بعلبك تلتزم بالإضراب احتجاجاً على الفلَتان وسريّتا مغاوير تؤازران القوى الأمنيّة في المداهمات
التزمت مدينة بعلبك الإضراب العام الذي دعت إليه البلديّة وهيئات المجتمع المدني، وذلك لمطالبة القوى الأمنيّة بوضع حدّ للفلَتان الأمني في المدينة، فأقفلت المدارس الرسمية والخاصة أبوابها وكذلك فروع الجامعات والمعاهد المهنيّة والفنّية والمصارف والمؤسسات والتجارية.
كما التزمت الإضراب بلديات بعلبك، دورس، نحلة، مقنة، إيعات، طليا، حورتعلا، معربون، رماسا، الطيبة، مجدلون، حوش تلّ صفية، يونين، شعث، الخريبة، بريتال، السعيدة، حوش النبي، الأنصار واتحاد بلديات بعلبك.
ونُفذ اعتصام حاشد أمام سيّار الدرك عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك بين الحادية عشرة والثانية عشرة ظهراً، تلبية لمشاركة رؤساء بلديات واتحادات بلدية وممثّلي الأحزاب والحركات والتيّارات السياسية، وفاعليات دينيّة واقتصاديّة ونقابية واجتماعية وتربوية.
وتوجّه رئيس بلدية بعلبك العميد المتقاعد حسين اللقيس إلى المعتصمين بالقول، إنّ «هذا الالتزام الشامل، إن دلّ على شيء، فعلى مستوى الوعي الذي تتحلّون به، وعلى الرغبة في إبراز حجم الأخطار التي باتت تهدّدنا في كلّ الاتجاهات، وهذا لمصلحة بعلبك ومنطقتها، بل هو أيضاً لمصلحة كلّ لبنان، لأنّ الأخطار التي تهدّد منطقتنا ومدينتنا، تهدّد أيضاً كلّ المناطق اللبنانية، ونشكر جميع البلديات والهيئات التي تضامنت معنا».
وأضاف: «أودّ أن أذكّر المسؤولين من أعلى المستويات إلى أدناها أنّ الجرائم التي تحصل هي نتيجة الوضع الأمني المتردّي».
وتابع: «أحببنا اللقاء في هذه الساحة لنوجّه كتاباً مفتوحاً عبر وسائل الإعلام وعبركم إلى كلّ المسؤولين في الدولة، هذا نصّه: «من أهالي مدينة بعلبك، وبكلّ احترام ومحبة وتقدير، إلى كلّ من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ودولة رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه برّي، ودولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سعد الدين الحريري، ومعالي وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ومعالي وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف، ومعالي وزير العدل الأستاذ سليم جريصاتي، إيماناً منّا بوطننا الحبيب لبنان، الذي لنا شرف الانتماء إليه والولاء لدولته العزيزة، نتوجّه إليكم بطلب مُلحّ ووحيد، من ضمن حقوقنا الشرعيّة كمواطنين لبنانيّين نعيش على جزء من تراب هذا الوطن، ألا وهو ضبط الوضع الأمنيّ في مدينة بعلبك ومنطقتها. وهذا من صلب مسؤوليّات المؤسسات الرسمية المعنيّة، من دون أيّ أحد سواها، لأنّ حالة التفلّت الأمني فيها باتت تهدّد الاستقرار العام في البلاد، وتنذر بأخطر التداعيات السلبيّة اجتماعياً وأمنيّاً واقتصادياً.
وقال عامر الحاج حسن بِاسم نقابة أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في البقاع: «إنّها وقفة لرفع الظلم والحرمان عن بعلبك، ولدعوة القوى الأمنيّة إلى القيام بواجبها وحماية المواطنين».
بدوره، ألقى المسؤول عن العمل البلدي في حزب الله في البقاع حسين النمر كلمة، اتّهم فيها «بعض القوى الأمنيّة بأنّها تركت بعض العصابات وتجّار المخدّرات ولصوص السيارات يعتدون على مدينة بعلبك وأهلها وتجارها، يعيثون فساداً ويقطعون الطرقات ويخطفون ويقتلون ويفرضون الخوّات، فمسؤولية الأمن والحفاظ على حياة الناس وممتلكاتهم وكرامتهم، واعتقال المجرمين والمرتكبين، هي مسؤوليّة القوى الأمنيّة والدولة وحدها، وليست مسؤوليّة النوّاب أو المحافظ أو البلدية أو القوى السياسية، وإذا كان هناك من يمنعكم من القيام بدوركم فاكشفوا ذلك بالأسماء».
وألقى الشيخ مشهور صلح كلمة، قال فيها: نحن جميعاً مقصّرون ونتحمّل جزءاً من المسؤولية عمّا يحصل في مدينتنا والمنطقة، لأنّنا لو قمنا بهذا التحرّك عند ارتكاب الجريمة الأولى من خطف أو قتل أو سرقة وما شابه، ووقفنا في وجه هؤلاء الذين يخطفون هذه المدينة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه».
من جهته، قال رئيس جمعية تجار بعلبك نصري عثمان: «هذه المشاركة الكثيفة من بلديات واتحادات بلديات بعلبك وأهالي المنطقة وفاعليّاتها دليل على محبتهم لمدينة بعلبك، ولأنّهم يعتبرونها مدينتهم، وهم حرصاء عليها وعلى أمنها واقتصادها واستقرارها».
وألقى رئيس تجمّع الهيئات الأهلية في بعلبك مصطفى أبو إسبر كلمة الختام، فقال: «تعتصمون اليوم احتجاجاً على ممارسات العابثين بأمن مدينتكم، وعلى تقصير الدولة والقوى الأمنيّة في حق بعلبك، وللمطالبة بأن ينال العابثون بأمن بعلبك والمنطقة عقابهم، لتبقى بعلبك عاصمة السياحة في لبنان والعالم، ومنارة العزّة والكرامة والعنفوان».
واستقبل محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر اللقيس على رأس وفد من الذين شاركوا في الاعتصام، واعتبر
خضر أنّ «التحرّك الذي حصل اليوم في بعلبك، يؤكّد مرة جديدة أنّ الأغلبيّة الساحقة في محافظة بعلبك الهرمل، وفي مدينة بعلبك تحديداً، هم مع الدولة والقانون والمؤسسات ومع فرض الأمن».
وأعلن أنّه خلال زيارته قائد الجيش العماد جوزاف عون، برفقة العميد اللقيس، وعد بإرسال سريّتين من فوج المغاوير، والعماد عون وعد ووفى، وهناك الآن سريّتا مغاوير في بعلبك للقيام بمؤازرة القوى الأمنيّة بالمداهمات.
وأكّد أنّ «كلّ المطالب التي طُرحت في الحراك سيقوم بإيصالها إلى الجهات المعنيّة».