«النصرة» يتحضّر للسيطرة على شبعا و«الغزوة الكبرى لوادي البقاع»

البقاع ـ أحمد موسى

في خضم التطورات العسكرية التي تشهدها المنطقة، افادت معلومات لـ«البناء» أن «جبهة النصرة»، «تهيئ الأرضية» للسيطرة على وادي البقاع انطلاقاً من منطقة شبعا وأعالي الجرود الجبلية الممتدة في الزبداني وسرغايا وصولاً حتى عرسال ما يؤشر إلى دخول لبنان من بوابة البقاع، مرحلة خطيرة حبلى بالمفاجآت والتطورات الأمنية.

ووصلت إلى جهاز أمني لبناني عبر سفارة إحدى الدول الأوروبية معلومات عن «أن الإستمرار بقطع الطرقات ليس بريئاً عن التخطيط للغزوة الكبرى واحتلال وادي البقاع»، خصوصاً ان قطع الطرقات من قبل أهالي العسكريين المخطوفين جاء بطلبٍ وتأكيد من «النصرة»، وتلبيةً لرغبتها. ووسط هذا الطلب والتنفيذ تحضر «الأرضية» في بعض قرى البقاعين الأوسط والغربي وراشيا المعروفة الأهداف والحيثيات حيث «البيئة الحاضنة».

وتلفت مصادر أمنية إلى أن تحرك أهالي المخطوفين باتجاه منطقة مجدل عنجر ـ المصنع امس ليس بريئاً من توجه «النصرة» وإدارتها دفة تحرك الأهالي الذي حصل بعد اتصالٍ بهم من «النصرة» وطلب قطع الطريق الدولية، وأن الإحتكاك بين شبان من مجدل عنجر والمعتصمين كان «مخطّطاً مسبقاً»، لتكون شرارة البداية ثم انطلاقها إلى مناطق أخرى مجاورة.

وتضيف المصادر، كل ذلك يهدف إلى «عزل» البقاع عن محيطه بطلبِ من «النصرة» و«داعش» من أهالي العسكريين المخطوفين، كما يهدف إلى «عرقلة» تحركات الجيش اللوجستية ومنع إمداداته العسكرية من الوصول إليه في لحظة «غزوة الأضحى ـ البقاع الكبرى» التي حضّرت لها «النصرة» وحشدت قواها العسكرية.

وأوضحت المصادر أن «الجبهة» حشدت هناك ما يناهز الـ15ألف مقاتل في جرود عرسال ومثلها بين الزبداني وسرغايا. أما في المنطقة المحاذية لشبعا فهناك ما يفوق الألف مقاتل، يقابلهم وفق مصادر أمنية وجود نحو 500 مقاتل لبناني في شبعا يناصرهم حوالى 1700 مقاتل متواجدين داخل مخيمات النزوح.

وكشف مصدر أمني رفيع «أن الخوف في منطقة شبعا لا يقل أهمية عن الخوف مما يجري في عرسال»، مضيفاً: «أنه وفق معطيات إقليمية واستخباراتية، تتحضر النصرة لهجوم واسع النطاق من بوابة شبعا وصولاً حتى مشارف البقاع الغربي ـ راشيا، في موازاة ذلك فإن الجرود الممتدة من المصنع وصولاً حتى عرسال ستكون أكثر استعداداً لعملٍ عسكري واسع النطاق، وذلك بهدف الإطباق على وادي البقاع عسكرياً». من هنا كانت تحذيرات النائب وليد جنبلاط في جولته الأخيرة لحاصبيا وراشيا، وقد نقل عنه في إحدى الجلسات الخاصة مع المحازبين في حاصبيا وراشيا «تخوفه من هذا التمدد الذي إن حصل لن يتوقف حتى الشوف».

إلا أن مصادر أمنية أكدت قدرة الجيش والمقاومة والجيش السوري على امتصاص مثل هذا الهجوم في حال حدوثه لاعتماده على الحرب النفسية والمفاجأة، لافتة إلى ان كل المطلوب هو مناخ سياسي يمنع الفتنة من جهة ويوقف تحركات أهالي المخطوفين من جهة أخرى.

وترافق الحذر مما تحضر له «النصرة» مع عمل عسكري حصل أمس في جرود عرسال فقد نفذت المجموعات المتمركزة في جرود عرسال والمحاصرة من الجهة اللبنانية بقوات من الجيش اللبناني ومن الجهة السورية بالجيش السوري والمقاومة، هجوماً واسعاً بعرض 15 كلم، شارك فيه حوالى 100 مقاتل من «النصرة» و «أحرار القلمون»، و «كتائب الفاروق» التابعة لـ «الجيش الحر». واعتمدت هذه القوة في الهجوم على غزارة النيران من الأسلحة الثقيلة، مستعينة برشاشات 23 ملم التي أطلقت مئات الطلقات على مواقع الجيش السوري والمقاومة، لكنها فوجئت بكمائن متقدمة للوحدات الخاصة في الجيش السوري والمقاومة، وأوقعت القوة الإرهابية المهاجمة بشبكة من العبوات الناسفة ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، كما تم استهداف عدد من المحمولات للإرهابيين بصواريخ مضادة للدروع التي تم تدميرها.

وأضافت المصادر، أن القوة المهاجمة اعتمدت في هجومها على توسيع خط الهجوم وهذا يحصل للمرة الأولى في المعارك لإشعال جميع الجبهات وتحقيق خرق وفتح ثغرة باتجاه عسال الورد، بهدف جسّ النبض قبل المعركة الأوسع، نحو وادي البقاع، لكن رجال الجيش السوري والمقاومة كانوا بانتظارهم ولقنوهم درساً. ومعلوم أن الجماعات المسلحة تحاول باستمرار فتح ثغرة باتجاه عسال الورد والجبة هرباً من الجرود التي بعد شهر، لا يحتمل العيش فيها.

نقل أسلحة إلى معربون

وإضافة إلى هذه المعركة، فإن مناطق أخرى تشهد عمليات ومحاولات تجميع لأسلحة وذخائر بكميات كبيرة ومنها ما كشفته معلومات لـ«البناء» عن «ان مجموعات مسلحة، من سرغايا وعسال الورد في سورية، تقوم بنقل اسلحة الى الداخل اللبناني، وتحديداً الى مغاور معربون في بعلبك، تمهيداً لتوزيعها في المناطق اللبنانية لنشر الفوضى». وأشارت الى ان عمليات نقل الاسلحة تتم بإشراف الفلسطيني ح. ح. يعاونه السوري احمد الرفاعي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى