دي ميستورا: الأسد «مؤمن ومهتم بالعملية السياسية».. وتصعيد أميركي جديد

قال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس، إنّ الرئيس السوري بشار الأسد «مؤمن ومهتم بالعملية السياسية»، وإلّا «لما كان بعث وفداً حكوميّاً لإجراء مباحثات أستانة حول الأزمة السورية».

دي ميستورا قال خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إنّ الاجتماعات المقبلة «ستكون مختلفة عن السابق، وبحضور كلّ الوفود»، مشيراً إلى وجود خطة «لاستئناف المفاوضات» خلال شهر رمضان المقبل.

وهذه الجولة من المفاوضات ستركّز على التوصّل إلى مناهج عمليّة لوقف التصعيد في سورية، وفق دي ميستورا الذي قال: «نريد وقف التصعيد في سورية، وهذا ما سعينا إليه في أستانة».

وأضاف المبعوث الأممي، أنّ «خفض أعمال العنف لا يكون بدون آفاق وتسوية سياسية»، مؤكّداً أنّ الأوضاع الميدانية في سورية «ستؤثّر على المحادثات السياسية»، مطالباً المجتمع الدولي بتحويل اتفاق تخفيف التصعيد إلى واقع.

وفي الشأن الكردي، أكّد دي ميستورا أنّ الأكراد جزء أساسي من المجتمع في سورية، مشدّداً على أنّهم نسيج لا يمكن تجاهله.

إلى ذلك، عادت الولايات المتحدة إلى تصعيد المواقف مع روسيا وسورية، وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، ستيوارت جونز، إنّ «النظام السوري» يشكّل تهديداً لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، «خاصة لاستخدامه سلاح الجو والأسلحة الكيميائيّة، وحرمان المدنيّين من الغذاء والماء»، بحسب تعبيره.

ودعا جونز خلال مؤتمر صحافي الحكومة السورية إلى «وقف كافة الأعمال الحربية»، داعياً روسيا إلى ضمان ذلك، مشيراً إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أكّد للافروف «تحقيق وقف إطلاق النار في سورية بأسرع فرصة ممكنة».

جونز قال، إنّ وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أكّد خلال زيارته الاسبوع الماضي أنّ الحل العسكري في سورية غير وارد. وأضاف جونز، أنّ وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة «لم يتوصّلا لخريطة متكاملة لوقف القتال في سورية»، لكنّه أكّد أنّ واشنطن «تدعم مؤتمر جنيف».

وأخطرت واشنطن الحكومة الروسية بـ«ضرورة امتثال الحكومة السوريّة للتعهّدات المقطوعة»، وإلّا فإنّ «المسؤولية تقع على روسيا»، بحسب ما تحدّث عنه المسؤول في الخارجية الأميركية، كما قال.

وفي سياقٍ آخر، شكّكت واشنطن بجدوى مناطق خفض التوتّر في سورية، وأعلن جونز أنّ بلاده تنظر بتشاؤم وتشكيك إلى اتفاقية مناطق خفض التوتّر في سورية التي اتُفق عليها في أستاناة.

وقال جونز: «لقد شاركت في مفاوضات أستانة كمراقب عن الولايات المتحدة، وشاركت روسيا وتركيا وإيران كدول ضامنة، وخلال ذلك تمّ التوصّل إلى اتفاقيّة إقامة مناطق خفض التوتّر التي تسمح بخفض العنف وإنقاذ أرواح السكان. ولكن في ضوء فشل الاتفاقات السابقة، لدينا سبب للشعور بالتشاؤم والتشكيك».

تجدر الإشارة إلى أن ّمناطق خفض التوتّر تشمل محافظة إدلب وأجزاء من المحافظات المجاورة – حلب واللاذقية وحماة، ومنطقة شمال حمص، وكذلك الغوطة الشرقية وجنوب محافظتَي درعا والقنيطرة.

وتنصّ الاتفاقية على وقف النشاط العسكري في هذه المناطق اعتباراً من 6 أيار، بما في ذلك تحليق الطيران. وتبقى الوثيقة سارية المفعول لمدّة نصف عام قابلة للتمديد بشكلٍ آليّ لنفس الفترة.

ميدانياً، ارتكب «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة مجزرة جديدة بحقّ مواطنين سوريّين، راح ضحيّتها 22 مدنيّاً جلّهم من الأطفال والنساء من أهالي قرية العكيرشي.

ونقلت «سانا» عن مصادر أهلية، أنّ طائرات حربيّة تابعة للتحالف الدولي دمّرت سيارة كانت تقلّ مدنيّين يعملون في جني محصول القطن أثناء عودتهم إلى منازلهم في قرية العكيرشي شرق مدينة الرقة، ما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص بينهم 5 نساء.

وذكرت المصادر، أنّ طائرات التحالف شنّت غارات أخرى على قرية العكيرشي تسبّبت باستشهاد 14 شخصاً أغلبهم نساء وأطفال، وإصابة 12 آخرين بجروح ووقوع أضرار ماديّة كبيرة في منازل الأهالي وممتلكاتهم.

وبيّنت المصادر، أنّ عدد الضحايا مرشّح للارتفاع نتيجة الإصابات البالغة بين الجرحى والدمار الكبير في منازل الأهالي.

هذا، وعاد الاقتتال مجدّداً بين كبرى الفصائل الإرهابية في غوطة دمشق الشرقيّة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي جيش الإسلام من جهة، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقاً من جهةٍ أخرى على عدة محاور في أطراف مناطق بيت سوى وبيت الأشعري والأفتريس، وسط استهدافات متبادلة بين طرفَي الاقتتال.

وأوضح المتحدّث بِاسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار على حسابه على «تيليغرام» ما حصل صباح الاثنين، وقال إنّ «جبهة النصرة» حاولت اقتحام مواقع «جيش الإسلام»، مضيفاً أنّ الأخير شنّ هجوماً معاكساً على مواقع «النصرة» من دون أيّة مواجهة مع فيلق الرحمن، حيث تمّ إطلاق نداءات عبر مكبّرات الصوت أنّ هدف «جيش الإسلام» «جبهة النصرة» فقط، نافياً ما قيل على بعض الحسابات أنّ «جيش الإسلام» يستخدم سيارات الإسعاف وأنّه يوجد قتلى في صفوف المدنيّين.

وفي السِّياق، قالت مصادر محلّية في محافطة إدلب، إنّ «هيئة تحرير الشام» هاجمت بشكل مفاجئ ورشة لتصنيع الذخائر لحركة «أحرار الشام» قرب مدينة سراقب جنوب إدلب، واعتقلت من بداخله واستولت على سلاحهم وآليّاتهم، وذلك بعد ساعات من هجومها على مقرّ «لواء مغاوير الشام» التابع للحركة في منطقة سنجار جنوب إدلب، وقيامها باعتقال عدد من العناصر والاستيلاء على سلاحهم.

وذكرت مصادر معارضة، أنّ «لواء مغاوير الشام» استقدم تعزيزات من فصائل «أسود الإسلام» و«جيش الفاتحين»، وقام باستعادة مقرّه وفكّ أسر مقاتليه، مع استمرار الاستنفار بالمنطقة تحسّباً لأيّ هجوم آخر لمسلّحي «الهيئة»، مشيرةً إلى أنّ «أحرار الشام» أرسلت تعزيزات كبيرة وقامت بحشدهم على طريق إدلب حلب قرب مركز إيكاردا للبحوث الزراعية بعد الهجوم على مصنعها شمال سراقب، بالتزامن مع حشود للهيئة في نفس المنطقة.

وذكرت مصادر محلّية من داخل مدينة إدلب، أنّ «هيئة تحرير الشام» أرسلت إنذاراً لـ«أحرار الشام» لإخلاء أحد المواقع قرب مدينة إدلب، ممّا دفع بالأخيرة لتعزيز مواقعها ورفع السواتر الترابيّة وتعزيزها بالآليّات الثقيلة، مشيرةً إلى تواجد دوريات مكثّفة للهيئة داخل مدينة إدلب، وجميع عناصرها ملثّمين ويرفعون رايات «فتح الشام» وعلى سياراتهم شعار «هيئة تحرير الشام»، وتمركزوا قرب دوار الزراعة لبعض الوقت ومن ثمّ تحرّكوا إلى مكان آخر.

وأكّدت مصادر أخرى تلك الأخبار، مضيفةً أنّ الهيئة استنفرت كامل قوّاتها في مناطق نفوذها ورفعت من جاهزيّتهم ونشرت آليّاتها الثقيلة في مناطق تواجدها بشكل ملحوظ، الأمر الذي أثار مخاوف الحركة التي استعانت ببعض مقاتليها المتواجدين غرب حلب، إلى جانب إلغاء الإجازات لمقاتليها حتى إشعار آخر، ومنعتهم من التحرّك بشكل إفرادي خوفاً من تعرّضهم إلى هجمات أو استفزازات من قِبل حواجز «الهيئة» المنتشرة في مناطق تواجدهم.

وفي متابعة ميدانيّة لإخلاء المسلّحين من مناطق وتسوية أوضاع البعض منهم، أصدرت قيادة الجيش السوري بياناً بمناسبة تحرير حيّ القابون شمال شرقي العاصمة دمشق بالكامل من المجموعات المسلّحة.

وأكّد البيان «الإنجاز الذي حقّقته القوّات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة في إعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة القابون والمزارع المحيطة بها شمال شرقي دمشق، بعد سلسلة من العمليات الدقيقة كبّدت خلالها إرهابيّي «جبهة النصرة» والمجموعات المرتبطة بها خسائر كبيرة في العديد والعتاد، ودمّرت مقارّهم وتحصيناتهم وعدداً كبيراً من الأنفاق التي كان الإرهابيّون يستخدمونها كطرق للإمداد ونقل الأسلحة والذخائر والإرهابيين.

وتأتي أهمية هذا الإنجاز من كونه يعزّز دائرة الأمان في محيط دمشق، ويضيّق الخناق على المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية ويقطع طرق إمدادها، كما يشكّل ضربة قويّة للمشروع الإرهابي وداعميه ومموّليه، وقاعدة انطلاق للقضاء على ما تبقّى من بؤر إرهابيّة في ريف دمشق.

القيادة العامة للجيش السوري والقوّات المسلّحة إذ تؤكّد عزمها وتصميمها على مواصلة الحرب على الإرهاب التكفيري، تجدّد عهدها لأبناء شعبنا الأبيّ بأن تبقى الحصن المنيع والضامن الحقيقي للأمن والاستقرار، وتتوجّه بالشكر إلى أصحاب المبادرات الوطنيّة لجهودهم في إنجاز المصالحات المحلّية، كما تدعو كلّ من تورّط بحمل السلاح للمبادرة إلى تسوية وضعه والعودة إلى حضن الوطن».

على الصعيد ذاته، قال محافظ حمص طلال البرازي، إنّ حيّ الوعر سيكون خلال أيام خالياً من السلاح والمسلّحين، في حين أنّ عملية عودة الأهالي للحيّ مستمرة.

البرازي أكّد أنّ ورشات الصيانة بدأت بالعمل في محيط حيّ الوعر، والدخول إلى الحيّ الأسبوع المقبل.

ومنذ أواخر شهر نيسان الماضي تستمرّ على دفعات عمليّة إخلاء حيّ الوعر من المسلّحين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى