ضحايا بقصف أوكراني واشتباكات عنيفة شرق البلاد
قتل ما لا يقل عن 12 شخصاً أمس في قصف للقوات الأوكرانية طاول بعض المناطق في مدينة دونيتسك شرق البلاد. وذلك إثر سقوط قذيفة على محطة للحافلات في المدينة، وجراء قصف طاول إحدى المدارس بالمدينة.
ووصف قسطنطين دولغوف مفوض الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، قصف القوات الأوكرانية لمدرسة في مدينة دونيتسك شرق البلاد بـ»الانتهاك الجسيم» لحقوق الإنسان.
وأشار دولغوف إلى أن العسكريين الأوكرانيين يواصلون استهداف المواقع في المدنية، لافتاً إلى أن «مدرسة قُصفت ومواقع مدنية أخرى… التلاميذ كانوا سعداء في أول أيام العام الدراسي في المنطقة، لكن هذا اليوم مر عليهم تحت القصف».
بعد العثور على المقابر الجماعية للسكان المدنيين قرب مدينة دونيتسك ما تزال هناك أكثر من 400 جثة مجهولة الهوية في مشارح المدينة.
وقال المدافع عن حقوق الإنسان إينارس غراونديش، الذي زار ضمن مجموعة من ثمانية خبراء من مختلف دول الاتحاد الأوروبي وبمرافقة ممثلين عن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، موقعين للمقابر الجماعية، قال إن القتلى كانوا مستلقين تحت طبقة رقيقة من التراب. وأضاف في حديث لصحيفة «روسييسكايا غازيتا» نشرته أمس أنه كان من الواضح أن الجثث ألقيت بعجالة في الحفرة.
وتجري أجهزة أمن دونيتسك عمليات استخراج الجثث مع توثيق كل جثة مستخرجة، ويجرى الكشف عنها ومن ثم إرسالها إلى المشرحة.
وقال المدافع عن حقوق الإنسان إنه يوجد الآن «أكثر من 400 جثة في مشارح مدينة دونيتسك، ومن الواضح أن أعدادها ستزداد باضطراد مع عمليات الاستخراج».
يذكر أن قوات الدفاع الشعبي كانت قد عثرت في 23 أيلول الماضي قرب دونيتسك على مدافن عدة، دفنت القوات الأوكرانية فيها مدنيين، بحسب السكان المحليين.
وأعلنت مسؤولة مكافحة الإتجار بالبشر في منظمة الأمن والتعاون بأوروبا مدينا جاربوسينوفا أن هناك احتمال أن تكون الجثث التي عثر عليها قد انتزعت أعضاؤها الداخلية لبيعها.
بينما اعتبرت لجان الدفاع الشعبية أن مقتل هؤلاء الناس تم على يد الحرس الوطني الأوكراني الذي كان في المنطقة من نيسان وحتى 21 أيلول، كما قالت وزارة الخارجية الروسية إن الحرس الوطني قد يكون متورطاً بمقتل الناس المدنيين.
ونفت كييف ذلك، إذ أعلن رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أندريه ليسينكو في وقت سابق أنه لم يكن في هذا المكان أي مقاتل من الحرس الوطني أبداً ولكن كانت هناك وحدات أخرى.
على الصعيد الميداني، وعلى رغم توقيعِ اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، لا تزال الاشتباكات متواصلة في دونيتسك.
وتواصل قوات كييف قصف الأحياء السكنية من مواقعها في مطار دونيتسك، وتحاول قوات الدفاع الشعبي تطهير المنطقة من القوات الأوكرانية.
وقررت وحدات الدفاعِ الشعبي اقتحام المطار الذي ترابط داخله قوات كييف، وذلك بعد أن حاول الجيش الأوكراني تعزيز وحداته هناك ورفع الحصار الذي تضرِبه قوات دونيتسك، باستخدام جميعِ أنواعِ الأسلحة.
على صعيد آخر، أعلنت كييف أن فرقاً من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستشرع بالعمل في خطوط التماس بين العسكريين الأوكرانيين ومقاتلي قوات «الدفاع الشعبي» في جنوب شرقي البلاد.
وفي تصريح متلفز، قال الناطق باسم هيئة الأمن والدفاع القومي الأوكراني أندريه ليسينكو إن فرق التفاوض ومجموعات المراقبين لم تصل إلى المنطقة بعد، موضحاً أنها ستبدأ عملها أمس. وأشار إلى أن المجموعات المذكورة ستؤدي مهمتها عن طريق دوريات طول خطوط التماس بين طرفي النزاع.
وكانت مجموعة الاتصال بشأن التسوية في أوكرانيا أوكرانيا، روسيا، منظمة الأمن والتعاو في أوروبا قد تبنت 20 أيلول في العاصمة البيلاروسية مينسك مذكرة لوقف إطلاق النار تضم 9 بنود. وتقضي الوثيقة بحظر استخدام جميع أنواع الأسلحة وسحب كل من الطرفين أسلحة يزيد عيارها عن 100 ميلليمتر على مسافة 15 كلم من خطوط التماس. وتم تكليف منظمة الأمن والتعاون مراقبة التزام الطرفين بنود المذكرة.
وفي اللقاء السابق لمجموعة الاتصال الذي عقد 5 أيلول في مينسك جرى توقيع بروتوكول حول التسوية السلمية للنزاع في جنوب شرقي أوكرانيا، من أهم بنوده وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي 3 أيلول طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطته لحل النزاع في المنطقة، والتي تقتضي وقف جميع المجموعات المسلحة هجومها في جنوب شرق البلاد وسحب جميع القوات إلى مسافة آمنة من المدن والبلدات، وتأمين مراقبة دولية لتمسك الطرفين بوقف إطلاق النار، وعدم استخدام الطائرات الحربية ضد مدنيين، وتبادل الأسرى بين الجانبين بطريقة «الجميع مقابل الجميع»ـ إضافة إلى فتح ممرات إنسانية وإرسال فرق تمريم إلى منطقة النزاع لإعادة بناء مواقع البنية التحتية.