القوى الأمنية تفضّ اعتصام أهالي العسكريين في المصنع وفاعليات البقاع تحذّر في ضهر البيدر من أسر المحافظة
فيما راجت أمس معلومات عن ارتفاع منسوب التفاؤل في ملفّ العسكريين المخطوفين واحتمال إطلاق عدد منهم عشية عيد الأضحى الذي يصادف السبت المقبل، وسّع أهالي العسكريين نطاق تحركاتهم فقطعوا الطريق عند نقطة المصنع. وأثناء محاولة القوى الأمنية فضّ الاعتصام حصل تدافع مع الأهالي، أوقف على أثره عدد من الأشخاص.
وكان الأهالي اعتبروا في بيان، قبل الإشكال، خلال اعتصامهم في المصنع «أنّ هيبة الدولة سقطت إلى غير رجعة لحظة لفظ الشهيد علي السيد أنفاسه، وهيبة الدولة تكون في الحفاظ على عسكرييها»، وطالبوا الحكومة بـ«القبول بالمقايضة من دون قيد أو شرط، واليوم قبل الغد، فهي الحلّ الوحيد لإطلاق أسرانا»، مبرّرين أسر الجنود «بأنه كان رد فعل نتيجة سياسات ظالمة ضدّ أهل السنة وما مورس من تهميش في حقهم».
وتمنى الأهالي «تزخيم وتفعيل المفاوضات حتى الإفراج عن أبنائنا وهذه الخطوة نتمناها قبل عيد الأضحى كي يتسنى للعسكريين الاحتفال مع أهلهم»، مؤكدين البقاء في الطرقات» حتى عودة أبنائهم.
وبعد نصف ساعة، حضرت القوى الأمنية إلى المكان وعملت على إعادة فتح الطريق في المصنع، فوقع إشكال مع بعض الأهالي أوقف على أثره 4 منهم هم حسين يوسف، وسيم يوسف، خالد حمص ونادر بو خلفوني. لكن سرعان ما طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، تركهم بسند إقامة.
وعلى الأثر، قال الأهالي: «إنّ آخر ما كنا نتوقعه من حكومتنا، أن تضعنا في مواجهة في الشارع للدفاع عن العسكريين من جيش وقوى أمن داخلي»، قبل أن يغادروا نقطة المصنع لتعود الحركة إلى طبيعتها، وينتقلوا إلى طريق ضهر البيدر.
وقد حضرت إلى ضهر البيدر عائلة العسكري المخطوف جورج خزاقة التي طالبت «من يعنيهم الأمر بتأمين اتصال بينها وبين ابنها لأنّ والده مريض ويريد أن يسمع صوت ابنه». وتمنت والدته فكّ أسر جميع المخطوفين.
وبدعوة من راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش، زار وفد إسلامي – مسيحي ونيابي بقاعي الأهالي في ضهر البيدر معلناً تضامنه معهم ومطالباً إياهم بالإسراع في إعادة فتح الطريق الدولية.
وألقى المطران درويش كلمة قال فيها: «أردنا اليوم أن نأتي إلى هذا المكان الذي أعتبره مقدساً، بصحبة السادة النواب وممثل سماحة المفتي وممثلي أصحاب السيادة مطارنة زحلة والبقاع، لنقول لأهالي العسكريين المخطوفين إنّ أولادكم هم أولادنا، ونحن نعتبر أنّ كل عسكري أسير اليوم هو القضية الأساسية للوطن بكل مكوناته، ولكن في الوقت نفسه أردنا أن نحمل لأهلنا الأحباء هواجس أهلنا في زحلة والبقاع، أن نحمل لهم همومنا، فالبقاع اليوم بكامله أسير ومحاصر، طلاب الجامعات لا يستطيعون الوصول إلى جامعاتهم، المحلات مقفلة، المواسم الزراعية كادت أن تمحى، كل شيء مغلق في زحلة والبقاع». وإذ اعتبر «أنّ مسؤولية فتح الطرقات ليست مسؤولية الأهالي، بل هي مسؤولية الدولة»، ناشد درويش «الدولة أن تسرع بكثير من الجدية لإطلاق سراح هؤلاء العسكريين». وختم قائلاً:» ارأفوا بأهل زحلة والبقاع ولنسارع كلنا معاً إلى فتح الطرقات حتى لا تؤسر منطقة البقاع بأكملها».
كما كانت كلمات لعدد من النواب.
والتقى المطران درويش بالأهالي بعيداً lن الإعلام وفي حضور النواب، وشرح لهم المعاناة التي يعيشها البقاعي يومياً وعلى كل الصعد، ووعد الأهالي بأنهم إذا لمسوا أية إشارة إيجابية في الأيام المقبلة تتعلق بموضوع الأسرى من العسكريين قد يعيدون النظر في قطع الطريق.
وفي القلمون واصل أهالي الجندي المخطوف ابراهيم المغيط اعتصامهم على أوتوستراد القلمون.
وفي السياق، دعا المكتب السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» في لبنان، «الحكومة اللبنانية إلى إنهاء مأساة العسكريين المخطوفين والعمل لإطلاق سراحهم ضمن مبدأ التفاوض أو المقايضة مع الخاطفين، وعدم الركون إلى الدعوات التي تستهدف جرّ الجيش إلى مواجهات مفتوحة مع المسلحين خدمة لأغراض خاصة لا تمتّ إلى المصلحة الوطنية بصلة». واعتبر أنّ «اللاجئين السوريين في لبنان ضيوف أجبروا على ترك أرضهم وبيوتهم، لذا يجب أن يحظوا بالرعاية التامة والكاملة من الدولة اللبنانية ومن المجتمع الدولي، ومن غير المقبول التعرض لهم بطريقة تسيء إلى كراماتهم وتأخذ المحسن بجريرة المسيء».
نعي جندي
على صعيد آخر، نعت قيادة الجيش المجند الممدّدة خدماته محمود علي فاضل، الذي استشهد ليل الإثنين الماضي متأثراً بجروحه من جراء الانفجار الإرهابي الذي تعرّضت له آلية للجيش في بلدة عرسال في التاسع عشر من أيلول الجاري.
يذكر أنّ الجندي فاضل من مواليد 9/3/1995 يونين البقاع، مدّدت خدماته في الجيش اعتباراً من 29/3/2014، وهو حائز أوسمة عدة وتنويه قائد الجيش وتهنئته، عازب ورقّي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد.
وقد ووري الشهيد فاضل الثرى في جبانة حي السلم في الضاحية الجنوبية عصر أمس بعد أن أخرج جثمانه صباحاً من المستشفى العسكري المركزي في بدارو.
خلية إرهابية في طرابلس
على صعيد آخر، أحالت مديرية الاستخبارت في الجيش الموقوف محمد الأيوبي إلى القضاء المختصّ. وأوضحت قيادة الجيش أنّ الأيوبي أوقف في الخامس والعشرين من أيلول الجاري «لقيامه بإنشاء خلية إرهابية في طرابلس، كانت تتحضر للاعتداء على السلم الأهلي والقوى الأمنية.
وكان الموقوف الأيوبي انتقل إلى إحدى الدول المجاورة برفقة أحد الأشخاص، حيث قام بمبايعة أحد التنظيمات الإرهابية، وعاد بعد ذلك لتحضير الخلية التي أنشأها للقيام بمهمّات محدّدة فور تلقيه الأوامر من الخارج. كما أقدم في وقت لاحق، على إيفاد أحد الأشخاص إلى الخارج للحصول على الأموال اللازمة لتمويل نشاطات الخلية الإرهابية، وقد أوقف الشخص المذكور أيضاً وأودع التحقيق».
من جهة أخرى، أوقف الجيش 8 سوريين في شارع السلاف في الدكوانة، لعدم حيازتهم أوراقاً ثبوتية. ولدى تفتيش أحد منازلهم، ضُبط في داخله مسدس قديم العهد وجهاز كومبيوتر محمول.
كما داهمت قوة من الجيش بلدة معربون إحدى قرى شرق بعلبك، وأوقفت شخصاً من آل العالول على خلفية تجارة ونقل أسلحة، ونقل إلى أحد المراكز العسكرية للتحقيق معه.
احتفال تكريمي لشهداء الجيش
في كفرحتى الجمعة
تقيم بلدية كفرحتى احتفالاً تأبينياً تكريماً لشهداء الجيش اللبناني «الذين سطروا ملاحم الشرف والبطولة ضدّ العصابات التكفيرية»، وذلك عند الخامسة من بعد ظهر يوم الجمعة المقبل في مجمع أهل البيت كفرحتى.
يتضمن البرنامج كلمة لكل من مطران صيدا ودير القمر الياس نصار، والشيخ أحمد الزين، وممثل مشيخة العقل الشيخ دانيل عبدالخالق، والشيخ علي ياغي ورئيس بلدية كفرحتى حسين حمية.