استمرار النشاطات الدّاعمة للأسرى في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» واعتصام تضامني اليوم في بيروت
استمرّت أمس النشاطات الدّاعمة والمتضامنة لانتفاضة الأسرى في السجون «الإسرائيلية»، وفي هذا السياق، عقد «التيّار الشعبي لدعم المقاومة الفلسطينية» اجتماعه الدوري في مركز حركة الأمّة في بيروت، بحضور ممثّلين عن الأحزاب والقوى الوطنيّة اللبنانيّة والفصائل الفلسطينية، وتمّ عرض لآخر التطوّرات التي تمرّ بها القضية الفلسطينية وما يعانيه أسرى معركة الأمعاء الخاوية.
وتوجّه المجتمعون «بتحية إكبار وتقدير إلى ضمير فلسطين والأمّة دولة الرئيس سليم الحص، الذي أطلق صرخة تضامنيّة مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني»، داعياً المسؤولين العرب والمسلمين إلى الاقتداء بالرئيس الحص وإعلان تضامنهم مع هذه القضية.
من جهةٍ ثانية، حمّل المجتمعون العدوّ الصهيوني مسؤولية تدهور صحة الأسرى المضربين عن الطعام، داعين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والمؤسّسات القانونية والحقوقية إلى الضغط على العدو الصهيوني لوقف الممارسات التعسّفية بحقّ المعتقلين الفلسطينيّين والإفراج الفوري عن سراح جميع الأسرى المضربين عن الطعام.
ودعا المجتمعون جميع القوى الحيّة إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، والمشاركة في الاعتصام التضامني مع الأسرى عقب صلاة الجمعة اليوم في مسجد الشيخ أحمد كفتارو- بيروت.
«تجمّع دعم المقاومة»
وعقد «التجمّع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة» لقاءً تضامنياً مع انتفاضة الأسرى، وقد استهلّه أمين عام التجمّع العربي د. يحيى غدار بالقول، إنّه لم يبق لفلسطين غير هولاء الأسرى الأبطال، وهذا الإضراب الذي يطالبون من خلاله بالحرية والكرامة والحقوق داعمين بذلك الانتفاضة بكلّ أشكالها.
وأكّد أنّ «هذه الورقة هي الورقة الأخيرة التي يراهن عليها لتوحيد الفصائل والقوى الفلسطينية دفاعاً عن عزة وكرامة فلسطين، من خلال خيار المقاومة، الخيار الوحيد لتحرير كلّ فلسطين بعدما سقطت كلّ الخيارات الأخرى».
من جهته، طالب منسّق العلاقات الدولية والقانونية في التجمّع د.حسن جوني الأمم المتحدة بتنفيذ وتطبيق اتفاقية جنيف، حيث أنّها تعطي الحق للأسرى بمقاومة الظلم في المعتقلات، وأكّد أنّ اتفاقية جنيف تمنع أيّ اعتداء على الأسرى باعتبارهم أسرى حرب، واعتبر أنّ «ما يحدث الآن هو انتهاك لحقوق الأسرى ويشكّل جريمة حرب، ونحن فعلاً أمام جريمه حرب خطيرة جداً، ونؤكّد على المطالبة بحدّ أقصى على تطبيق اتفاقيّة جنيف عليهم وتحريرها».
وأكّد ممثّل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامّة أبوعماد رمزي مصطفى، أنّ الأسرى المضربون عن الطعام في معتقلات الاحتلال جائعين من أجل الحرية والكرامة، وكلّنا معهم من أجل تحرير فلسطين.
بدوره، أكّد عضو المكتب السياسي للجبهه الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، «أنّ من الضروري جداً أن تتوصّل الفصائل الفلسطينية إلى استراتيجية موحّدة داعمة لحراك الأسرى في داخل المعتقلات من أجل تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي».
وقال رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الفلسطيني في لبنان والشتات، الشيخ الدكتور محمد نمر زغموت: «نحن لا نراهن على سلطة فلسطين، بل على شعب فلسطين والأسرى الذين يدافعون بالأمعاء الخاوية». وناشد الجميع التوقف عن التعامل والتطبيع مع «إسرائيل».
وأكّد عضو لجنة العلاقات السياسية في التيّار الوطني الحر رمزي دسوم، أنّ «تضامننا مع هؤلاء الأبطال تضامن مع أنفسنا». ووجّه للفلسطينيّين تمنّيات، أهمّها الوحدة فيما بينهم، وذلك شرط أساسي لدعم المضربين عن الطعام والانتفاضة الشاملة، مؤكّداً أنّ العدو لن يفرج عن الأسرى إلّا بعملية مبادلة.
«لقاء الحقوقيين»
بدوره، أعلن «لقاء الحقوقيين المستقلّين»، في بيان أصدره إثر اجتماعه الدوري الشهري في مركز توفيق طبارة، تضامنه مع الأسرى، مشيداً «بصرختهم القوية ومواجهتهم المحتلّين بإضراب الأمعاء الخاوية من أجل الحرية والكرامة».
وأدان اللقاء «كلّ ممارسات المحتلّ «الإسرائيلي» وعدوانيّته المستمرّة بصورها وأشكالها كافة، من قتل وتدمير واغتيالات وهدم للمنازل والأشجار والمزروعات وتغيير معالم المدن الفلسطينية المقدسة ودور العبادة فيها، الإسلامية والمسيحيّة، والاعتقال الإداري، والعزل الفردي للأسرى ومنع الزيارات للأهالي وللمحامين».
واستهجن «صمت المجتمع الدولي وتجاهله وتغاضيه عن ممارسات المحتلّ الصهيوني اليومية، ما يشكّل انتهاكاً صارخاً لكلّ الشرائع والمواثيق الدوليّة وحقوق الإنسان»، داعياً «كلّ المنظمات الحقوقية وحقوق الإنسان المحلّية والعربية والدولية واتحادات ونقابات المحامين في العالم، خصوصاً اتحاد المحامين العرب واتحاد البرلمانات العربية، إلى التحرّك السريع لنصرة الأسرى الفلسطينيين الأبطال، ودعم انتفاضتهم بالضغط على المؤسّسات الدولية المعنيّة لإلزام سلطات الاحتلال بالإفراج عنهم وتحقيق مطالبهم في الحرية والكرامة»، مرحّباً «بقرار منظمة الأونيسكو حول القدس الشريف ودحض المزاعم الإسرائيلية».
ونفّذت اللجان الشعبية والأحزاب والفصائل الفلسطينيّة في مخيم الجليل في بعلبك اعتصاماً، بدعوة من حركة «فتح»، في خيمة أُقيمت أمام مقرّ الحركة، وأعلن بعض المشاركين الإضراب عن الطعام ابتداءً من اليوم تحت عنوان: «مياه وملح».
وحيّا أمين سرّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في البقاع محمود سعيد الأسرى، مؤكّداً «وقوف كافّة الفصائل الفلسطينية إلى جانب تحرّك الأسرى».
بدوره، تمنّى إمام المخيم الشيخ محمد طلوزي، أن «يكون مشروب المياه والملح عسلاً للأسرى».
أمسية تضامنيّة
بدورها، نظّمت «عائلات لبنان تساند عائلات فلسطين» أمسية بمشاركة ممثّل سفارة فلسطين خالد عبادي، النائبة السابقة لرئيس البرلمان الأوروبي لويزا مورغانتيني، ممثّلين للفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنيّة والجمعيات الأهلية والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وجمعية التضامن الفرنسية – الفلسطينية وأسرى محرّرين.
وتخلّل الأمسية برنامج فنّي فلسطيني، قدّمته فرقة «بيت أطفال الصمود» – مخيم برج الشمالي و«محترف القنديل الصغير» – مخيم عين الحلوة – جمعية «أجيال»، وتكريم للمناضلة مورغانتيني التي أُطلق عليها اسم «لويزا الفلسطينية» لوقوفها الدائم إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وقد جابت كلّ أنحاء أوروبا لمساندة الأسرى في معركتهم «الأمعاء الخاوية».
وألقت الناشطة رجاء بشارة كلمة «عائلات لبنان تساند عائلات فلسطين»، توجّهت فيها إلى الأسرى المضربين: «أنتم ربيعنا العربي الذي سيزهو من خلال نوافد زنزاناتكم. ننحني أمام مقاومتكم وصبركم وجوعكم، وأقول لكم: أنتم تاج الرؤوس، وبحريّتكم سنغيّر الدنيا ونصنع غداً أفضل. وأحيّي أهلكم الصابرين والمشاركين معكم في الاعتصامات، ومنهم من يشارككم إضرابكم عن الطعام، وخصوصاً الوالدة أم ناصر أبو حميد، وتحيّة لروحَي الشهيدين الأسير المحرّر مازن المغربي والشهيدة الأم جميلة شلالدة المعتصمة في خيمة التضامن مع الأسرى».
وشكرت المركز الثقافي الروسي، «للمساهمة معنا وتقديمه المسرح إلى المشاركين».
وقدّمت نبذة عن مبادرة «عائلات لبنان تساند عائلات فسطين»، مشيرة إلى أنّها «مبادرة أهلية ومثال على المبادرات الأهلية الناجحة لأنّها ليست بجمعية، والمعروف أنّ المبادرات عمرها قصير، إنّما نحن عمرنا 13 سنة وبدأنا بالـ14 وما زلنا نقوم بأنشطة ولو متواضعة لدعم القضية، ربما تعود الأسباب إلى تفاعل عناصركم في العمل وصدقيّتهم والتعاون مع الأصدقاء الدّاعمين».
وأعلنت «تبنّيها للأسير شادي البرغوتي، وهو الآن في يومه الـ 19 للإضراب».
من جهتها، قالت المناضلة مورغانتيني: «إنّ فلسطين موجودة في كلّ مكان، وهي اليوم في لبنان من خلال مساندة الشعب اللبناني لكلّ قضاياها. كنّا نقول إنّ فلسطين تعلم الحياة، لكنّ اليوم يظهر لنا أيضاً أنّ اللبنانيّين يعلّمون الحياة من خلال دعمهم للفلسطينيين».
ولفتت إلى «وجود 300 طفل أسير في السجون الإسرائيلية»، معتبرةً أنّهم «الهدف الأساس للعدو».
بعدها ألبست الأسيرة المحررة عفيفي، مورغانتيني الكوفيّة الفلسطينية تحية من الأسرى لها، وقالت: «الوقوف مع الأسرى واجب مقدّس». وألقت قصيدة كانت قد كتبتها على جدران معتقل الخيام خلال اعتقالها.
ثمّ تسلّمت مورغانتيني درعاً تكريميّة عبارة عن مجسّم للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.