لافروف لـ «روسيا اليوم»: للتوجه إلى مجلس الأمن وإشراك سورية في محاربة الإرهاب
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى التوقف عن استخدام الأمم المتحدة لمصالحَ ضيقة وأنانية، مطالباً من أنشأوا المنظمة الأممية بالمحافظة على فعاليتها.
وأعرب لافروف على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن أمله في أن تحجم واشنطن عن التحرك دولياً من دون الرجوع إلى مجلس الأمن. وأضاف: «على الولايات المتحدة أن تفهم أنه لا يمكن تحقيق أي شيء بطريقة فردية»، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة بدأت بمحاربة الإرهاب بعد أن قطعت داعش رؤوس مواطنيها»، ومذكراً بالتحذيرات الروسية لهم عن خطر هذه الجماعات.
وأوضح لافروف أنّ «واشنطن باشرت بتشكيل التحالف الدولي ضدّ الدولة الإسلامية لأنها تعي صعوبة محاربة التنظيم بمفردها»، معتبرا أنه
«ينبغي التوجه إلى مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب تحت غطاء دولي ومشاركة الدولة السورية التي أعلنت عن استعدادها للوقوف إلى جانب المجتمع الدولي ضدّ الإرهاب». ورأى أنّ «الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون فاعلة أكثر من أعضائها لأنها ليست مفهوماً مجرداً، وإنما هي عبارة عن هيئة دولية تدخل ضمنها حكومات هي التي تحدّد جدول أعمالها، وإدارتها تقوم بتنفيذ ما توكلها به هذه الحكومات، والأمم المتحدة تغيرت ولا تزال تتغير وستتغير في المستقبل».
وحول التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، أمل لافروف «أن تفهم الولايات المتحدة الأميركية في النهاية ضرورة عدم لعب دور المتهِم والقاضي ومنفذ الأحكام، وأن تفهم أنه لا يمكن تحقيق أي شيء بطريقة فردية، وقد بدأ الغرب بمحاربة الإرهاب، عندما قطعت داعش رؤوس مواطنيه علناً أمام شاشات التلفزة، مع أننا حذرنا منذ زمن بعيد من هؤلاء الأشخاص الذين لا يمكن أن يكونوا، ولو موقتا حلفاء، فقط لأنهم يقاتلون ضدّ الرئيس بشار الأسد في سورية». وتابع لافروف: « لقد أعلنوا الحرب على الإرهاب بهدف القضاء على «داعش» لأنهم استوعبوا أنه لا يمكنهم تحقيق ذلك بمفردهم، فهذا يصعب تنفيذه، لذلك يجب جمع دول أكثر في التحالف، وفي رأيي كان يجب التوجه إلى مجلس الأمن، وكان يجب التعاون والتنسيق مع الحكومة السورية التي أعلنت منذ زمن بأنها مستعدة لمشاركة المجتمع الدولي في حربه ضدّ الإرهاب، لكنهم التفوا على الأمر، وهذا يزيد من أخطار وقوع حادث مستفز أو عن طريق الخطأ يمكن أن يزيد من توتر الأوضاع».
وحول الأزمة الأوكرانية قال لافروف: «إنّ الغرب لا يستطيع التراجع عن موقفه بأنّ روسيا هي المذنبة في كل شيء وأنّ روسيا هي من صنعت الأزمة الأوكرانية، كذلك عندما بدأت الأزمة السورية منذ ثلاث سنوات ونصف، أعلن رؤساء أميركا وفرنسا وغيرهما أنهم لن يجروا أي حوار مع الأسد، وأنا واثق من أنهم نادمون الآن على ذلك، لأنهم كانوا يظنون أنّ الأمر سينتهي بسرعة كما كان الحال في ليبيا ومصر، ولكن تبين لهم أنّ الوضع مختلف، ولم تكن لدى روسيا أية شكوك في أنه من دون إجراء حوار بين النظام في دمشق وكل أطياف المعارضة لا يمكن أن نجد مخرجاً من هذه الأوضاع».