لافروف: مصر تؤيّد عملية أستانة بشأن التسوية السورية
أكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ روسيا تؤيّد كلّ المبادرات من أجل محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أنّ هدف موسكو هو اجتثاثه من جذوره.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري: «إنّ مصر تؤيّد عملية أستانة بشأن التسوية السياسية في سورية، وكذلك الاتفاقات حول إنشاء مناطق آمنة».
وأضاف لافروف، أنّ المفاوضات في أستانة دفعت عملية جنيف للتسوية، مشيراً إلى أنّ فصل مجموعات المعارضة عن إرهابيّي «جبهة النصرة» في سورية أصبح ممكناً بفضل محادثات أستانة.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنّ الجامعة تؤيّد إقامة مناطق تخفيف التوتر في سورية، مؤكّداً أنّ العالم العربي لم يتّفق بعد على عودة دمشق إلى الجامعة.
وقال أبو الغيط بعد إجرائه مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس، إنّ الجامعة العربية تدعم إقامة مناطق تخفيف التوتر في سورية، بشرط ألّا يؤدّي ذلك إلى تقسيم سورية وتفكّكها.
من جهةٍ أخرى، ذكر الأمين العام للجامعة العربية أنّ موضوع عودة سورية إلى جامعة الدول العربية لم يُطرح في هذه المباحثات، مضيفاً أنّ عودة سورية تتطلّب التوصّل إلى توافق عربي. وأشار إلى وجود خلافات بين الدول العربية بهذا الشأن.
يُذكر أنّ وزارة الخارجية السورية، العام الماضي، أصدرت بياناً أكذدت فيه أنّ «سورية ليست في وارد التفكير في العودة إلى الجامعة طالما ظلّت رهينة هيمنة دول معروفة بتآمرها على سورية، وتتحمّل مسؤولية حالة الانقسام والضعف والتشرذم في الصف العربي، الأمر الذي جعلها أبعد ما تكون، بل وعلى تناقض تامّ مع مقاصد وأهداف ميثاقها».
وفي سياقٍ متّصل، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف عن تقديره لجهود الصين في إيجاد حلّ للأزمة في سورية.
وقال مورغولوف في كلمة أمام مؤتمر دولي بعنوان «روسيا والصين نحو نوعية جديدة من العلاقات الثنائية»، عقد اليوم في موسكو، إنّنا «نقدّر عالياً موقف بكين بشأن القضايا الدولية الأخرى ومنها الأزمة في سورية»، مضيفاً: «إنّ تعاوننا مع الصين بشأن سورية لم يسبق له مثيل».
وأكّد مورغولوف، أنّ موسكو تأمل من الشركاء الصينيين أن يواصلوا جهودهم السياسية لتعزيز تسوية الأزمة في سورية والمساهمة في إعادة إعمارها.
ميدانياً، ما زالت وحدات من الجيش السوري تتابع عملياتها العسكرية بنجاح وتوسّع من نطاق سيطرتها في ريف حلب الشرقي.
واستعاد الجيش السيطرة على مناطق الصالحية ـ البطوشية ـ الشهداء ـ جباب المسعودية ـ خزراف ـ الفرعية ـ مستريحة ـ المزة ـ الواسطة ـ مجمع أبقار مسكنة ـ السكرية شرقية ـ بندوقة ـ الحميدية ـ دور أحمد ياسين ـ محطة قطار مسكنة ـ القاهرة ـ مزرعة تشرين الأول ـ البومانع ـ معمل سكر مسكنة ـ خان الشعر ـ خربة السودة ـ الحمراوي.
وأدّت العمليات العسكرية إلى مقتل وإصابة أكثر من ألفي إرهابي من تنظيم «داعش»، كما أدّت إلى تدمير 115 آليّة و7 دبابات و6 عربات ب م ب و4 مدافع ميدان وغرفة عمليات واتصال و14 مقرّ قيادة و5 مفخخات.
وأكّد مورغولوف، أنّ موسكو تأمل من الشركاء الصينيين أن يواصلوا جهودهم السياسية لتعزيز تسوية الأزمة في سورية والمساهمة في إعادة إعمارها.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي جدّد التأكيد في نيسان الماضي موقف بلاده الدّاعي إلى اعتماد الحلّ السياسي كسبيل وحيد لحلّ الأزمة في سورية، فيما شدّدت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها في الشهر ذاته على ضرورة الحفاظ على سيادة سورية ورفض استخدام القوة العسكرية ضدّها وفي العلاقات الدولية.
إلى ذلك، دخلت المرحلة الرابعة من اتفاق التسوية الخاص بخروج المسلّحين وعائلاتهم من حيّ برزة شرق العاصمة السورية دمشق، حيّز التنفيذ اليوم
وبحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، فقد تواصلت أمس عملية خروج المسلّحين مع أفراد عائلاتهم باتجاه الريف الشمالي.
وقال محافظ دمشق بشر الصبان في تصريح صحافي، «إنّه سيتمّ اليوم تنفيذ المرحلة الرابعة من اتفاق التسوية بخروج دفعة جديدة من السلاح والمسلّحين».
وأكّد المحافظ، أنّ «تنفيذ اتفاق التسوية في حيّ برزة مستمرّ حتى إنهاء جميع المظاهر المسلّحة فيه، تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليه».
وبحسب «سانا»، فقد تجمّع عدد من الحافلات في المنطقة لنقل دفعة من المسلّحين وبعض أفراد عائلاتهم، وذلك بعد 10 أيام من تنفيذ المرحلة الثالثة من الاتفاق، والتي تضمّنت خروج 2672 شخصاً بينهم 1076 مسلّحاً.
يُذكر أنّه تمّ خروج الدفعة الأولى من عشرات المسلّحين وعائلاتهم من منطقة برزة باتجاه الريف الشمالي في الثامن من أيار الحالي.
وكان الجيش السوري قد استعاد السيطرة على حيّ القابون في الأطراف الشمالية للعاصمة دمشق من المسلّحين في الـ15 من أيار الحاليي، بعد أن أعلنت الجماعات المسلّحة قبولها التسوية ومغادرة من تبقّى من أفرادها من الحيّ، وذلك إثر معارك عنيفة بين وحدات الجيش والمسلّحين.