فتح حماس… الجمهوريون والديمقراطيون
عادل سمارة
فتح/ حماس… الجمهوريون/ الديمقراطيون… وكذبة الديمقراطية: حين قرّرت معظم الفصائل الفلسطينية التهام «ديمقراطية» أوسلو وبسماح أميركا بذلك حيث أرسلت رئيسها السابق جيمي كارتر ليشرف/ يبارك انتخابات أوسلو-ستان… عجيب والله عجيب وهو الذي وضع عقيدة كارتر لاحتلال الجزيرة العربية علانية، وحصل. وحصلت الانتخابات وتمّ التفاخر بشفافيتها، وهي تحت الاحتلال! لكن نفس أميركا وتوابعها العرب أوقفوا الحقن المالية/ الريع غضباً لفوز حماس. أيّ خرقت أميركا غشاء البكارة الديمقراطية التي صنعتها!!
واليوم في أميركا نفسها لا يطيق الحزب الديمقراطي فقدان السلطة فيلجأ إلى أخطر تهمة باعتبار الرئيس «مخبراً»! ويعملون على عزله. والطبقة الحاكمة/ المالكة الأميركية أقدر الناس على صنع الأسباب من لا أسباب.
انقسم الفلسطينيون ومضى عقد من الزمن على تبادل التهم بين الطرفين. وحتى حين وضعت حماس «وليدتها/ وثيقتها… أوسلو القداسة» ومع ذلك لم يتمّ التقدّم بوصة واحدة باتجاه مغادرة الانقسام.
لن أذهب بعيداً للقول بأنّ الأميركيين كسكان أكبر مستوطنة رأسمالية عنصرية بيضاء سوف ينقسمون قريباً، هذا رغم انّ عدة ولايات تطمح بالانفصال، بل ترى أنها أُرغمت على الانضمام لواشنطن مثل كاليفورنيا وتكساس وأريزونا ومعظم الأجزاء المكسيكية الأخرى المغتصبة.
لكن المهم ان نرى بأنّ أكذوبة الديمقراطية تكشف عورتها بأصابعها هي. لعلّ هذا يكشف للبسطاء العرب بأنّ العرب الذين يتلطون بالديمقراطية ويخونون بلدهم كما في سورية بزعم غياب الديمقراطية أنّ هذه «الديمقراطية» كذبة كبيرة كعاهرة تاريخية.
الأساس هي الحرية. والحرية لا تأتي من أية سلطة بل ينتزعها الناس. ولا ينتزعونها دون وعي وقوة سياسية طبقية حقيقية تناضل من أجل ذلك وحين يتمّ تحصيل الحرية تصبح الديمقراطية تحصيل حاصل وليست مساحيق ولا مكياجاً على وجه عاهرة تخلى عنها جمالها. مثلاً، الأساس جمال العين وليس الكحلة أو تزجيج الحواجب.
الحرية في العمل والإنتاج هي الأساس، والتطوّر الصناعي هو الذي يجبر الحكومات الرأسمالية على توفير ديمقراطية سياسية كي لا يتمّ الإضراب الذي يقطع خط الإنتاج ايّ يوقف الربح والكسب.
وهنا يبرز السؤال المحرج لي أنا قبلكم أيها القراء الأعزاء: لأنّ الخليج يعيش على الريع النفطي، والإنتاج غير النفطي لا يكاد يكون شيئاً يُذكر سوى الجانب البيولوجي أيّ التكاثر السكاني، وحتى هذا لم يصل عدده إلى عدد العمال المستجلبين من الخارج، وطبعاً يخشون تشغيل شباب اليمن!! ولأنّ الحاكم يأخذ حصة من ريع النفط تتركها له الشركات الغربية الكبرى التي تلتهم البلاد، فهو ايّ الحاكم المحكوم يُنفق بعض الريع على من لا يشتغلون شغلاً إنتاجياً، لذا يقول: شو بدكم في الديمقراطية!