في الشعر والأدب
ـ أخي، أخي، أسعد الله شامك.
ـ شام الشعر والفنّ والأدب.
ـ شكرا. وأسعدك الله بما ذكرت، ولكن ما الذي جعلك تذكر الشعر والأدب اليوم؟
ـ أخي، إنهم يتّهمون شعراء الشام الكبار سابقاً ولاحقاً وقد كانوا ولا يزالون شعراء الضادّ الذين ميزتهم البلاد والنقاد على سواهم.
ـ بماذا يتّهمونهم يا أخي؟
ـ يتّهمونهم أنهم كانوا مدّاحين نوّاحين، يعني أنهم كانوا متكسّبين مرتزقة!
ـ الله الله يا أخي، إنهم مدحوا أو رثوا أشخاصاً بأسمائهم، ونالوا جزءاً صغيراً ممّا يستحقون من بيت المال، وكان آنذاك أكبر وأهم حتى من صندوق النقد الدولي هذه الأيام. أما شعراء وإعلاميّو هذا العصر، فإنهم يقبضون من جهات شتّى، حتى أن بعضهم لهم أرصدة سرّية مبرمجة في بنوك سرّية من جهات سرّية، علاوة على هذا الرصيد، فهم يتنقلون عبر العالم وفي فنادق «عشر نجوم» بأوامر سرّية ! ومن كانت منهم مهمته محلّية، فإنك تراه يتظاهر بالفقر والتشاؤم وينعى حتى الشعر! ولكنه يحظى بالشهرة ويفرض اسمه على الإعلام والأنام، ويشيل ويحطّ كما يحلو له! فمن أين له؟
ـ أخي أخي، كأنك تعني أن الشاعر الوطني الذي لم يتسوّل تلك الجهات السرّية المشبوهة ولم يكن له استزلام لجهة ما، قد يتسوّل أحياناً ما يمكن أن يكون أجوراً لنشر فكره هنا وهنالك، فتظهر ليرته كما قال دريد لحام. ولكن بالع الأطنان الذهبية الذي رسمته الجهات السرّية علماً من أعلام أدباء الحداثة فهذا لا يتّهمه أحد!
ـ نعم، ذلك الذي عنيته يا أخي، ورحم الله نزار قباني الذي قال مرّة يحذّر عمالقة الشعر الوطني من الشعر الذي تفوح منه ريحة البويا! وخصوصاً من أولئك الشعراء الذين اقتصرت وظيفتهم على زرع التشاؤم والبأس وتدمير أسس الهوية. حتى أنّ بعضهم ينعون مسيرة الشعر العربي! إنه يعني مسّاحي أحذية هذه المؤسّسات العالمية السرّية وأزلامها من الأعراب!
ـ يا حفيظ يا حفيظ، شكراً لك هذا الإيضاح، وتحية لك من قلبي، شاميّ الشعر والفكر.
د. سحر أحمد علي الحارة