نصوص افتراضيّة
لو تجرّأ يوماً من الأيام وسألني أحدهم: «ماذا فعلت في هذا العمر؟». لو تجرّأ وأعطاني أذنيه أو أذنيها.
سأقول له كلّ شيء. وسأمنحه متعة لا توصف. ليس المفروض أن يكون القرار الشجاع هو القرار الصحيح. وليس كلّ شيء يحدث بالمنطق. وحين تتحكّم بكل شيء ستصاب بمرض السيطرة. وحين تصل إلى مرحلة ترى فيها احتواء جسدك بعينيك من بعيد ستفهم حدود حجمك. وحين تجد من تقول له كلّ شيء عليك أن تختفي بعد ذلك… أن تعطيه فرصة الدهشة ومسافة السرّ.
لو تجرّأ وجلس أمامي لن أبوح بهذه الهلوسة كلّها. ربما سأصمت أو أبكي، ربما سأقول لا أسمح لك أن تسألني عن الفراشات في صدري، وفئة الحبّ في عروقي. كيف تجرؤ وتسألني عن حزني؟ الورود التي قدّمتها والقهوة التي أشعلتها على موقد الشغف، عن البحر في أحشائي، والمطر في ذاكرتي، عن ينبوع جسدها؟
بأيّ ريشة من فوضى الحواس أرسم لك هذه اللوحة؟ هل سبق لك أن تفرّست ملامح ظلّك، وأطلقت الرصاصة من فوهة فمك؟!
يكتبها زاهر العريضي