع عدد من أمهات الأسرى، وتركز الحديث حول أوضاع الأسرى.
كما شهدت مدارس أخرى في مناطق فلسطينية مختلفة فعاليات مماثلة.
المحكمة «الإسرائيلية» تدرس اليوم السماح للمحامين بزيارة الأسرى المضربين
من جانب آخر، أعلنت اللجنة الإعلامية لإضراب «الحرية والكرامة» أنّ المحكمة العليا «الإسرائيلية»، ستنظر اليوم الأربعاء، في الالتماس الذي قدمته هيئة شؤون الأسرى ومؤسسة عدالة، ونادي الأسير، للمطالبة بالسماح للمحامين بزيارة الأسرى المضربين.
وأوضحت اللجنة، في بيان، أنّ جلسة ستعقد بحضور طاقم من محامي هيئة شؤون الأسرى ومؤسّسة عدالة، إضافة إلى عدد من أعضاء الكنيست العرب، وممثلين عن المؤسسات الحقوقية.
وأضافت اللجنة أنّ إدارة مصلحة سجون الاحتلال تواصل منعها لمحامي المؤسسات الحقوقية من زيارة الأسرى المضربين في غالبية السجون.