لافروف: نرحّب بنشر مراقبين أميركيّين بموافقة دمشق.. وغاتيلوف يشارك في محادثات جنيف المقبلة حول سورية
أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ روسيا تُجري اتصالات مع دول قد تُرسل مراقبين إلى مناطق تخفيف التوتّر في سورية، مشدّداً على أن يكون نشرهم مقبولاً لدى دمشق.
وقال لافروف على هامش مشاركته في فعاليّات المجلس القطبي في آلاسكا، إنّه خلال زيارته إلى واشنطن في 10 أيار، لم يبحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون والرئيس دونالد ترامب إمكانيّة نشر مراقبين أميركيّين في سورية. وأوضح: «لكنّنا قلنا إنّنا سنرحّب بأيّ مساهمة أميركيّة في تخفيف التوتّر في سورية، لا سيّما وأنّ ترامب تحدّث بنفسه عن ضرورة إقامة بؤر آمنة، حيث سيتنفس السكّان الصعداء».
واستطرد قائلاً: «نجري حالياً اتصالات بالمشاركين المحتملين في هذه العملية الرقابة على وقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التوتر ، وآمل في أنّنا سنتمكّن بعد قليل من مناقشة هذا الموضوع مع الشركاء بشكلٍ موضوعيّ بقدر أكبر».
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان، أنّ المذكّرة الموقّعة في أستانة بشأن مناطق تخفيف التوتّر، تجيز بإشراك مراقبين من «دول ثالثة» للعمل في تلك المناطق، وذلك بالتنسيق مع كافّة الأطراف المعنيّة ومقبولاً من الحكومة السورية.
وتوقّع بأن تعقد الدول الضامنة للهدنة في سورية روسيا وتركيا وإيران بعد 10-12 يوماً، لقاءً على مستوى الخبراء لتنسيق كافّة تفاصيل نظام عمل المناطق، بما في ذلك إقامة أسوار آمنة حولها ونشر نقاط للرقابة وحواجز تديرها هذه الدول الثالثة وتتولّى الرقابة على وقف إطلاق النار، بما في ذلك استحداث آليّة للردّ على الخروقات، وذلك بحسب المذكّرة التي وقّعت عليها الدول الضامنة.
وفي السّياق، بحث لافروف مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، هاتفياً، مسائل تنسيق الجهود من أجل توسيع نظام وقف إطلاق النار في سورية، بما في ذلك على الحدود السوريّة الأردنيّة.
وجاء في بيان صحافي صدر أمس عن وزارة الخارجية الروسية: «ناقش وزيرا الخارجية آفاق التعاون في الشؤون الإقليميّة، مع التركيز على التسوية السوريّة في سياق الجهود الرّامية إلى تعزيز وتوسيع وقف الأعمال الحربيّة في سورية لتطوير مذكّرة التفاهم التي وقّعت يوم 4 أيار في أستانة، وتلقّت الدّعم من حكومة الجمهورية العربية السورية، بما في ذلك على الحدود مع الأردن».
وكان أيمن الصفدي قد أجرى نهاية نيسان الماضي، محادثات في موسكو، تركّزت على تنسيق الجهود من أجل توسيع نظام وقف إطلاق النار بسورية في إطار محادثات أستانة.
وأكّد مصدر في وزارة الخارجية الروسية، مشاركة نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف في محادثات جنيف المقبلة حول سورية، المقرّر انطلاقها في 16 أيار.
وقال المصدر اليوم الجمعة لوكالة «نوفوستي»: «نؤكّد مشاركة غينادي غاتيلوف في الجولة الجديدة من المحادثات في جنيف في الفترة 16 – 19 أيار».
وأجاب المصدر عن سؤال حول الشخصيّات التي سيلتقي بها الدبلوماسي الروسي، قائلاً «لا يزال برنامج الزيارة قيد التحضير».
وكانت انتهت أمس المرحلة الثانية من اتفاق المصالحة في حيّ برزة بخروج 664 شخصاً، بينهم 103 من المسلّحين باتجاه الشمال.
وبدأت صباح الجمعة، عملية خروج الدفعة الثانية من المسلّحين وبعض أفراد عائلاتهم من حيّ برزة بدمشق باتجاه الشمال، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق يقضي بإنهاء المظاهر المسلّحة في الحيّ تمهيداً لعودة جميع مؤسّسات الدولة إليه.
وخرج، الاثنين الماضي، عدد من الحافلات تقلّ الدفعة الأولى بعشرات المسلّحين وبعض أفراد عائلاتهم من منطقة برزة باتجاه الريف الشمالي.
وأشارت الوكالة السورية إلى أنّ خروج المسلّحين وأفراد عائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة سيستكمل على دفعات متتالية خلال الأيام المقبلة، حتى إخلاء الحيّ بشكل كامل من جميع المظاهر المسلّحة، بالإضافة إلى تسوية أوضاع باقي المسلّحين في الحيّ وفقاً لمرسوم العفو رقم 15 لعام 2016.
وأفاد نشطاء سوريّون، بأنّ مصادر موثوقة أكّدت تحرّك الحافلات إلى خارج حيّ برزة وانطلاقها نحو الشمال السوري. وكانت 12 حافلة على الأقل دخلت صباح أمس الجمعة حيّ برزة، لنقل الدفعة الثانية من المسلّحين والتي كان من المقرّر أن تتمّ الخميس.
وحول موضوع المصالحة وسبب تأخّر تنفيذ اتفاق برزة، أشار رئيس شبكة البوصلة الإعلامية في سورية الدكتور خالد المطرود إلى وجود تشويش على اتفاق برزة، إلّا أنّه سيستأنف بالأيام المقبلة، ومن المتوقّع أن ينتهي الأسبوع المقبل بالتوازي مع اتفاقات عدّة يتمّ التفاوض عليها حالياً حول منطقة القابون والغوطة الشرقية بالكامل بما فيها دوما، سيتمّ الإعلان عنها خلال أيام كما هو متوقّع لانتهاء المفاوضات.
ولفتَ الدكتور المطرود إلى أنّ الخيار الوحيد اليوم هو المصالحة، وحتى أنّ معظم عناصر الفصائل المسلّحة في ريف دمشق باتوا متيقّنين بأنّ لا خيار سوى المصالحة، ومنهم من يريد العودة ولكن بحفظ ماء الوجه، مؤكّداً على استمرار العمل لتطبيق اتفاقات عدّة ستكون عنوان المرحلة المقبلة خاصة في ريف العاصمة.
ميدانيّاً، تشير المعطيات الحالية إلى اقتراب معركة دير الزور التي يُتوقّع أن تكون محلّ تجاذبات وصراعات إقليمية ودولية، نظراً للأهميّة الكبرى للمدينة الواقعة شرق سورية والمحاذية للحدود العراقيّة.
الجيش السوري يحافظ على موقعه بسيطرته على عدّة نقاط داخل المدينة رغم حصار «داعش» لعدّة مناطق في محيطها، حيث يسيطر التنظيم على معظم أطراف المدينة في ظلّ تأمين الجيش السوري لما وصفه خبراء بأنّه «نواة صلبة» لقوّاته في قلب المدينة.
وقدرة الجيش السوري في إفشال سيطرة «داعش» على كامل المدينة، أحبطت مخطّطات أميركيّة للسيطرة على المنطقة الشرقية لغاية التقسيم الذي تحاول فرضه كأمر واقع عبر قوّات كرديّة تدعمها بزعم القضاء على «داعش».
كما أنّ العمليات التي يشنّها الطيران الحربي السوري على مواقع «داعش» المحيطة ساهمت بتأمين مواقع الجيش في المدينة، ليتحضّر لمعركة قد تكون «معقّدة» كما يرى خبراء عسكريون، خاصة في ظلّ حشود عسكرية تتحضّر على الحدود الأردنيّة مكوّنة من قوّات أميركية وأردنية، بالإضافة لأعداد كبيرة من عناصر التنظيمات المسلّحة التي قد تشارك في عمليّة عسكرية تنطلق من منطقة التنف الحدودية باتجاه البادية.
في حين حرّك وزير الخارجية السوري وليد المعلم الجبهة السياسية باتجاه دير الزور عقب تصريحه الأخير حول المدينة، وما قاله بأنّه «تفرّغ الجيش السوري لمعركتي تدمر وفكّ الحصار عن دير الزور»، ذلك بعد اتفاق «مناطق تخفيف التصعيد».
ويرى مراقبون أنّ كلّ تلك التطوّرات والمؤشّرات إنما تدلّ على اقتراب معركة دير الزور التي ستكون إحدى أكبر المعارك التي سيخوضها الجيش السوري ضدّ تنظيم «داعش»، بسبب تواجد أعداد كبيرة من عناصره بعد فرارهم من الرقة.
وفي السِّياق، أحكم الجيش السوري وحلفاؤه سيطرتهم على الواجهة الغربيّة لسلسلة جبال الشومرية بريف حمص الشرقي.. فيما باتت قرية المشيرفة الغربيّة أحد معاقل إرهابيّي «داعش» بحكم الساقطة ناريّاً.
وتبعد التطوّرات الميدانية الخطر من مناطق وقرى واسعة بريف حمص الشرقي، فيما يستعدّ الجيش للوصول إلى حقلي المهر وشاعر بريف السليمة الشرقي.