الاعتصامات التضامنيّة مع انتفاضة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» تتواصل ودعوات إلى وحدة الأمّة و إنهاء الانقسام الفلسطيني وخطف جنود صهاينة
مع دخول انتفاضة الأمعاء الخاوية للأسرى في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» يومه العشرين، سجّل أمس مزيد من الاعتصامات والوقفات التضامنية معهم مع تصاعد الدعوات إلى وحدة الأمّة وتوحيد الفصائل والقوى الفلسطينية والانخراط في خيار المقاومة لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
وفي هذا الإطار، نظّم «التيّار الشعبي لدعم المقاومة الفلسطينية»، اعتصاماً تضامنياً مع الأسرى عقب صلاة الجمعة في مسجد الشيخ أحمد كفتارو- بيروت، بمشاركة فاعليات سياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية.
وأكّد الأمين العام لـ«حركة الأمّة» الشيخ عبد الله جبري، أنّ معركة «الأمعاء الخاوية» تجسّد معنى المقاومة في انتزاع الحقوق المسلوبة، وتصون الكرامة، وتدافع عن الوجود والهويّة، وقال: «لقد بدأ الأسرى إضرابهم بخطوة موحَّدة، وهم يتطلّعون إلى أن يؤسّس هذا الإضراب لمرحلة جديدة يُعاد فيها الاعتبار لثقافة القرار الموحَّد، في مواجهة جبروت السجّان وعنجهيّته، ما يتطلّب منّا أن نتوحّد جميعاً مثلهم لمواجهة عدوّنا ونصرة قضيّتنا»، مطالباً الفصائل الفلسطينية في الداخل باختطاف جنود أو مواطنين صهاينة في فلسطين المحتلّة، لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين، لأنّ الأحداث والتجارب أثبتت أنّ هذا العدو لا يفهم إلّا لغة القوة.
وألقى راجي الحكيم كلمة التيّار الشعبي لدعم المقاومة الفلسطينية، طالب فيها الرؤساء اللبنانيين الثلاثة، والمراجع الروحيّة، بالتدخّل السريع لمساندة ودعم قضية الأسرى القابعين في سجون العدو «الصهيوني»، محيّياً الرئيس سليم الحص على موقفه المشرِّف اتجاه هذه القضية، لا سيّما إعلانه الإضراب عن الطعام تضامناً مع الأسرى.
من جهته، قال الأسير الفلسطيني المحرَّر مهنّا كسّاب: «الأسرى في سجون العدو الصهيوني لا يريدون منّا سوى الوقوف إلى جانبهم عبر خطوات الدعم والمؤازرة، وفضح جرائم وانتهاكات هذا الكيان عبر المؤسسات والمحافل الدولية». وأضاف: «نحن من هنا، من بيروت المقاومة والصمود والتحدّي، ندعو جماهير الشعب الفلسطيني أولاً إلى توحيد الكلمة ورصّ الصفوف خلف أسرانا الأبطال، وتوفير كلّ أشكال الدعم والمساندة لهم، لأنّنا بوحدتنا وتلاحمنا نوجّه رسالة واضحة بأنّ شعبنا لا ولن يسمح بأن يتمّ الاستفراد بهؤلاء الأبطال، الصامدين في خط الدفاع الأول عن قضية كلّ العرب والمسلمين».
الجنوب
وفي صيدا، أُقيمت في ساحة الشهداء وقفة تضامنيّة مع الأسرى بدعوة من إمام مسجد الغفران الشيخ حسام العيلاني، في حضور ممثّلين عن القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية الإسلامية والوطنية والشيخ خضر الكبش.
وحيّا أمين سرّ منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» في صيدا ماهر شبايطة الأسرى الأبطال، وقال: «إنّ بقاء الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال هذه الفترة الزمنية الطويلة يجسّد مفهوم أنّ العدو لم يكن يوماً يؤمن بالسلام أو يعمل للسلام، وإنّما استخدم مسيرة السلام لتدمير أيّ فرصة لتحقيق السلام». كما وجّه نداءً إلى قادة الفصائل إلى إطلاق حوار وطني صريح، ولتأسيس وثيقة العهد والشراكة.
بدوره، رأى الشيخ العيلاني في كلمته، «أنّ فلسطين هي القضية المركزية للأمّة، وأنّ الأسرى جسّدوا الوحدة داخل السجون فيها بمختلف انتماءاتهم الحزبيّة، من قائد الإضراب مروان البرغوثي ابن حركة «فتح»، إلى عبد الله البرغوثي ابن حركة «حماس»، إلى أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية وإخوانهم المعتقلين، وهي رسالة موجّهة إلى الأمة لكي تتوحّد»، مؤكّداً أنّ «الخطر على القضية الفلسطينية من الصهاينة والجماعات الإرهابية التي أول ما تسيء إلى القضية الفلسطينية»، مشدّداً على أنّ «تحرير الأسرى لا يكون إلّا من خلال المقاومة، ولنا نحن في لبنان تجربة اثبتتها المقاومة، كما أيضاً في فلسطين، ممّا يعني أنّ العدو الصهيوني لا يفهم إلّا لغة القوة».
وطالب بلدية صيدا بإطلاق اسم فلسطين على أحد شوارع أو ساحات صيدا.
من جهته، شارك عضو المكتب السياسي لـ«جبهة التحرير الفلسطينية» عباس الجمعة، على رأس وفد قيادي من الجبهة، في خيمة الاعتصام التضامنيّة مع الأسرى في مخيم البرج الشمالي.
ودوّن الجمعة على سجلّ الخيمة عبارات «الوفاء للأسرى تنحني الهامات»، و«نحن نقف وقفة شموخ أمام هؤلاء الأبطال الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، فهم مفخرة لكلّ فلسطيني وعربي»، ثمّ تناول الوفد الماء والملح في تعبير رمزي عن عمق مشاعر الإحساس بواقع الأسرى الذين يواصلون معركة الأمعاء الخاوية.
ودعا الجمعة «إلى أوسع تحرّك متضامن مع قضية الأسرى».
طرابلس
وفي السياق، نظّم «لقاء طرابلس التضامني مع فلسطين والأسرى» وقفة نسائية تضامنيّة مع الأسرى في ساحة طرابلس، في حضور ممثّلين عن القوى والجمعيات والفصائل الفلسطينية، وأُلقيت كلمات شدّدت على «ضرورة تفعيل التحرّكات المتضامنة مع الأسرى، لرفع الظلم عنهم ومحاكمة العدو الصهيوني على جرائمه المستمرّة بحق الشعب الفلسطيني».
وزار وفد من اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال بخيمة الاعتصام، وألقى أمين صندوق الاتحاد النقيب شادي السيد كلمة، طالب فيها «الشعوب العربية بتقديم كلّ أشكال الدعم للأسرى المضربين عن الطعام»، كما طالب المرجعيات الدولية «برفع الظلم عنهم، وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان وأصول التعامل مع الأسرى والمعتقلين».
وألقى ممثّل «حركة الجهاد الإسلامي» في الشمال «أبو لواء» موعد كلمة، حيّا فيها أبناء طرابلس على وقفتهم التضامنيّة مع فلسطين والأسرى. وقال: «الأسرى قدّموا زهرة أعمارهم وحرياتهم، واليوم يقدّمون أرواحهم من أجل حريّتنا وكرامتنا، ونحن مدينون لهم بإعادة الخبر الفلسطيني إلى الواجهة، وإذا لم يستجب العدو لمطالب الأسرى فلن تبقى الأمور محصورة بالتحرّكات والتجمّعات، وقد تصل إلى المواجهة العسكرية الشاملة على كلّ أرض فلسطين».
وأُقيمت أمسية شعرية، قدّمتها عليا محفوض التي أشارت إلى استمرار فعاليات التضامن، شاكرة «كلّ من يأتي إلى ساحة الاعتصام أو ينظم وقفات في المواقع التربوية»، وتضمّنت إلقاء قصائد تضامنيّة.
إلى ذلك، عرض رئيس «المجلس الوطني للإعلام» عبد الهادي محفوظ، في مكتبه في وزارة الإعلام، مع وفد من «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، برئاسة عضو المكتب السياسي علي فيصل. وقال محفوظ بعد اللقاء: «هذه الجلسة تمهيدية مبدئياً لمناقشة وضع الأسرى الفلسطينيين الذين يفجّرون ما يمكن تسميته بانتفاضه الأمعاء الخاوية».
واعتبر أنّ «أهميّة موضوع الأسرى حالياً، الذي حمل عنوان «الأمعاء الخاوية»، يوجّه رسالة للداخل العربي: توحّدوا وقفوا معنا بدلاً من التلهّي بمشاكل جانبية لا جدوى منها ولا يستفيد منها سوى الكيان الصهيوني. أيضاً هناك رسالة للداخل الفلسطيني: توحّدوا وابتعدوا عن الخلافات والانقسامات. كما أنّ هناك رسالة للعالم الغربي الأميركي والأوروبي والعالمي لتحريك الرأي العام الذي يتعاطف مع حقوق الإنسان، ذلك أنّ «إسرائيل» تمارس أبشع صور التعذيب والقهر للشعب الفلسطيني والأسرى الفلسطينيين».
وقال: «لذلك نعتبر هذا الاجتماع التمهيدي دعوة ورسالة لوسائل الإعلام اللبنانية والعربية كي تركّز على موضوع الأسرى وتتابع في نشرات الأخبار قضيّتهم وتبرز المشاكل التي يعانون منها، ففي ذلك خدمة للقضية الفلسطينية التي توحّدنا جميعاً».
من جهته، توجّه فيصل بالشكر إلى محفوظ وأعضاء المجلس الوطني للإعلام، ناقلاً تحيّات الشعب الفلسطيني والأسرى الذي يعيشون ظروفاً صعبة داخل المعتقلات «الإسرائيلية».
كما نقل تحيات الفصائل الفلسطينية إلى وسائل الإعلام اللبنانية والمجلس الوطني للإعلام، «الذين وقفوا إلى جانب الانتفاضة الفلسطينية»، آملاً «إعلان يوم إعلامي مفتوح دعماً للأسرى والعرب في السجون «الإسرائيلية»، من أجل كسر حاجز الصمت وتأمين دعم دولي وعربي لهؤلاء الأسرى، وضغط دولي على «إسرائيل» كي تستجيب لمطالب وأهداف المعتقلين الفلسطينيّين، والضغط على المؤسسات الدولية لمقاضاة «إسرائيل» ومحاكمتها على جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها بحقّ الفلسطينيين والعرب».
وتوجّه بالتحية إلى «لبنان الرسمي بكلّ مكوّناته والأحزاب والشخصيات الدينية، وكلّ شعب لبنان الذي وقف ويقف معنا في معركة الحرية»، مؤكّداً «أنّ المعتقلين الفلسطينيين يدافعون عن كرامة العالم العربي، وكلّ حرّ في هذا العالم».