35 شهيداً وأكثر من 20 جريحاً
وقع عشرات الشهداء والجرحى في اعتداء مسلّح على حافلتين تقلّان أقباطاً في محافظة المنيا المصرية كانتا تتجهان إلى دير الأنبا صموئيل في صعيد مصر.
وفي وقت لم تحدد فيه الحصيلة النهائية بعد، تحدثت الأرقام الرسمية وفق مصادر إعلامية عن وجود 35 شهيداً وأكثر من عشرين جريحاً، وكان أعلن رئيس المركز الثقافيّ القبطي الأنبا أرميا «أنّ الحصيلة بلغت 35 شهيداً».
في غضون ذلك، ذكر مصدر كنسي «أنّ الرحلة كانت مخصصة للأطفال وهم كانوا يقومون برحلة إلى الدير، ولم ينجُ سوى ثلاثة». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم الدامي.
بدوره، صرّح مسؤول مركز الإعلام الأمني نقلاً عن الأجهزة الأمنية في مديرية أمن المِنْيا صباح أمس عن «قيام مجهولين يستقلّون ثلاث سيارات دفْع رباعي بإطلاق النيران بشكل عشوائي تجاه باص يقل عدداً من المواطنين المصريين الأقباط أثناء مروره في الطريق الصحراوي الغربي».
من جهته، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي «لاجتماع أمني مصغّر لبحث عملية الاعتداء، في وقت أمر فيه النائب العام بفتح تحقيق عاجل حوله».
وذكر المكتب الإعلامي للرئيس أنّ السيسي «يتابع عن كثب الموقف الأمني بالبلاد كما وجّه باتخاذ الإجراءات كافة اللازمة لرعاية المصابين».
بدوره، أدان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل الهجوم ووصفه بأنه «حادث إرهابي غادر». وقال في بيان «لن ينجحوا في شق النسيج الوطني».
وقالت مصادر في مجلس الوزراء «إنّ إسماعيل اتصل بالبابا تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس للتأكيد على العمل سريعاً لكشف ملابسات الهجوم وملاحقة مرتكبيه».
كما قال مصدر في النيابة العامة المصرية يشارك في التحقيق في الحادث «إنّ المهاجمين استخدموا أسلحة آلية وطلقات خرطوش أصابت الضحايا في أنحاء متفرقة من أجسادهم».
من جهتها، قالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيان «تلقينا بكل الألم والحزن أنباء ذلك الاعتداء الآثم الذي تعرض له مصريون أقباط أثناء ذهابهم صباح أمس لنوال بركة أحد الأديرة وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في منطقة مغاغة في صعيد مصر».
وأضافت «نواسي كل هذه الأسر المجروحة ونتألم مع كل الوطن لهذا العنف والشر الذي يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية التي هي أثمن ما نملكه ونحفظه ونحميه».
يُذكر أن انفجاراً كان وقع في كانون الأول 2016 داخل الكاتدرائية المرقسية في منطقة العباسية بالعاصمة المصرية القاهرة ما أسفر عن سقوط 25 شهيداً وأكثر من 48 جريحاً في التفجير.
تجدر الأشارة إلى أن الأقباط الارثوذكس، الذين يشكلّون 10 من سكان مصر البالغ عددهم 90 مليوناً، هم أكبر طائفة مسيحية في المنطقة.
كما أدان مفتي الجمهورية المصرية شوقي علام الهجوم وقال في بيان «إنّ هؤلاء الخونة خالفوا القيم الدينية والأعراف الإنسانية كافة بسفكهم للدماء وإرهابهم الآمنين وخيانتهم العهد باستهدافهم الإخوة المسيحيين الذين هم شركاء لنا في الوطن».
وأدان الهجوم القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر مشدداً على أنه يدين « الأعمال الإجرامية والإرهابية كافة التي تستهدف الأبرياء وتحاول أن تهدد سلامة الوطن». كما أدانه إبراهيم إسحق بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية.
في سياق متّصل، دانت روسيا الهجوم على الحافلة في المنيا المصرية، ووصفت الهجوم «بالشنيع» ودعت مواطنيها هناك إلى «توخي الحذر».
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها: «يظهر مرة أخرى هذا الحادث الشنيع الطبيعة اللاإنسانية للإرهابيين الدوليين، الذين لم يوفروا أيّة وسائل لتحقيق أهدافهم الدنيئة المتمثلة بزرع الذعر وانعدام الأمن في قلوب المصريين ونشر الكراهية بين الأديان».
وأضاف البيان «الخارجية الروسية تدعو المواطنين الروس في مصر إلى توخي الحذر والابتعاد عن أماكن تجمع الناس».
وأكد البيان على «موقف موسكو المبدئي المتمثل برفض وإدانة جميع أعمال الإرهاب بغض النظر عن الدوافع»، مشيراً إلى «تضامن روسيا مع قيادة وشعب مصر في محاربة الإرهاب والتطرف».
وأعرب بيان الخارجية عن «خالص تعازي موسكو لأسر القتلى وتمنى الشفاء العاجل للجرحى».
ويُذكر أنّ السفارة الأميركية في القاهرة حذّرت في 23 أيار الحالي من وقوع اعتداء، داعيةً مواطنيها إلى «اتخاذ الحيطة والحذر».