«غرفة تنسيق رباعيّة» تبحث تأمين الحدود العراقيّة السوريّة
أكّد مصدر مطّلع أنّ مسؤولين عراقيّين رفيعي المستوى يبحثون زيادة التنسيق بين بغداد ودمشق وطهران وموسكو، وأنّ مسؤولي غرفة التنسيق الرباعيّة سيركّزون على تأمين الحدود العراقيّة السوريّة، فضلاً عن منع قيام أيّ منطقة عزل في سورية انطلاقاً من العراق.
وأكّد المصدر، أنّ الأميركيّين لم يكونوا متحمّسين لأيّ دور عراقي بتوفير دعم لوجستي لإقامة منطقة عازلة تريدها واشنطن، في حين أنّ بغداد وواشنطن تدركان أنّ المنطقة العازلة هي هدف تركي أكثر منه هدفاً في ملفّ الأزمة السورية.
واعتبر المصدر في تصريحه للقناة الفضائية «الميادين»، أنّ موقف إقليم كردستان «صعب مع الأتراك»، وذلك لجهة الدعم الأميركي لــ «قوات سورية الديمقراطية» عبر منفذ سيمالكا.
وجرت لقاءات عدّة حول ملف الحدود العراقيّة السوريّة بين أطراف عراقيّة فاعلة في الميدان.
وتنظر بغداد بحذر لتطوّرات الشرق السوري، مؤكّدة لأطراف دوليّة أنّ العراق لن يكون منطلقاً لأيّ مناطق عزل في سورية، على حدّ تعبير المصدر.
وتحذّر القوّات العراقيّة والحشد من أيّ تصعيد يسبق وصولهما الحدود العراقيّة السورية.
ميدانيّاً، أُعلن عن انطلاق عمليّة عسكريّة مشتركة لتطهير قرى سرحة وعين ليلة وانكانة وجسر نارين وقرة تبة من خلايا تنظيم «داعش» شمال شرقي بعقوبة.
وأشار إلى أنّ «داعش قصف قرى مبارك الفرحان على الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين بقذائف الهاون».
وفي سياقٍ متّصل، تحدّثت الشرطة الاتحادية عن أنّ قواتها حرّرت حيّي الرفاعي بالكامل من قبضة «داعش».
ونقلت خليّة الإعلام الحربي عن قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله بياناً، قال فيه: «تمكّنت قوّات مكافحة الإرهاب من استعادة حيّ الرفاعي في الساحل الأيمن بالكامل، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه مع تكبيد العدوّ خسائر بالأرواح والمعدّات».
وكانت الشرطة الاتحادية، أكّدت أول أمس الثلاثاء، استكمال تحرير حيّي «الاقتصاديّين» و«17 تموز» في الجانب الأيمن من المدينة، مشيرةً إلى نشر فوج كامل من القنّاصين على أسطح المباني لإسناد الكوادر الهندسيّة المتخصّصة بإزالة الألغام.
وعلى الحدود السوريّة العراقيّة، قُتل مسؤول مقاتلي الصحراء في «داعش» بضربة جوّية للتحالف الأميركي استهدفته بمنطقة البو كمال.
وذكر مصدر، أنّ القصف استهدف سجاد الحديدي – أبو أيمن، الذي كان يشغل سابقاً منصب مسؤول نقل مسلّحي «داعش» إلى ما تُسمّى بـ«ولاية البغدادي» في الأنبار، وبعدها أصبح مسؤولاً لمقاتلي الصحراء بالتنظيم.
وفرضت الشرطة الاتحادية سيطرتها العسكريّة على أجزاء كبيرة من منطقة النجار، وحرّرت سبعة مساجد وقتلت ثلاثة قنّاصين، إضافةً إلى تحرير 50 محتجزاً من قِبل «داعش».
بدورها، قطعت ألوية الحشد الشعبي الشارع العام الرابط بين تلّ قصب والقيروان، الذي يُعتبر خط الإمداد الرئيسي لـ«داعش» شمال القيروان.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، دعا عناصر تنظيم «داعش» إلى الاستسلام، واعداً إيّاهم بالحصول على «محاكمة عادلة».
وقال العبادي في مؤتمر صحافي أول أمس: «القتال في الموصل يجب أن يسير وفق سرعة محسوبة».. «قدراتنا الاستخبارية تطوّرت، ونحن نسبق العدو الآن وأصبح مكشوفاً لنا».
وأكّد العبادي، أنّ عملية تحرير الموصل ستُحسم خلال الأيام القليلة المقبلة، وستؤسّس لعملية تحرير قضاء الحويجة في محافظة كركوك المجاورة، معلناً عن وجود اتّفاق مع حكومة إقليم كردستان العراق حول العمليّات العسكرية الأخيرة غرب نينوى.
وكان العميد يحيى رسول، المتحدّث بِاسم الجيش العراقي، قال إنّ القوّات العراقية تمكّنت من تقليص المساحة التي يسيطر عليها التنظيم في الموصل إلى 12 كم مربّعاً فقط، فيما أسقطت طائرات منشورات على المدينة تؤكّد فيها للمدنيّين أنّ المعركة أوشكت على الانتهاء.
من جهته، صرّح المتحدّث بِاسم قوات التحالف الدولي جون دوريان، أنّ التنظيم المتطرّف محاصر تماماً في المدينة ويجري تدمير موارده، معتبراً أنّ «العدو على وشك الهزيمة التامّة» في الموصل.
وبعد مرور سبعة أشهر على بدء حملة طرد التنظيم من أراضي العراق، أصبح عناصره الآن لا يسيطرون إلّا على عدد قليل من الأحياء في الجانب الغربي من الموصل، بما في ذلك المدينة القديمة، التي من المتوقّع أن تكون آخر نقطة مقاومة للتنظيم.