إضراب الأسرى والإرادة الفولاذية… الحقوق تُنتزع ولا تُستجدى

صنع الأسرى على امتداد 41 يوماً بإرادتهم الفولاذية ملحمة جديدة في مواجهة الاحتلال وأثبتوا أنّ الحقوق تنتزع ولا تُستجدى.

ورغم أنه من المبكر تقييم إنجازات الإضراب، مع ذلك نستطيع القول إنّ عجز الاحتلال عن كسر الإضراب أو احتوائه يشكّل نصراً للأسرى وإرادتهم وتصميمهم على مواصلة المواجهة.

حيث رضخت سلطات الاحتلال للتفاوض مع قائد الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال، ونشرت هيئة الأسرى أمس، أهم القضايا المطلبية التي تمّ إنجازها خلال اتفاق قادة الأسرى مع إدارة السجون والتي نقلها محامي الهيئة كريم عجوة خلال زيارته للأسير ناصر أبو حميد عضو اللجنة القيادية للإضراب صباح أمس في سجن عسقلان.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، «إن 80 في المئة من مطالب الأسرى الإنسانية والمعيشية قد تمّ إنجازها خلال إضراب الأسرى الملحمي والبطولي الذي خاضوه على مدار 41 يوماً، وذلك وفقاً للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه خلال المفاوضات التي جرت مع قادة الإضراب بقيادة مروان البرغوثي وإدارة سجون الاحتلال في سجن عسقلان يومي الجمعة والسبت».

وأشار قراقع إلى أن «تحوّلاً جذرياً قد أنجزه هذا الإضراب على صعيد الحياة الإنسانية والمعيشية للأسرى، ما شكّل إنجازاً هاماً يبنى عليه مستقبلاً على قاعدة حماية حقوقهم وكرامتهم».

واعتبر قراقع أنّ «تعيين كريم يونس عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح، يعتبر أكبر إنجاز سياسي لهذا الإضراب، وردّاً على محاولات الاحتلال إلصاق تهمة الإرهاب بالأسرى، وتأكيداً على مكانة وأهمية قضيتهم لدى القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهي المحك الرئيسي لأيّ سلام عادل بالمنطقة».

كما تمّ وضع آليات لاستمرار الحوار حول قضايا تمّ تلقي ردود إيجابية مبدئياً عليها وأخرى ردود سلبية، وذلك من خلال لجنة مشتركة ستبدأ عملها فور انتهاء الإضراب واللجنة تكون برئاسة كريم يونس وعضوية كل من: «ناصر أبو حميد حافظ شرايعة ناصر عويص عمار مرضي أحمد البرغوثي».

بالإضافة الى إعادة الأسرى الذين كانوا قد نقلوا بداية الإضراب الى السجون التي كانوا قد نقلوا منها ورفع العقوبات التي كانت قد فرضت عليهم بداية الإضراب.

في السياق نفسه، شدّد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، في بيان صادر عنه من سجن «ريمون» الصهيوني، على «أن المواجهة لا تنتهي مع نهاية الإضراب بل يجب أن تتواصل من أجل تصليب منجزات الإضراب وتوسيعها والبناء عليها لإعادة بناء وتوحيد جسم الحركة الوطنية الأسيرة ومضاعفة دورها، ومغادرة حالة التشرذم والانقسام وتقديم النموذج الحي لشعبنا لدفع الجهود الصادقة نحو مغادرة الوضع الفلسطيني لأزمته الراهنة وطي ملف الانقسام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى