حلبا تصرخ… العدل العدل… وإلا الثأر آخر كلامي…

هشام الخوري حنا

لعكار أمّ الشهداء… لحلبا البطولة والشهادة، حلبا المتعالية على جراحها، المعتزة بشهدائها… لحلبا التي تنهمر منها آهات الغياب، وتتدلّى من جبينها عواطف للأحبة… لكلّ شهداء الواجب القومي تحية، تحية إلى روحهم الطاهرة، إلى جباههم الباسقة التي ارتفعت مع لحظات السقوط، إلى وقفتهم المتماهية مع الحياة، إلى آبائهم وأمهاتهم، الى زوجاتهم وأبنائهم، إلى حلبا… وحلبا الراسخة في عقولنا… المجد لك… لن ننسى مصابك… وآلامك… التي تسري فينا، تسع سنوات خلت، والمشهد هو هو، لا حسيب ولا رقيب… المجرم يفاخر بفعلته… يسرح ويمرح من دون خوف أو وجل… أحدهم يتحدّى بغطرسته القانون ورجال القانون، يعترف بارتكابه المجزرة بحق القوميين بدم بارد، يؤكد أمام الملأ ومن على الشاشة استعداده لتكرار تلك المجزرة النكراء في حلبا بحق القوميين… لأنهم «كفار خونة»! والقانون غائب مغيّب، والسلطات المختصة نائمة، تتقصّد عدم فتح ملف المجزرة التي قضى فيها أحد عشر قومياً اجتماعياً… استشهدوا لأنهم مواطنون شرفاء، لأنهم مناضلون أوفياء لقضيتهم وعقيدتهم وحزبهم، ووطنهم ومقاومتهم، والقضاء الحامي للحقوق، يحاول عن سابق تصوّر وتصميم إبعاد هذه القضية المحقة لعدم الفصل فيها، مستنكفاً عن إحقاق الحق… مهدراً حقوق الشهداء وعائلاتهم، يشجّع الجناة على ارتكاب المزيد من الجرائم، ويدفع بأبناء الشهداء… إلى إحقاق الحق بأيديهم… إكراماً لآبائهم الشه داء، إكراماً لتاريخهم ومستقبلهم، وإكراماً لحلبا عكار… فتتحقق العدالة وتهدأ النفوس وتطيب.

اليوم كما بالأمس، السكوت مرفوض، والإهمال ممنوع، والحناجر تدوّي… نعم لمحاكمة الجناة، نعم للاقتصاص من المجرمين، نعم لقضاء نزيه، شجاع، مستقلّ، يحكم بالحق، كلّ الحق، فحلبا تصرخ… العدل العدل، فأبنائي ذبحوا ذبحاً، العدل العدل… وإلا الثأر… آخر كلامي.

محام

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى