انطلاق فعاليات مهرجان التراث الشعبي الثالث في طرطوس برعاية وزارتَي السياحة والثقافة
برعاية وزارتَي السياحة والثقافة السوريتين، انطلقت فعاليات مهرجان التراث الشعبي الثالث الذي يقام في محافظة طرطوس احتفاءً بالتراث الشعبي السوري الذي يشكّل جزءاً من الهوية والانتماء الوطني، وذلك بحضور فاعليات رسمية وشعبية وسياحية وثقافية وإعلامية والمعنيين بالتراث والآثار في المحافظة.
وأكد معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض أن المهرجان يأتي ضمن سلسلة من الأعمال والجهود التي تبذل لإحياء التراث السوري الأصيل والحفاظ عليه وضمان استمراريته كما هو موروث من الأجداد لكونه يمثل مكوّناً مهماً للهوية الثقافية لدى السوريين، سواء بقسمه المادي الذي يضمّ الأوابد التاريخية أو القسم اللامادي الذي تندرج فيه العادات والتقاليد. داعياً إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على التراث السوري وإحيائه. لا سيما في ظلّ الظروف الراهنة وما تتعرّض له الآثار من تهديد بسبب الإرهاب والدمار والاتّجار بها، وكذلك ما يتعرض له التراث اللامادي من تزييف وسرقة وإدخال عناصر مشوبة لا تمتّ لعادتنا وتقاليدنا بأيّ صِلة.
ولفت مدير الثقافة كمال بدران إلى أهمية المهرجان في تسليط الضوء على التراث السوري المنوع والممتد إلى قرون طويلة عبر التاريخ والحضارات الإنسانية التي مرت على سورية الغنية بالموروث الشعبي. منوّهاً بجهود عدد من الأشخاص الذين يأخذون على عاتقهم نشر هذا الإرث على المستويين العربي والعالمي بهدف المحافظة على وجودنا وكياننا والتمسّك بماضينا وإرثه العريق.
وقال مدير السياحة في طرطوس المهندس يزن الشيخ إنّ المعنيّين في وزارتَي السياحة والثقافة يعملون بالتعاون مع المجتمع المحلي لإقامة فعاليات لإحياء الذاكرة والتراث الذي يربطنا بالماضي وقيمه وأصالته من خلال إقامة المعارض والدورات التأهيلية والتدريبية وتسليط الضوء على المبادرات التي تسعى إلى توثيق الحِرف والصناعات التقليدية التي تشكل أحد عناصر الهوية الثقافية السورية.
وقالت الفنانة جمانة محمود إبراهيم من بلدة الشيخ بدر إنّ مشاركتها في المعرض تضمّنت لوحات وأطباقاً مصنوعة من القشّ الطبيعي والخيزران، والتي تعتبر صناعة قديمة جداً اشتهرت بها المنطقة وذلك بهدف تسويق عملها والتعريف بهذه الصناعة والحفاظ عليها.
بينما أشار الفنان النحات علي بهاء معلا إلى أن مشاركته تضمنت عرض سفن قديمة من تاريخنا الفينيقي، والتطوّرات التي طرأت عليه وما يملكه من إرث عريق وإبداعات توجه للعالم رسائل عن السلام والمحبة. مبيّناً أن لديه 150 عملاً نحتياً من الخشب تمثل حالات إنسانية وثقافية.
وعرض حسن ديب مهندس ديكور عدداً من المقتنيات الأثرية تمثّل أدوات منزلية قديمة يهدف من خلالها إلى إحياء التراث الريفي والتعريف بما كان يستخدم قديماً في قرى وأرياف المحافظة. مشيراً إلى أنه سيعمل على تحويل جزء من منزله إلى متحف عن التراث والتقاليد السورية.
أما الفنان التشكيلي جورج شمعون فأعرب عن مواصلة الفنانين السوريين العمل لتصدير رسائل المحبة والإبداع للعالم للتعريف بحضارتنا العميقة وموروثنا القيّم، رغم كل ما تعانيه سوريانا. وأيضاً الاستمرار في تطوير الفن وإنتاج صوَر جميلة منه لتعريف الغرب به. مشيراً إلى أنه بصدد الإعداد لمعرض بعنوان «الواح تتكلم» مأخوذ من الآثار السورية بطريقة بصرية حديثة.
وخلال المهرجان، قدّمت فرقة علي إسماعيل وثابت عمران لوحة فنية تراثية بعنوان «من ذاكرة جدّي»، تضمّنت المقارنة بين العرسين الحديث والشعبي في الساحل السوري والتقاليد التي كانت سائدة قديماً من ترتيبات وطقوس لتجهيز حفل الزفاف في جوّ من الألفة والمحبة في القرية.
كما تم تكريم عدد من الفنانين والباحثين في التراث الشعبي وهم كامل إسماعيل ونزيه عبد الحميد وعلي بهاء معلا وجمانة حرفوش لدورهم ومساهماتهم المتميزة في تسليط الضوء على الإرث الثقافي والشعبي وإحيائه.
وتضمن المهرجان افتتاح معرض الحِرف اليدوية التقليدية من الساحل السوري في صالة المعارض في طرطوس القديمة وضمّ مجموعة من الأعمال النحتية والفنية واليدوية التي توثّق المهن التقليدية في الريف وتعرّف بالعادات والتقاليد القديمة، إضافة إلى منحوتات ولوحات تشكيلية لفنانين جسّدوا فيها الإرث الثقافي والحضاري لسورية.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بحفل فنّي تراثي للفنان أحمد عبد الحميد على مسرح المركز الثقافي.
وتتضمّن فعاليات المهرجان التراثية الذي يستمر لثلاثة أيام ندوة حول كيفية حماية التراث والمحافظة عليه ومحاضرة عن تراث منطقة الساحل «جزيرة أرواد نموذجاً»، إضافة إلى أمسية زجلية وحفلات غنائية وموسيقى تراثية.