«الناتو»: سندرّب القوات العراقية بعد دحر «داعش»
أعلن الجنرال جو دانفورد رئيس أركان الجيوش الأميركية المشتركة، أنّ الولايات المتحدة اقترحت أن يتولّى الحلف الأطلسي الناتو مهمّة تدريب القوّات العراقية بعد دحر تنظيم «داعش».
وقال دانفورد للصحافيّين على متن الطائرة لدى عودته من اجتماع للحلف في بروكسل الأربعاء، إنّ «الحلف الأطلسي يمكن أن يكون في موقع ممتاز للقيام بمهمّة تدريب للقوات العراقية على فترة طويلة»، مذكّراً بأنّ «رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان أعلن أنّ القوات العراقية يمكن أن تظلّ بحاجة إلى دعم بعد الانتصار على «داعش»، لكن من دون أن يحدّد مطالبه بشكل رسميّ»، وفق ما قال.
وأوضح أنّه «يمكن أن تقتصر مهمّة الحلف الأطلسي على تنمية قدرات الجيش العراقي»، مشيراً إلى أنّ «الناتو يمكن أن يقدّم للجيش العراقي مساعدة لوجستيّة ومعدّات وتنمية القدرات، وتدريب الكوادر وتأسيس أكاديميات».
لكنّ الجنرال الأميركي لفتَ في المقابل إلى أنّ «مهمّة تقديم الإرشادات إلى القوّات العراقية ستظلّ من صلاحيات قوات التحالف الدولي ضدّ داعش».
وفي سياقٍ ميداني، حرّر الحشد الشعبي مطار سهل سنجار الواقع بين القيروان والبعاج، إضافة إلى تحرير أربع قرى في محيط القيروان.
إلى ذلك، نجح الحشد في فتح وتأمين ممرّات آمنة لخروج العوائل من قرية عين غزال شمال القيروان، وقد تمّ نقل 20 عائلة نازحة إلى أماكن آمنة وتقديم المساعدات لهم.
وكان الناطق بِاسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي، قال الأربعاء، إنّ أياماً تفصل عن إعلان تحرير الموصل.
وبحسب المصادر، فقد حرّرت القوات العراقية حيّ الرفاعي في الساحل الأيمن للموصل، كما تواصل القوّات تقدّمها لاستعادة حيّ 17 تمّوز بكامله، إضافة إلى حيّ الاقتصاديين شمال الموصل القديمة.
من جهته، أعلن الفريق قائد الشرطة الاتحادية رائد شاكر جودت، أنّ قوات الشرطة تمكّنت من فرض سيطرتها على مساحة تُقدَّرُ بـ291 كلم من الجانب الأيمن للموصل، وأجلت حوالى 270 ألف مدنيّ من هناك حتى الآن.
إلى ذلك، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركيّة البنتاغون ، أنّ المعلومات الاستخباراتيّة ترجّح أن يكون تنظيم «داعش» بصدد تشكيل فصيل مختصّ في الأسلحة الكيميائيّة، يضمّ خبراء من التنظيم في هذه الأسلحة.
ونقلت قناة «CNN» عن المتحدّث باسم البنتاغون، أدريان رانكين غالاوي، أنّ التنظيم سيشكّل هذا الفصيل في الأراضي التي يسيطر عليها بين بلدتَي الميادين والقائم على الحدود السوريّة العراقيّة.
وأوضح غالاوي، أنّ التنظيم يسعى إلى تعزيز قدراته بالأسلحة الكيميائية، للدفاع عن معاقله المتبقّية، مشيراً إلى أنّ عدداً كبيراً من قيادات «داعش» في الرقة خرج من المدينة.
ولم يستبعد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركيّة، في وقت سابق، أن يكون لدى تنظيم «داعش» أسلحة بيولوجية.
من جانبها، كانت وزارة الخارجية الروسية قد أكّدت حيازة تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» على أسلحة ومواد كيميائيّة سامّة.
على الصعيد الإنساني، كشفت الأمم المتحدة أمس،عن أنّ أكثر من نصف مليون عراقي نزحوا من غرب الموصل، حيث أدّت ضراوة المعارك مع تنظيم «داعش» إلى ارتفاع أعداد النازحين بصورة كبيرة.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإنّ هذا يرفع عدد النازحين منذ إطلاق القوات العراقيّة عملية الموصل لتحرير المدينة من تنظيم «داعش» في تشرين أول الماضي إلى 700 ألف عراقي.
وقالت ليز غراندي، منسّقة المكتب للشؤون الإنسانية في العراق: «إنّ أعداد الفارّين من منازلهم في غرب الموصل هائلة.. وكثيرون منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي ولا يمكنهم الوصول إلى مياه الشرب الآمنة والأدوية منذ أسابيع أو أشهر».
ومع مرور ثلاثة أشهر تقريباً على انطلاق معارك غرب المدينة، فإنّه من المتوقع ارتفاع أعداد النازحين، لكنّ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يتجاهل مرارة أوضاع المدنيّين في العراق، وأعداد القتلى في صفوفهم نتيجة قصف طائراته ومدافعه، مقابل تركيزه على سوء أوضاعهم في سورية.
وقالت غراندي، إنّ «عدد الناس الذي ينتقلون حالياً كبيرة جداً، ويصبح أكثر وأكثر تعقيداً ضمان حصول المدنيّين على المساعدة والحماية التي يحتاجون إليها».