بوتين: واثقون من قدراتنا الدفاعية ونتفهّم ترامب
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «إنّ واشنطن تنفق على التسلّح أكثر من جميع دول العالم مجتمعة، عكس موسكو التي رفعت نفقاتها العسكرية إلى 3 فقط، وهي واثقة من قدرتها الدفاعية».
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أجاب الرئيس بوتين عن السؤال التالي: في عالم مثالي ماذا تنتظرون من الولايات المتحدة من أجل تحسين العلاقة بينها وبين روسيا؟ قائلاً: «لا يوجد عالم مثالي كما لا توجد أيضاً صيغ للشروط في عالم السياسة».
وحول زيادة موسكو للنفقات العسكرية قال الرئيس بوتين: «بخصوص زيادة النفقات العسكرية إلى 2 أو أكثر. لننظر إلى الولايات المتحدة إنها وكما هو معلوم جيداً تنفق في الوقت الراهن على الدفاع وفي المجال العسكري عامة أكثر من موازنات كلّ دول العالم مجتمعة».
وأبدى الرئيس بوتين تفهمه لموقف الرئيس ترامب في قمّة الناتو الأخيرة التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل قائلاً: «أنا أتفهّم رئيس الولايات المتحدة عندما يريد أن يلقي بجزء من هذا العبء أي الإنفاق العسكري على شركائه في حلف الناتو، إنه نهج برغماتي جداً ومفهوم».
وأضاف الرئيس بوتين خلال حديثه مع محاوره، «أنّ ما أثار اهتمامه في قمة الناتو هذه أنهم تحدثوا عن أنّ الحلف يريد إقامة علاقات جيدة مع روسيا». وتساءل قائلاً: «وما المغزى إذاً من زيادة النفقات العسكرية؟ ضدّ مَن يُعدّون العدّة للحرب؟»، موضحاً أنّ «هنالك كماً من التناقضات داخل الحلف، ولكن بطبيعة الحال هذا الأمر لا يعنينا، فهذا شأن الناتو: مَن، وكم، ولمَن يدفع؟. وهذا الأمر لا يقلقنا كثيراً»، مضيفاً: «نحن نؤمن بقدراتنا الدفاعية، نصنعها بشكل متقن، ولدينا أفق لتطويرها في المستقبل، نحن واثقون بقدراتنا في هذا المجال».
وأكد الرئيس الروسي أن الانتخابات الرئاسية عام 2018 ستجري وفقاً لأحكام الدستور والقوانين ذات الصلة. وقال الرئيس بوتين «كافة الحملات السابقة، والأخيرة، تمّت وفق أحكام الدستور الروسي. كلّ الناس تحق لهم المشاركة في الفعالية بحسب القانون».
وأشار الرئيس الروسي، في معرض ردّه على سؤال: حول إمكانية ترشحه للانتخابات المقبلة عام 2018؟، إلى أنه «من المبكر الحديث عن هذا الأمر».
في السياق، ذكّر الرئيس فلاديمير بوتين بعمق العلاقات الروسية الفرنسية في التاريخ مشيراً إلى أواصر القربى بين موسكو وباريس التي رسخها قران الملك الفرنسي هنري الأول بالأميرة الروسية آنّا.
وقال: «يذكر التاريخ أنّ الأميرة الروسية آنا، وهي الابنة الصغرى للأمير الروسي ياروسلافل الحكيم، زارت باريس في القرن الثاني عشر الميلادي، وتزوّجها الملك الفرنسي هنري الأول».
وقال بوتين «إنّ بلاده لم تكن تبالغ في التعويل على الرئيس الأميركي دونالد ترامب»، معرباً عن أسفه «لاستمرار الجهات التي خسرت الانتخابات الأميركية في لعب الورقة الروسية».
وأضاف: «لم نكن نعلّق كل الآمال على ترامب. رئيس الولايات المتحدة الحالي يسير في تيار السياسة الأميركية التقليدية. استمعنا إلى التصريحات التي صدرت عن ترامب إبان حملته الانتخابية التي أكد خلالها عزمه على تطبيع العلاقات بين بلدينا، ونذكر كيف أقرّ بأن العلاقات الروسية الأميركية قد تدهورت إلى درجة لا يوجد أسوأ منها».
وتابع: «ندرك حقيقة أنّ المعركة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة مستمرّة، ويبدو أنّ الجهات التي خسرت الانتخابات ترفض الإقرار بهزيمتها، وتمعن مع الأسف في لعب ورق معاداة روسيا». وتابع: «ولذلك، فإننا لسنا مستعجلين، بل مستعدون للانتظار آملين في أن تتحسن العلاقات الروسية الأميركية في وقت من الأوقات».
واعتبر بوتين «أنّ التسوية في جنوب شرق أوكرانيا لا يمكن لها أن تتحقق قبل سحب كييف قواتها وأسلحتها الثقيلة عن خط التماس وفكها الحصار الذي تفرضه على دونباس».
وأضاف: «لقد سحبت كييف قواتها على محورين، فيما تخلفت عن ذلك على محور ثالث، بذريعة استمرار إطلاق النار هناك /من قبل مسلحي دونباس/. إطلاق النار سيستمر هناك ما لم تسحب كييف قواتها وأسلحتها الثقيلة، ولا مفر من ذلك».
وذكّر الرئيس بوتين بأن «اتفاقات مينسك تلزم كييف بإطلاق برنامج متكامل لرد الاعتبار الاجتماعي والاقتصادي لمناطق دونباس، فيما هي تضيق الخناق عليها وتشدّد حصارها الذي فرضه الراديكاليون حينما قطعوا السكك الحديدية التي تربط دونباس بأوكرانيا».