ترامب: لا تنتظروا منا أن نحارب الإرهاب نيابة عنكم!
ألقى الرئيس الأميركي ترامب خطاباً حاداً خلال قمة عربية إسلامية أميركية، بلهجة «تصعيدية»، قال فيه «إنّ واشنطن تبدأ اليوم فصلاً جديداً في الشراكة مع السعودية».
أضاف: «إنّ هدفنا مشترك كتحالف دولي ضدّ التطرف، واجتماعنا التاريخي اليوم يجب أن يرفع الأعباء عن شركاتنا ودولنا».
وقال إنّ بلاده تسعى إلى تعزيز تعاونها من أجل «أمن أصدقائها»، مشيراً إلى أنّ «الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية التي وقعناها مع السعودية تاريخية» وستساعد جيشها على لعب دور أكبر في المنطقة.
وكان ترامب قد عقد أول أمس «قمة سعودية أميركية» وقع خلالها 34 عقداً في مجالات الدفاع والنفط والنقل الجوي حيث بلغت قيمة العقود أكثر من 380 مليار دولار، منها 110 مليارات دولار قيمة اتفاق التسلح للسعودية بما فيها من خدمات وصيانة وتجهيزات أميركية، وتهدف إلى مواجهة «التهديدات الإيرانية»، والتي تعدُّ «الصفقة الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة»، بحسب ما وصفها المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر.
على صعيد آخر، وقعت دول مجلس التعاون الخليجي الست والولايات المتحدة في الرياض أول أمس، مذكرة تفاهم لإنشاء «مركز لمكافحة تمويل الإرهاب»، خلال قمة جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقادة الخليج.
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «تبادل مذكرة تفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب»، بحضور الملك سلمان وترامب وقادة الخليج.
وأضافت «أنّ ولي العهد السعودي محمد بن نايف مثل دول الخليج، بينما مثل الولايات المتحدة وزير خارجيتها ريكس تيلرسون».
ولم تقدّم توضيحات إضافية حول كيفية عمل المركز أو البلد الذي سيستضيفه.
ووقّع على مذكرة التفاهم خلال قمة ترامب مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عُمان وقطر والكويت، في اليوم الثاني من زيارته إلى المملكة.
وفي لقاء مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في بداية اليوم الثاني من زيارته، أكد الرئيس الأميركي أنّ «التوترات التي شابت العلاقات الخليجية الأميركية في عهد أوباما لن تتكرّر مع إدارته».
وقال: «كانت هناك بعض التوترات، لكن لن يكون هناك أيّ توتر مع هذه الإدارة».
في سياق متصل، دعا رئيس الولايات المتحدة إلى «العمل بشكل مشترك على عزل إيران ووضع حزب الله في قائمة الإرهاب»، وذلك خلال كلمة ألقاها أمام قادة وممثلين عن 55 دولة في القمة العربية الإسلامية الأميركية!
وحمّل ترامب السلطات الإيرانية المسؤولية عن عدم الاستقرار في منطقة «الشرق الأوسط» برمّتها، قائلاً: «إنّ إيران تدرّب وتسلح الميليشيات في المنطقة وكانت لعقود ترفع شعارات الموت للولايات المتحدة وإسرائيل وتتدخل في سورية»!، بحسب اعتقاده.
وتابع ترامب هجومه على إيران قائلاً: «إنّ النظام الإيراني هو المموّل الأساسي للإرهاب الدولي»!!، مشيراً إلى أنه «يغذي الكراهية في المنطقة كلها، ولا سيما في سورية»، على حدّ تعبيره.
وشدّد ترامب في هذا السياق على أنّ «جميع الدول والشعوب يجب عليها أن تبذل جهوداً مشتركة من أجل عزل إيران حتى يُعرب نظامها عن عزمه ليصبح شريكاً في إحلال السلام».
وأضاف ترامب أنّ كلاً من «حماس وداعش وحزب الله والقاعدة تمثل أشكالاً مختلفة للإرهاب»، داعياً الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى أن «تتزعّم الجهود العالمية لمحاربة الإرهاب».
ودعا ترامب في هذا السياق العالم بأسره إلى إدراج «حزب الله في قائمة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي»!، بحسب تمنياته الامبريالية.
واستطرد ترامب مشدّداً: «من الضروري ألا تنتظر دول الشرق الأوسط من الولايات المتحدة أن تحارب الإرهاب نيابة عنها، إنّ شعوب الشرق الأوسط عليها أن تختار بنفسها ما هو المستقبل الذي تريده، وليس الولايات المتحدة».
وتعهّد الرئيس الأميركي في الوقت ذاته بأنّ بلاده «ستقوم بإصلاحات تدريجية في دول الشرق الأوسط»، لكنه شدّد على أنّ هذه العملية «لن تشكل تدخلات مباشرة في شؤونها».
وذكر الرئيس الأميركي أنّ الدول المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأميركية، التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، «ستبرم معاهدة لحظر تمويل الإرهاب».
وفي تطابق تامّ مع موقف الرئيس الأميركي، قال الملك سلمان الذي انطلقت بخطابه أعمال القمة العربية الإسلامية الأميركية، إنّ «النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم»، بحسب زعمه.
وأضاف الملك سلمان: «لقد رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدّمتها دولنا بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات اِلإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل»!
كما شدّد الملك سلمان على أنه «لن يكون هناك تهاون أبداً في محاكمة كلّ من يموّل أو يدعم الإرهاب بأيّ صورة أو شكل، وستطبّق أحكام العدالة كاملة عليه».
ولا تزال المملكة السعودية، بحسب ملكها، تعتزم «القضاء على تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، أياً كان دينها أو مذهبها أو فكرها».
ويجتمع في مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات في الرياض قادة وممثلون لـ55 دولة من جميع أنحاء العالم للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الأميركية مع رئيس الولايات المتحدة.
ومن أبرز المشاركين في القمة الإسلامية الأميركية الملك الأردني عبد الله الثاني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، سلطان عُمان قابوس بن سعيد، الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الملك المغربي محمد السادس، رئيس جمهورية أذربيجان إلهام حيدر علييف، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم، الزعيم النيجيري محمد إيسوفو، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ورئيس الوزراء الماليزي نجيب تون عبد الرزاق، ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد.