من يدري؟
عيني لغير وجهك لا تنظر
وقلبي لا يخفق لسواك
وبخاطري لا مخلوق دونك يخطر
وروحي لا تجوب إلا في سماك
أيها الغائب قسراً لا عمداً
هكذا أفهمتني كي عليك أرضى
ألا يعنيك ما أقاسيه في الهجر
وما حلّ بالعين من بكائها رمدا
كيف يحلو لك العيش دوني
وتعلم أني دونك أموت غدا
لم أعد أحتمل منك أعذاراً
لا مقبولة كلّ المبررات
قلها بصدق في وجهي
هات ما عندك من دون مقدّمات
لا تكبّل القيود في معصمي
لا تجعلني أهدر في عشقك دمي
ولله إنك لا تدرك حجم ألمي
فعن أيّ وفاء بالأمس
كنت تحدّثني وتحاضرني
وعن أيّ ملام في حال بعدي
كنت تتوعّدني وتحذّرني
أراك بلا ذنب قد جافيتني
وفي الأمس كنت منك وكنت منّي
واليوم أشعر أنك عنك شطرتني
لطالما كنت أعلم…
أنّ خلف كلّ هذه المتاهات
ثمّة درب للحياة
وأمل يتوجب عليّ إدراكه
مَنْ يدري؟
لعلّ حلماً جميلاً
ينتظر انتهاء الوجع كي يبدأ!
عبير فضّة