هل بمقدور حلفاء ترامب تحمّل تبعات مواجهة محور المقاومة؟
معن حمية
أكدت وسائل إعلام العدو الصهيوني المؤكَّد وكشفت عن رسائل عربية ـ إسلامية نقلها رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب إلى المسؤولين الصهاينة، تؤكد سعي دول على رأسها السعودية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. ولذلك فإنّ قمة الرياض العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية، عدا عن كونها جاءت لإبرام صفقات مالية ضخمة، فإنّ من أهدافها تهيئة أرضية لتموضع هؤلاء في الضفة «الإسرائيلية» المعادية!
سواء تكشّفت الرسائل السعودية والعربية والإسلامية إلى قادة العدو أو بقيت طيّ الكتمان، فإنّ «إعلان الرياض» تكفّل بتوضيح الرسالة وإيصالها غير منقوصة، حين تعمّد وصم المقاومة ضدّ العدو اليهودي بالإرهاب، وحين ذهب بعيداً في تحميل إيران مسؤولية أزمات المنطقة كافة وأعلنها عدواً للدول العربية والإسلامية المجتمعة تحت راية ترامب في الرياض، مسقطاً صفة العداء لـ «إسرائيل». وهذا هو بيت القصيد من وراء قمة الرياض والتي حضّر لها الأميركيون بعناية فائقة، بعد أن تعهّدوا بقلب الطاولة في المملكة على رؤوس البعض وتثبيت استقرار الحكم فيها.
السعودية بما ملكت من أموال وثروات، لا تستطيع تدجين كلّ هذا الحشد العربي والإسلامي الذي اجتمع في قمة الرياض، ما يؤكد أنّ القمة جرى التخطيط لها في دوائر القرار الأميركي، وأنّ الدول العربية والإسلامية التي حضرتها ووقعت على إعلانها، تخضع للمشيئة الأميركية. لكن، كيف ستتمّ ترجمة الأهداف التي انطوت عليها قمة الرياض، وما هو حجم التأثير على قوى المقاومة، وعلى إيران ودول المقاومة كافة؟
الرئيس الأميركي كان واضحاً حين أعلن بأنّ على حلفائه أن يتحمّلوا مسؤولياتهم وأن يتولّوا بأنفسهم تنفيذ المهام المنوطة بهم، وبهذا الوضوح نأى عن التورّط في حروب مباشرة. الأمر الذي يضع على عاتق الدول العربية والإسلامية تحمّل أعباء المواجهة المفتوحة مع إيران وسورية وروسيا وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين. وهذا مشكوك فيه، خصوصاً في ظلّ فشل هذه الدول في سورية واليمن.
قمة الرياض ليس لها أيّ قيمة على المدى المنظور، وإعلان الرياض سيبقى حبراً على ورق. فما كان مطلوباً من القمة، هو عقد صفقات ذات منفعة أميركية، وإيصال رسائل عربية ذات مصلحة «إسرائيلية» وكلا الأمرين تحققا، وتحقق معهما أيضاً تعميق الشرخ في لبنان، من خلال دعوة منقوصة ومشبوهة ومسمومة، نتج عنها انقسام في الموقف من إعلان الرياض.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي