ظريف: أيّ تحرّك عسكري من الخارج محكوم بالفشل
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تعليقاً على الأنباء عن التحشيد باتجاه جنوب سورية، إنّ أي تحرّك عسكري في المنطقة هو تحرّك فاشل.
ظريف، وفي تصريحات، أوضح أنّ أيّ تحرّك عسكري في المنطقة من الخارج محكوم بالفشل في المستقبل كما فشل في السابق.
وفي وقتٍ سابق، كشفت معلومات عن رصد تحرّكات عسكرية ضخمة تشير إلى اقتراب ساعة الصفر على الحدود السورية مع الأردن.
وتحدّثت هذه المعلومات عن تجمّع حشود عسكرية أميركيّة وبريطانية وأردنية على الحدود الجنوبية لمحافظتَي السويداء ودرعا، من تل شهاب إلى معبر نصيب وإلى منطقة الرمثا وانتهاء في خربة عواد بتواجد كتائب دبابات بريطانية ثقيلة من نوع «تشالنجر» مع 2300 مسلّح وعدد من الطائرات المروحية من طرازي «كوبرا» و«بلاك هوك»، وأنّ قرابة 4000 مسلّح ممّن دُرّبوا في الأردن موجودون في منطقة التنف داخل الحدود السورية.
وفي سياق متّصل، وصل إلى الكيان الصهيوني الجنرال جوزيف دانفورد رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي، وذلك قبل أسبوعين من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إليه والمقرّرة في 22 أيار الحالي.
وتأتي هذه الزيارة التي أُحيطت بسريّة على وقع تطوّرات عسكرية عند الحدود الجنوبية لسورية.
ونقلت وسائل إعلام صهيونيّة عن مصادر في وزارة الأمن الصهيونية، قولها إنّه تمّ التخطيط لزيارة دانفورد قبل الإعلان عن زيارة ترامب، لكن الجانبين حافظا على سرّية زيارة قائد الجيش الأميركي، الذي سيحلّ ضيفاً على رئيس أركان الجيش الصهيوني، غادي آيزنكوت، وسيلتقي مع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان.
رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي سيناقش في الكيان الصهيوني وفقاً لوسائل الإعلام الصهيونية الوضع في سورية، وعمليات نقل أسلحة من سورية إلى المقاومة في لبنان. كذلك سيناقش الجانبان التطوّرات الأخيرة في سيناء.
من جهةٍ أخرى، رحّب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس باتفاق إقامة مناطق «خفض التوتّر» في سورية، لكنّه أشار في المقابل إلى أنّ «الخطة ليست بديلاً عن الانتقال السياسي»، وفق ما قال.
وتأتي تصريحات الوزير القطري بعد محادثات مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في واشنطن.
كما رأى آل ثاني أنّ الاتفاق «خطوة إيجابية»، مشيراً إلى أنّ «هناك مناطق لخفض التوتّر لكن يجب أن تكون خطوة في سبيل الوصول لحلّ الأزمة، ولا تُتّخذ كذريعة لتأجيل هذا الحلّ وتأجيل مسألة الانتقال السياسي»، على حدّ تعبيره.
وكانت مسودة مذكّرة أستانة نصّت على إعداد خرائط مناطق وقف التصعيد في سورية، والتي من المفترض أن تنتهي بحلول 22 أيار الحالي، كما تنصّ على التوافق عملياً على ورقة مناطق خفض التوتّر الأربع في سورية.
إلى ذلك، طلبت اليابان والسويد انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي للاطّلاع على تفاصيل محدّدة في الاتفاق الروسي التركي الإيراني حول إقامة مناطق أمنيّة في سورية، كما أعلن دبلوماسيّون.
وتهدف الجلسة التي يرجّح انعقادها هذا الأسبوع إلى مساعدة دول المجلس في اتخاذ قرارهم، بالنسبة لدعم الاتفاق المبرم في العاصمة الكازاخستانية بين الدول الضامنة أو رفضه.
وينصّ اتفاق أستانة المبرم في 4 أيار على إقامة أربع «مناطق أمنيّة» تمهيداً لوقف إطلاق النار، ترفق بحظر جوّي وتجيز إيصال المساعدات الإنسانية.
والجمعة قدمّت روسيا إلى مجلس الأمن مشروع قرار يرحّب بالاتفاق، ويدعو جميع الأطراف إلى الالتزام ببنوده، لكن لم يُحدّد أيّ موعد للتصويت عليه.
واعتبرت الأمم المتحدة الاتفاق خطوة واعدة في الجهود الرّامية إلى إنهاء الحرب السوريّة.
وأكّد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر، أهميّة تأمين «كلّ الوضوح اللازم للمجلس قبل الخوض في مشروع قرار»، مضيفاً: «السؤال المطروح اليوم: هل لدينا جميع العناصر المطلوبة لفهم المضمون وطريقة تطبيق هذا الاتفاق؟ هذا هو فعلاً السؤال المحوري، وجوابه صراحة حتى الساعة هو كلا».
وقال السفير السويدي في مجلس الأمن أولوف سكوغ: «نريد مزيداً من المعلومات».
ولم توقّع الحكومة السورية ولا الفصائل المعارضة الاتفاق.
وأكّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم رفض بلاده أيّ دور للأمم المتحدة في مراقبة المناطق المحدّدة.
وأعلن المبعوث الأممي الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا، أنّ الجولة التالية من المفاوضات السوريّة ستبدأ في 16 أيار.
ميدانياً، ردّ الطيران الحربي السوري على قصف وهجوم من قبل فصائل ما يُعرف بـ«أسود الشرقية» على الحدود الأردنيّة، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية معارضة.
ويأتي ذلك ردّاً على هجوم شنّته قوات المعارضة من جيش «أسود الشرقية» و«لواء شهداء القريتين»، على مناطق تتمركز فيها وحدات من الجيش السوري.
إلى ذلك، أفاد نشطاء بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش السوري من جهة، وجيش «أسود الشرقية» و«لواء شهداء القريتين» من جهةٍ أخرى، في محورَي السبع بيار وحاجز ظاظا في البادية الشامية عند الحدود الإدارية لريف حمص الجنوبي الشرقي مع القلمون الشرقي بريف دمشق، وذلك إثر هجوم للفصائل في محاولة لتحقيق تقدّم في المنطقة الواقعة على الطريق الواصل إلى معبر التنف الحدودي مع العراق.
وتزامنت الاشتباكات مع قصف من قِبل قوات الجيش السوري، ردّاً على استهداف الفصائل المسلّحة لمواقعه، من دون ورود معلومات عن خسائر بشريّة إلى الآن.
وفي السِّياق، دمّرت وحدات من الجيش السوري بإسناد من الطيران الحربي مقارّ وآليات لتنظيم «داعش» الإرهابي خلال العمليّات المتواصلة على مواقع انتشاره في دير الزور.
وأفاد مصدر، بأنّ وحدة من الجيش دمّرت بصاروخ موجّه دبابة للتنظيم التكفيري في منطقة المقابر على الأطراف الجنوبيّة الغربيّة لمدينة دير الزور، وأوقعت العديد من القتلى والمصابين بين صفوف إرهابيّيه.
ولفت المصدر إلى أنّ الطيران الحربي السوري نفّذ غارات مكثّفة على تحرّكات ومحاور تنقل إرهابيّي التنظيم التكفيري في مدينة موحسن وقريتي مراط والبوعمر، أسفرت عن تدمير عدد من المقارّ ومقتل العديد من الإرهابيين.
وأسفرت عمليات الجيش ضدّ مواقع التنظيم التكفيري في قرية مراط ومدينة موحسن بالريف الشرقي أول أمس، عن تدمير مقارّ قيادة وأكثر من 15 آلية مركّب عليها رشاشات متنوّعة والقضاء على عشرات الإرهابيّين بينهم مرتزقة أجانب.