الرفيق إدمون حايك… سنديانة وارفة من سنديانات الحزب
في أكثر من مناسبة، تحدّثت عن الرفيق إدمون حايك الذي كان بحقّ سنديانة من سنديانات الحزب في الأشرفية. إلى جانبه عقيلته المناضلة الرفيقة عائدة ملكي.
منذ أيام، كنت أراجع مجلّد جريدة «الجيل الجديد»، فلفتني نشر الرفيق إدمون في أكثر من عدد، إعلاناً لمحلّه في «سوق الطويلة».
وعادت بي الذاكرة إلى الستينات من القرن الماضي عندما كنت أتردّد كثيراً إلى أسواق: «الطويلة»، «أياس»، «الجوخ»، «سيور»، «الجميل»، «البازركان»، حيث رفقاء وأصدقاء أتيت على ذكرهم مراراً، ويمكن الاطّلاع على ما أوردت عنهم عبر الدخول إلى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
لا شكّ في أنّ الرفيق إدمون كان أميزهم في التزامه وتفانيه. وحده كان يوزّع في محلّه، أقوالاً لسعاده وصوَراً حزبية، ووحده كان، إذا دخلت امرأة لتبتاع غرضاً، اندفع يحدّثها عن سعاده، لا عما ترغب شراءه، وشرح لها ماذا يعني سعاده بهذا القول أو غيره، من تلك الأقوال الخالدة المنتشرة في كلّ زوايا المحل.
ورافقت الرفيق إدمون طوال تلك السنوات كلّها، وشهدت باستمرار على ما في روحيته من مزايا الإيمان المطلق بالحزب، والتجسيد الفعلي لكلّ فضائل النهضة.
في هذا المناخ القومي الاجتماعي ترعرع ابنه ربيع. عرفته طالباً ثانوياً، فجامعياً. وإذ غادر إلى فرنسا للتخصّص مهندساً، فمؤسّساً أعمالاً ناجحة، استمرّت علاقتي به، وزادت عندما لحق به الرفيق إدمون وعقيلته الرفيقة عائدة، جاعلاً من بيته في إحدى ضواحي باريس بيتاً للعمل الحزبي وللقوميين.
دائماً كنت متابعاً الرفيق إدمون. التقيه كلّما زار بيروت وهو كان قد اضطر إلى مغادرة الأشرفية إلى منطقة سدّ البوشرية.
عام 2005 عقدت فروع الحزب في أوروبا أوّل مؤتمر لها في باريس. توجّهت إليها برفقة رئيس الحزب آنذاك الأمين علي قانصو، فزرنا المنزل الذي كان قد استقرّ فيه الرفيق إدمون بدعوة من ابنه المواطن جهاد وعقيلته فاطمة التي هي من أصول مغربية. أشهد أنّ المواطن جهاد، ولو لم يؤدِّ القَسَم، إنما شرب الحزب حتى الثمالة، ويتعاطى وعقيلته مع العمل الحزبي كأيّ رفيق ملتزم، مقدّماً منزله لأيّ نشاط إذاعيّ أو مناسبة حزبية.
في تلك الفترة عرفت الرفيق ربيع أكثر، وكان قد تولّى مسؤولية مدير مديرية باريس. أشهد على أنه يحيا بكثير من الصدق فضائل الالتزام القومي الاجتماعي، ويأخذ من سعاده ومن تربية والده له، قدوة حيّة في كلّ تصرفاته.
إذا رغب الحزب أن يدلّ على ما تمكن سعاده أن يبنيه في نفوس أعضاء حزبه، لقدّم عائلة الرفيق إدمون حايك نموذجاً حيّاً.