ماي: الشرطة حدّدت هوية الإرهابي لكنها لن تكشف عنها
شنّت شرطة مانشستر حملة مداهمات في الأحياء الجنوبية من المدينة، على خلفية الهجوم الإرهابي الذي استهدف أول أمس ملعب «مانشستر أرينا» عقب انتهاء حفلة المغنية الأميركية أريانا غراندي، ما أدى إلى مقتل 22 شخصاً وإصابة 59 آخرين، بينهم 16 طفلاًً، على الأقل، حسب المعطيات الرسمية.
وأفادت صحيفة «مانشستر إيفينينج نيوز» بأنّ الشرطة اعتقلت أشخاص عديدين في حيي تشورلتون وإشتونظ.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن شهود عيان في منطقة فالوفيلد قولهم «إنّ حوالي 40 ضابطاً مسلحاً داهموا منزلاً بعد قطع جميع الطرق المؤدية إلى مكان الحادث».
كما تفيد مصادر محلية بمداهمة منزل آخر في منطقة وولي رانج جنوب غرب المدينة من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
من جانبها، أعلنت شرطة مانشستر عن «اعتقال شخص في عمر 23 عاماً يشتبه بصلته بالهجوم الدموي»، وذلك في مركز «أرنديل» التجاري، بالتزامن مع إخلاء المواطنين من المبنى.
تجدر الإشارة، إلى أنّ هذا التفجير هو الاعتداء الأكثر دموية في بريطانيا منذ 7 تموز 2005 حين فجّر أربعة انتحاريين أنفسهم في مترو لندن في ساعة الازدحام ما أدّى حينها إلى مقتل 52 شخصاً وإصابة 700 بجروح.
وترجّح الشرطة أنّ «انتحارياً واحداً نفذ الهجوم»، بينما يصرّ تنظيم «داعش»، الذي تبنّى المسؤولية عن الهجوم، على «استخدام عبوات ناسفة في الاعتداءات».
في السياق، قالت الملكة إليزابيث، أمس، «إنّ الأمة بأكملها مذهولة لمقتل وإصابة الكثيرين بهجوم مانشستر»، ووصفت الاعتداء بأنه «عمل همجي».
فيما أعلنت رئيسة الوزارء البريطانية تيريزا ماي «أنّ الاعتداء الانتحاري هو الأسوأ في جنوب البلاد، وأنه عمل مثير للاشمئزاز وموجه ضدّ الإنسانية»، مضيفة أنه «كان يهدف إلى التسبب بسقوط أكبر عدد من الضحايا»، في إشارة منها إلى اختيار منفذ الهجوم الإرهابي للزمان والمكان، في وقت كان فيه الناس يغادرون ملعب «مانشستر أرينا» عقب انتهاء حفلة المغنية الأميركية أريانا غراندي.
وقالت ماي: «إن المهاجم تصرف بدم بارد عندما استهدف أطفالاً»، مضيفة «أنّ الشرطة تعتقد أنها حدّدت هويته لكنها لن تكشف عنها في الوقت الحالي ما دام التحقيق مستمراً».
وأضافت ماي، في تصريح أدلت به أمام مقرها في لندن، في أعقاب اجتماع غرفة الإحاطة التابعة لمكتب مجلس الوزراء كوبرا ، «أنّ أجهزة الأمن البريطانية لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات في المرحلة الراهنة».
في الوقت نفسه، تعهّدت ماي «بمعاقبة جميع المسؤولين عن الهجوم»، مضيفة «أنها علقت مشاركتها في الحملة الانتخابية لحزب المحافظين، وسوف تتوجّه إلى مانشستر لعقد لقاءات مع المسؤولين الأمنيين المحليين».
وأكدت رئيسة الوزراء «اتخاذ إجراءات أمنية مشدّدة، بما في ذلك نشر أفراد من الشرطة مسلحين في مانشستر».
وتوالت ردود الفعل المنددة من مختلف أنحاء العالم، حيث عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته لبيت لحم في الضفة الغربية، عن «تعازيه لذوي ضحايا الهجوم الإرهابي في مانشستر البريطانية».
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، «إنه يصلي باسم الشعب الأميركي لأرواح ضحايا الهجوم الإرهابي»، مؤكداً «تضامن واشنطن المطلق مع البريطانيين خلال هذه المحنة».
بدوره، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «الاستعداد لتعزيز مكافحة الإرهاب مع بريطانيا بعد الاعتداء غير الإنساني في مانشستر»، بحسب ما أعلن الكرملين.
وتابع الكرملين في بيان أنّ بوتين «تقدم بتعازيه الحارة» إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي و«ندّد بشدة بالاعتداء غير الإنساني»، وشدّد على «استعداده لتعزيز مكافحة الارهاب مع شركائه البريطانيين على الصعيد الثنائي وأيضاً في إطار الجهود الدولية».
كما أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن «صدمته وحزنه الشديد بعد الاعتداء»، قائلاً: «إنه سيجري محادثات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي».
وعبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن «حزنها وصدمتها»، فيما قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك في تغريدة «قلبي في مانشستر هذه الليلة».
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو «إنّ الكنديين أصيبوا بصدمة جراء الأنباء عن الهجوم المروع».
وقالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إنها «تراقب الوضع عن كثب»، مضيفة «نعمل مع شركائنا في الخارج للحصول على معلومات إضافية حول سبب الانفجار وكذلك حجم الخسائر البشرية».
كما أعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو أنه «أعطى أوامر بتكثيف الدوريات في أماكن حساسة محدّدة مثل المطارات ومحطات القطار بعد اعتداء مانشستر، بمثابة تدبير وقائي».
وكتب رئيس بلدية لندن صديق خان على حسابه على موقع «تويتر» أن «لندن تقف الى جانب مانشستر، أفكارنا تتجه إلى القتلى والمصابين».
كذلك نشرت رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو تغريدة على «تويتر» جاء فيها «باريس تقف هذه الليلة إلى جانب مانشستر».