الأسد: إنشاء مناطق تخفيف التوتّر كمبدأ فكرة صحيحة.. وهدفها حماية المدنيّين
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ المبادرة الروسية بإنشاء مناطق لتخفيف التوتّر في سورية هي كمبدأ فكرة صحيحة، مشيراً إلى أنّ دمشق دعمتها منذ البداية.
وقال الأسد في مقابلة مع قناة «أو أن تي» البيلاروسيّة، نُشرت أمس، أنّ الهدف من المبادرة الروسية هو حماية المدنيّين في هذه المناطق، وإعطاء فرصة لكلّ من يريد من المسلّحين إجراء مصالحة مع الدولة كما حصل في مناطق أخرى.
وتابع: «يبقى إذا كانت ستعطي نتيجة أم لا، فذلك يعتمد على التطبيق، هل ستستفيد المجموعات الإرهابية من هذه الفرصة؟ هل ستقوم الدول الأخرى، خاصة الغربية، التي تدّعي افتراضياً بأنّها تدعم هذه المبادرة، هل ستقوم بإرسال المزيد من الدعم اللوجستي من مال وسلاح ومتطوّعين لهؤلاء الإرهابيّين لكي يعودوا لخرق هذه المناطق؟ وبالتالي إعادة الوضع إلى الصفر، هذا احتمال كبير، وهذا ما حصل سابقاً».
وأضاف الأسد، أنّ المبادرات السابقة فشلت ليست لأنّها خاطئة، وإنّما فشلت لأنّ تلك الدول الغربية تدخّلت من أجل إعادة تصعيد الموقف من الناحية العسكرية، «لذلك نتمنّى أن تكون هناك فرصة الآن لتلك الدول أن تعرف بأنّ أيّ تصعيد سيفشل، لأنّ القوات السوريّة ومعها القوات الروسية وبالدعم الإيراني ومعنا حزب الله سنقوم بضرب أيّ تحرّك للإرهابيّين عندما يحاولون خرق هذه الاتفاقية».
واعتبر أنّها فرصة لباقي المجموعات، التي تريد طرد الإرهابيين وخاصّة من تنظيمي «داعش» و«النصرة» من هذه المناطق، «فهي لها أكثر من جانب، ولكن الجانب الأهم بالنسبة لنا مبدئيّاً هو تخفيف نزيف الدماء في تلك المناطق ريثما تكون هناك خطوات سياسيّة محلّية بيننا وبين المجموعات الموجودة».
وتطرّق الرئيس السوري إلى المفاوضات في جنيف، حيث أوضح بالقول: «حتى الآن هو مجرّد لقاء إعلامي، لا يوجد أيّ شيء حقيقي في كلّ لقاءات جنيف السابقة، ولا 0.1 بالمليون، حتى هذا الرقم غير موجود، فهو عبارة عن عملية كانت تهدف بالأساس كي نذهب باتجاه تقديم تنازلات»، مشدّداً: «أنا لن أقدّم أيّ تنازل لسبب بسيط، لأنّني لا أمتلك الوطن، أيّ تنازلات على المستوى الوطني لا يملكها الرئيس، هذا بحاجة إلى قرار وطني، بحاجة إلى قرار شعبي، وهذا يكون من خلال الاستفتاء».
وتابع أنّ بالنسبة لمحادثات أستانة، «فالوضع مختلف، في أستانة الحوار كان مع المسلّحين الإرهابيين ولكن برعاية روسية، وبمبادرة روسية، طبعاً شاركت بها لاحقاً إيران وتركيا، تركيا هي الضامن للإرهابيين، وروسيا وإيران هما الضامنان للدولة الشرعيّة السوريّة، وبدأت تعطي نتائج من خلال أكثر من محاولة لوقف إطلاق النار، آخرها ما سُمّي مناطق تخفيف التصعيد أو تخفيف الأعمال القتاليّة».