إيران تحذّر من عواقب أي اعتداء على الشيخ قاسم
بعد يومين على انعقاد القمة الأميركية الإسلامية في الرياض، واللهجة التصعيدية ضدّ حركات المقاومة وإيران، وبعد الدّعم الذي قدّمه ترامب لملك البحرين في اللقاء الثنائي الذي جمع بينهما، أخذ خلاله الملك البحريني الضوء الأخضر لتفجير الوضع سريعاً في البحرين، حيث اقتحمت قوات الأمن البحرينية منزل الشيخ عيسى قاسم واعتقلت كلّ من فيه.
كما هاجمت المعتصمين في ساحة الفداء في الدراز، وتمكّنت بعد ساعات من الاقتحام من فضّ الاعتصام، والسيطرة على المكان.
كما تستمر القوات البحرينية في حملة الاعتقالات الواسعة في صفوف الأهالي، حيث إنها لا تزال تقتحم المنازل بمنطقة الدراز ، ودخلت أعداد ضخمة من المدرّعات والمركبات، وتستهدف كل هدف يتحرك في شوارع البلدة المحاصرة، والوضع في حالة تشبه ما يُسمّى بـ حظر التجول .
وذكرت مصادر إعلامية أنه استشهد أمس شخص وأصيب أكثر من 100 شخص بجروح بينهم حالات حرجة خلال اقتحام القوات البحرينية منطقة الدراز ، وذلك أثناء احتشاد آلاف البحرينيين المعتصمين في محيط منزل الشيخ عيسى قاسم أعلى مرجعية دينية في البحرين والخليج لمنع القوات البحرينية من اقتحام المنطقة الدراز .
وأفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بوقوع عشرات الجرحى نتيجة المواجهات بين المعتصمين وأفراد الشرطة .
وذكرت مصادر محلية بأنّ أكثر من ألفي طالب بحريني في وضع خطر وهم مهدّدون في المنطقة التي تم اقتحامها من قبل قوات الأمن البحرينية .
وقال النائب البحريني السابق جلال فيروز إنّ الوضع في منطقة الدراز البحرينية والمناطق المجاورة خطرٌ جداً والمواجهات متواصلة بين المعتصمين والقوات الأمنية .
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية صباح أمس أنها بدأت تنفيذ عملية أمنية بقرية الدراز بهدف حفظ الأمن والنظام وإزالة المخالفات القانونية التي كانت عائقاً أمام حركة المواطنين وأدّت إلى تعطيل مصالحهم وشكلت خطورة على سلامتهم .
وجاء في بيان لاحق للداخلية أنّ قوات الشرطة تصدت لمجموعة إرهابية بادرت بقذف القنابل اليدوية والأسياخ الحديدية، ما استدعى التعامل معهم بموجب الضوابط القانونية المقررة . وأكد بيان الداخلية أنّه تقرّر «بقاء الشرطة في الموقع بما يضمن سلامة الناس وسهولة تحركهم».
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «إنّ القوات البحرينية هاجمت المعتصمين في الساحة من كل الجهات بالغازات السامة ورصاص الشوزن المحرم دولياً». وأظهرت صور للناشطين القوات البحرينية وهي تقتحم الساحة.
وقال أهالي المنطقة المحاصرة منذ 21 حزيران الماضي «إنّ عناصر مدنية تابعة لوزارة الداخلية تتحرك بكثافة في محيط ساحة الاعتصام فضلاً عن تحليق مروحي مستمرّ خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث حلّقت طائرة عسكرية من نوع كوبرا في سماء الدراز وشاركت في العملية صباح أمس».
وقال مصدر في المعارضة البحرينية «إنّ المعارضة تحمّل السلطات البحرينية والمجتمع الدولي مسؤولية ما سيترتب على هذا الهجوم».
من جهتها أطلقت جمعية الوفاق البحرينية نداءً إلى كل العالم والمجتمع الدولي لوقف «المجزرة في البحرين».
وقالت الجمعية في بيان لها «إنّ النظام البحريني يستخدم كل الأسلحة المحرّمة ضد المدنيين العزّل ويمارس أبشع صور الإرهاب والقمع».
وأضاف البيان «هذه الدماء التي تنزف أمام مرأى العالم تحتاج إلى موقف عاجل وشجاع حتى لا يستمر هذا النزف».
وتابعت جمعية الوفاق «أنّ العالم يتحمّل مسؤولية كل ما يجري وسيجري لهذا الشعب الأعزل جراء سياسة الإرهاب والبطش المستخدم».
من جهة أخرى، استمرّت أعمال القمع في منطقة الدراز ومنطقة بني جمرة المجاورة، كذلك استمرّ سقوط الجرحى والمصابين حتى الساعة.
وخرج مئات البحرينيين في مظاهرات متفرقة استنكاراً لما يحصل في الدراز في مناطق عدة.
وشهدت منطقة «البلاد القديم» مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن البحرينية كما أشعل متظاهرون الإطارات قاطعين الطرق في منطقة «المعامير»، كما انطلقت مسيرة غاضبة في منطقة «بني جمرة» نحو الدراز.
في السياق، شهدت كل من قرية الدية ومنطقة المالكية مظاهرات احتجاجية على اقتحام الدراز، كما أغلق محتجون الشارع العام في منطقة جدحفص.
على صعيد آخر، أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» بشدّة هجوم قوات الأمن البحرينية على المعتصمين في منطقة الدراز واقتحام منزل عالم الدين البارز آية الله عيسى قاسم.
وقال قاسمي في تصريح أمس: «إنّ حكومة البحرين بهجومها على منطقة الدراز واقتحام منزل الفقيه البارز آية الله الشيخ عيسى قاسم وسفك دماء عشرات المحتجين العزل المسالمين، قد عقدت الأوضاع الراهنة في هذا البلد أكثر من السابق».
ووصف قاسمي هجوم قوات الأمن البحرينية أمس في منطقة الدراز، بأنه «خطأ ارتكبته الحكومة البحرينية»، مضيفاً: «أنّ تصعيد الممارسات القمعية وانتهاج أساليب طائفية ضدّ الشعب البحريني، لن يساعد في حلّ الأزمة في هذا البلد ويحرّف مسار الاحتجاجات السلمية».
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على «أهمية المكانة الدينية والسياسية المرموقة التي يحظى بها آية الله الشيخ عيسى قاسم بين المسلمين»، محذّراً من «أي اعتداء على سماحته، ومحملاً الحكومة البحرينية عواقب ذلك».
ونصح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الحكومة البحرينية «التخلي عن النهج الأمني والبوليسي واعتماد العملية السياسية والحوار الوطني والثقة بشعبها لحلّ الأزمة الراهنة بدلاً من الاعتماد على دعم بعض الأطراف الخارجية لمواجهة الزعماء الدينيين والسياسيين ومطالب الشعب المشروعة».