زيتوني: انتصار أيار 2000 كان ثمرة التعاون والتكامل بين الجيش والشعب والمقاومة
أحيت منفذية المتن الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد المقاومة والتحرير باحتفال حاشد أقامته في قاعة آل زيدان في بلدة رويسة البلوط، بحضور نائب رئيس الحزب وليد زيتوني، وكيل عميد المالية نبيل أبو نكد، منفذ عام المتن الأعلى عادل حاطوم وهيئة المنفذية وعدد من أعضاء المجلس القومي، الشيخ سلمان النمر ممثلاً شيخ عقل طائفة الموحدين الشيخ نصر الدين الغريب، رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى مروان صالحة، مسؤول حزب الله في الجبل بلال داغر، عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني طليع أبو فراج، ورئيس دائرة المتن باسم زيدان، ممثل وكيل داخلية المتن الاعلى في الحزب التقدمي الاشتراكي غسان زيدان، مسؤول المتن في حزب التوحيد العربي نعيم الدنف، وعدد من رؤساء البلديات ومخاتير منطقة المتن، ممثلي اللجان التربوية والروابط الاجتماعية، وحشد من القوميين والمواطنين.
التعريف
افتتح الاحتفال بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، وبعد الوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء، ألقى تميم زيدان كلمة تعريف تحدّث فيها عن التاريخ النضالي المقاوم في منطقة المتن الأعلى، لا سيما في بلدة رويسة البلوط، مستذكراً شهداء الحزب ومنفذية المتن الأعلى بمواجهات العدو اليهودي، ووقفات العز التي سجّلها أبناء المتن الأعلى في رفضهم للخضوع والاستسلام.
الشاعر زهر
وألقى الشاعر عماد زهر مجموعة قصائد من وحي المناسبة، والتي تشيد بالمقاومة وإنجازاتها في مواجهة العدو وببطولات المقاومين، الذين سطروا وقفات العز والبطولة والصمود.
خفاجة: حوّلنا معتقل أنصار مع الشهيد عاطف الدنف معقلاً للأحرار
كما كانت كلمة لعضو المجلس القومي سمير خفاجة منفذ عملية إطلاق صواريخ الكاتيوشا في العام 1982 من منطقة سوق الخان في حاصبيا على مستعمرة «كريات شمونة» في عملية إسقاط سلامة أمن الجليل. وعدّد خفاجة المراحل التي مرّت بها المقاومة والعمليات التي نفذتها حيث كسر الجبروت «الإسرائيلي» وأثمرت دماء الشهداء والمقاومين إنجاز تحرير جنوب لبنان في العام 2000، والذي شكل محطة مفصلية هامة في تاريخ الصراع، وصولاً إلى الانتصارات التي تتالت وصولاً إلى انتصار تموز في العام 2006، والذي خلق معادلة رعب وتوازن قوة جديد بين المقاومة والعدو الذي بات يحسب ألف حساب لأيّ مغامرة قد يقدم عليها».
واستعرض خفاجة مرحلة الأسر في معتقل أنصار حيث التقى بالشهيد القائد عاطف الدنف «ثائر»، حيث «تمّ تحويل المعتقل الى معقل للأحرار» وشرح كيف «تمّ التخطيط لتنفيذ عملية الفرار الكبير بفضل رؤية الشهيد ثائر الثاقبة وتخطيطه المميّز والدقيق».
كما أشار الى الدور الذي يقوم به أبطال نسور الزوبعة الى جانب الجيش السوري وقوى المقاومة، في الدفاع عن وحدة تراب سورية ومنع تقسيمها دويلات وكانتونات طائفية من قبل التنظيمات الإرهابية التي تحاول النيل من وحدة بلادنا، في مخطط جديد لتقسيم الأرض والشعب من أجل إقامة الدولة اليهودية المزعومة التي ستسقطها إرادة المقاومة».
زيتوني
ثم القى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد د. وليد زيتوني كلمة الحزب المركزية وجاء فيها:
أيها القوميون، أيها المشبعون بنعمة الحق، ورغيف الخير، وحلم الفن والجمال. أيها الذاخرون بقمم المجد، ومراقي العزّ، وآيات الكرامة. أيها المقاتلون المنتشرون في جبال الأمة وسهولها، في دواخلها وعلى شواطئها. أيها المؤمنون بالعقل سيداً ومنهجاً، فكراً واعياً وعملاً واضحاً جلياً. أيها الزارعون دماءهم حبات حنطة في تراب الوطن، كي تكون مواسم النصر وفيرة.
لكم التحية في يوم النصر، عيد المقاومة والتحرير، يوم العطاء دون منّة، والشهادة دون استئذان، يوم ارتفعت رايات المقاومة خفاقة، تعلن انّ عهد الاستكانة ولّى إلى غير رجعة، وانّ عهداً جديداً قد أقبل مكللاً بالغار، وانّ الدم المراق على امتداد الوطن، لن يكون إلا ثمناً للحرية التي طالما كانت أولى شعارات الزوبعة التي جسدتموها قولاً وفعلاً وممارسة.
وقال: لم يكن الانتصار الذي تحقق في أيار 2000 إلا ثمرة التعاون والتكامل بين الجيش والشعب والمقاومة في الكيان اللبناني، وهو ما سينسحب إيجاباً على الحرب الدائرة في الشام، وقد بدأ يؤتي ثماره على الأرض إنجازات ميدانية رائعة.
غير انّ البعض في لبنان من ذوات المعادلات الخشبية، والقوى المنساقة بتبعية كاملة للناهب الدولي تعتبر انّ هذه المعادلة الذهبية قد وقفت حجر عثرة أمام مصالحها الفردية مادياً ومعنوياً، فأخذت بالالتفاف عليها اقتصادياً وسياسياً، عبر قانون للعقوبات المالية على المقاومة وحلفائها حيناً، وعبر قانون للانتخابات النيابية حيناً آخر، غير انّ حساب الحقل لن يتطابق مع حساب البيدر، فإننا كحزب وبالتعاون مع حلفائنا والقوى اللاطائفية نصرّ على النسبية خارج القيد الطائفي على قاعدة لبنان دائرة انتخابية واحدة، للخروج من حالة التشتّت المجتمعي المتمثلة بنظام الملل والنحل والمذاهب والطوائف.
ونصرّ على خروج لبنان من دائرة التبعية المباشرة وغير المباشرة، بل من واقع الاحتلال غير المعلن للولايات المتحدة الأميركية إنْ على المستوى الأمني، أو على مستوى الرقابة المالية المفروضة على أهلنا من قبل إدارة الوصاية الدولية التي تلتزم الإملاءات الأميركية.
وتابع قائلاً: لقد تخلّت الدولة عن وظيفتها في الرعاية الاجتماعية، بل أمعنت في الإفقار والتجويع، وسلبت المواطنين حقوقهم المشروعة، وليس أدلّ على ذلك من تمييعها المتعمّد لسلسلة الرتب والرواتب، رغم إجحاف هذه السلسلة بحقوق المتقاعدين، وفي مقدّمهم متقاعدي الأسلاك العسكرية الذين بذلوا الغالي والرخيص في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، حين كان أصحاب الشأن ينعمون بخيرات البلاد والعباد.
لا بدّ في هذا اليوم المجيد، إلا أن نستذكر فلسطين، وأهلنا في فلسطين.
ان نقف وقفة إجلال أمام التضحيات الجسام التي يقدّمها شعبنا في وجه المحتلّ الغادر، والسجان السفاح ونحيي أبطالنا الأسرى الصامدين في شهرهم الثاني على التوالي بأمعائهم الخاوية ولحمهم الحي، وتجسيدهم إرادة المقاومة وإرادة الانتصار.
قائلين لهم انّ إسرائيل إلى زوال رغم زيارات المعتوه ترامب وأمثاله، ورغم حركات التطبيع التي يقوم بها أشباه الرجال في المحميات الخليجية المتصالحة وغير المتصالحة، ورغم الحشودات الغربية والعربية اليائسة على حدود الجنوب السوري.
قائلين لهم إنّ سورية صامدة متماسكة قوية منيعة قادرة على سحق قوى المرتزقة ومشغليهم، وانّ قوات حزبنا السوري القومي الاجتماعي مع الجيش والمقاومة بالمرصاد لهؤلاء الطامعين بأرضنا وشعبنا وثرواتنا.
وتحدث نائب الرئيس عن مجزرة حلبا وقال: لن ننسى حلبا، لن ننسى شهداء حلبا الذين كشفوا، بل أول من كشفوا، بدمائهم حجم الهجمة الصهيووهابية والحرب الكونية التي طاولت وتطاول بلادنا.
لقد طفح الكيل وفاض السيل ولم يعد للصبر مكان وموقع.
أيها الثائرون على الظلم، المدافعون عن الحرية، الملبّون نداء الواجب. جاءكم الغزّو على هوادج ملوّنة، في الطليعة «قريش»، وخلفهم قوافل التتار واليهود من كلّ ديرة ودار، تسلل الغزّو كالزؤان في حقولنا، كالنعس على جفوننا، تمترس بين أهلنا اتخذ بيته بيتنا، جرّدنا من ملابسنا، عرّانا من قيمنا، عاداتنا، حضارتنا، وتركنا وليمة للذئاب… بدّل دمى أطفالنا، سرق البسمة عن وجوههم، حطّم أحلامهم، قطّع ساحاتهم، زرعها بالموت والقنابل، جاءنا الغزوّ بستار العمائم ونشيدهم، «لا اله» إلا الغنائم، دولار وبترول وحنطة.
جاءنا الغزو بيافطة «الجهاد»، والمضمر نهبٌ وسبيٌ و… ارتياح.
هؤلاء لا دين لهم، لا بعل عندهم، لا «إيل»، لا محمد، لا مسيح، كلّ ما نعرفه عنهم، جعلوا دمنا يسيح، تركوا القدس والأقصى جريح، خانوا العهد باعوا المهد، نبشوا اللحد، والتفّوا على الأخلاق والقيم.
جاءنا الغزو، بأفواج الجراد من الشيشان والأفغان، وفي أذهانهم أطياف الحواري والجواري والغلمان، جاءنا لسحق الحضارة ملتبساً متلبّساً رداء الإيمان.
جاءنا الغزو، ولم يدرِ من خطّط للغزو ومن دعم الغزو ومن شارك بالغزو، أننا أمة لا تؤخذ بالسيف، وانّ دماءنا انهار تقف سداً منيعاً في وجه كراديس البغّالة وجحافل الجوالة وعصابات العسس.
اننا أمة شتلت مع كلّ زهرة بطل، ومع كلّ صخرة مقاوم، وعلى كلّ مفرق ودار، جندي تربى على قصص المجد والرجولة.
اننا أمة، أنجبت هاني بعل، ونبوخذ نصر، وسرجون الأكادي.
اننا أمة أعطت الحضارة، كلّ علم وفن وفلسفة، وعلى أبوابها سقط الرعاع والغزاة والأباطرة.
اننا أمة الشهداء الاستشهاديين، أمة سناء ووجدي وحسن ولولا ومريم وخالد وعمّار، أمة جول جمال وسعيد العاص والقائد يوسف العظمة.
اننا أمة المقاومة الوطنية والثورة السورية الكبرى، بكلّ أطيافها ورموزها وقادتها وابطالها.
أيها الصابرون على الضيم،
أيها المكابرون على الجراح
أيها المترعرعون على أفكار الزعيم سعاده.
لا تدعوا لليأس ممراً إلى نفوسكم، ولا للمتخاذلين مكاناً بينكم، ولا للمتسلقين مكاناً على ظهوركم، ولا للانتهازيين طريقاً لاستغلالكم.
ايها القوميون: حاربوا الأعداء بصلابة عقيدتكم، ومتانة إيمانكم، انّ النصر أمامكم».
منح وسام الثبات
واختتم الحفل بمنح وسام الثبات للرفيق أنيس سلطان من قبل منفذ عام المتن الأعلى عادل حاطوم، والذي منح له من قبل رئاسة الحزب، والوسام يمنح لمن مضى على انتمائه للحزب أكثر من 50 عاماً.