لو كانت أميركا صادقة في محاربتها للإرهاب لمنعت تداول دولارات «داعش» في النظام المصرفي بدلاً من استهداف منشآت النفط والغاز والبنى التحتية السورية لا بدّ من إقرار سلسلة الرتب والرواتب بشكل يتحمله الاقتصاد اللبناني ويعطي الموظفين والعسكريين والمعلمين حقوقهم
تركزت اهتمامات وتغطيات وكالات الأنباء والقنوات الفضائية المحلية والعالمية في برامجها الحوارية السياسية أمس، على عمل التحالف الدولي لمواجهة «داعش» وأهداف الدول المشاركة فيه والنتائج التي يحققها في عملياته العسكرية.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبين «أنّ السعودية وقطر وتركيا هم من يدعمون الإرهابيين في سورية والعراق، وأنّ الحكومة الفرنسية التي تزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق تدعم الإرهاب في سورية».
واعتبرت لوبين «أنه غير المنطقي استبعاد روسيا الدولة الكبيرة من مهمة الحرب على الإرهاب»، لافتة إلى «أنّ الرؤساء الفرنسيين يتحملون مسؤولية كبيرة في ذلك وعليهم أن يعرفوا من هو الخصم ومن هو الحليف».
واعتبر مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، من جهته، «أنه لو كانت أميركا صادقة في محاربتها للإرهاب، يجب عليها أن تمنع التداول المالي لدولارات داعش في النظام المصرفي بدلاً من استهداف منشآت النفط والغاز والبنى التحتية السورية».
وأكد عبد اللهيان أنّ «تغيير النظام في سورية عبر تعزيز الإرهاب، تزامناً مع الهجمات الاستعراضية ضدّ داعش حلم لن يتحقق».
ورأى السيناتور الأميركي بيرني ساندرز أحد أبرز جناح الحمائم في مجلس الشيوخ، «أنّ على أميركا عدم الوقوع في مستنقع آخر في الشرق الأوسط، وأنها لا يمكن أن تنتصر وحدها في هذه الحرب».
وكان الدور التركي الداعم للإرهاب في المنطقة وأهدافه مادة رئيسية أيضا، على طاولة الحوارات السياسية، حيث أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في حزب الاتحاد الكردستاني السوري محمد أيبش، «أن تركيا هي من منعت المساعدة العسكرية الخارجية من الوصول إلى أهالي عين العرب لمواجهة داعش»، موضحاً «أنّ هدف تركيا من هذا الإجراء هو إضعاف الأكراد على الجانب السوري وتصفية حسابات معهم».
وكان للملف الأمني والملفات الحياتية والسياسية حيز كبير من النقاش، حيث أكد المفوض الإعلامي في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس «أنه لا بد من إقرار سلسلة الرتب والرواتب بشكل معقول يتحمله الاقتصاد اللبناني وتعطي حقوق المواطنين»، مشدّداً على ضرورة «الالتفاف حول الأجهزة الأمنية اللبنانية».
واعتبر الصحافي في جريدة الأخبار حسن عليق «أنّ الهبة السعودية هي في يد سعد الحريري وحده، ولكنّ القوى الإقليمية والدولية المتحالفة مع الكيان الصهيوني لا تريد للبنان أن يصبح قادراً على الدفاع عن نفسه»، لافتاً «إلى أنّ تيار المستقبل يريد التمديد لأنه لم يحصل على التمويل من السعودية حتى الآن لتمويل الانتخابات، وهو خائف من الشارع الذي ينتمي إليه»، محذراً من «أنّ الوضع في طرابلس خطير بمقدار الخطورة في عرسال».