شام كردي تحْيي أغاني مها الجابري في «دار الأوبرا» ـ دمشق
دمشق ـ آمنة ملحم
بقناعة والتزام بالفنّ الطربي الأصيل، تستمرّ الفنانة السورية شام كردي في درب اتّخذته لمسيرتها الفنية كنموذج لاستعادة صدى أغان طربية عريقة لفنانين سوريين حفروا أسماءهم بصخر فنّي صعب المنال، وكان اختيارها هذه المرّة، مطربة سورية من زمن الفنّ الجميل مها الجابري، صاحبة الصوت الدافئ الذي مكّنها من أداء أصعب قوالب الغناء العربي. وذلك في أمسية موسيقية شرقية أحيتها كردي تكريماً لمها الجابري في «دار الأوبرا» في دمشق، حيث أدّت مع فرقة «قصيد» بقيادة كمال سكيكر مجموعة من أجمل أغاني الجابري ومنها: «كتير علينا»، «موطن النجوم»، «كلنا بنحبّ العيد»، «فينا ننسى الدنيا»، «دور يا ما أنت وحشني». كما غنّت «شوب بيصعب عليي» الاغنية الأكثر شهرة للجابري كلمات نظمي عبد العزيز الذي حضر الحفل مباركاً لكردي خطها الفني وجمالية صوتها وإحساسها ، كما كان لأغنية «رصّوا الصفوف» وقع خاصّ لدى الحضور لِما تحمله من هيبة الكلمات ورصانة في الألحان، أعطت فرقة «قصيد» للعازفين فسحة بالصولو المنفرد الذي سبق عدداً من الأغاني مع آلات متنوّعة، ما زاد من جمالية الأمسية، وهدوء طبيعتها، فكانت بمثابة استراحة وهدوء للنفس حيث انفرد العازف إبراهيم كدر بالناي كمدخل لأغنية «كتير علينا»، وكانت هناك مساحة للقانون مع عمران عدرا، والعود لجمال بشر.
وفي حديث إلى «البناء»، أشارت كردي إلى أنّ إحياء ذكرى الفنانين السوريين الأوائل التي تربّى السوريون على أصواتهم الجميلة والمميزة رسالتها في الفنّ. مؤكدة مضيّها في التذكير بهم وبفنّهم وتراثهم العريق، لتقول للجميع إن هناك أغنية سورية أصيلة تؤدّيها كردي، ليس بتقليد صاحبها، بل تضيف من روحها إليها. مذكّرة أنها تسعى إلى الإضاءة، ليس فقط على من غنّى الطرب السوري، بل أيضاً على كل من لحّن وكتب كلمات للاغنية السورية الأصيلة.
وعن الحفل لفتت كردي إلى أن التوزيع الموسيقي للأغاني حافظ على الأصلي مع بعض التخفيض في وتيرة الألحان الايقاعية، وفق رؤية قائد الفرقة الموسيقية كمال سكيكر. مشيرة إلى أن لا مشكلة لديها في إعادة غناء أغانٍ قديمة بتوزيع موسيقي جديد شرط المحافظة على قيمة الأغنية.
وتؤكد كردي أنّ غياب شركات الإنتاج العقبة الأكبر في درب المغنّين السوريين وسبب أساسيّ في عدم ظهور مشاريع غنائية جديدة لها. كما أن الاعلام الذي يعدّ سلاحاً ذا حدّين، يلعب دوراً كبيراً، حيث نرى كثيراً من الأغاني الهابطة التي تنتشر إعلامياً بشكل كبير وتتردّد حتى يحفظها الكثيرون، إلا أنها في أغلب الأحيان تكون من دون معنى وكأنها فقاعة فسرعان ما تتلاشى.
ومن هنا تنوه كردي بأن الاغنية السورية ليست بخير، لذا تسعى ضمن قدراتها التي تصفها بالبسيطة، لأن تقول إنه كان يوماً ما هناك أغنية سورية بخير.