لافروف: اتفاق «قوات سورية الديمقراطية» و«داعش» في الرقة مؤكد
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أنّ خروج مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من الرقة أظهر عدم كفاية التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب»، داعياً إلى «مناقشة هذه المسألة في مفاوضات أستانة».
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو أمس، «كما سمعت فإنّ الوحدات الكردية من قوات سورية الديمقراطية نفت بيان وزارة الدفاع حول وجود معلومات تشير إلى وجود اتفاق بينها وبين تنظيم داعش الإرهابي، سمح لمسلحيه بمغادرة الرقة دون أيّ عقبات والتوجه نحو تدمر»، مؤكداً في الوقت ذاته «أنّ وزارة الدفاع الروسية أكدت بيانها الذي اعتمد على معلومات مؤكدة».
وأضاف الوزير الروسي «أنّ مجموعة من المسلحين من تنظيم داعش الإرهابي غادرت الرقة بالفعل بعد نشر هذه التقارير وتوجهت نحو مدينة تدمر، إلا أنّ القوات الجوية الروسية تمكنت من القضاء على تلك المجموعة».
وأكد لافروف أنّ «الوضع الناشئ يظهر عدم كفاية تنسيق خطوات كلّ الجهات التي تحارب الإرهاب في سورية».
وأشار وزير الخارجية الروسي في الوقت ذاته إلى أنّ «بعض الأطراف المشاركة في مفاوضات جنيف تعارض مشاركة أكراد سورية في هذه المفاوضات»، مؤكداً أنّ «الأكراد يمثلون قوة حقيقية على الأرض وجزءاً من الدولة السورية». وقال: «لا يمكن بحث النظام الدستوري في سورية ومكافحة الإرهاب هناك دون مشاركة الأكراد».
وفي السياق، أدانت موسكو غارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في سورية، بما في ذلك قصف «الميادين» في 25 أيار الذي أدى إلى مقتل 35 مدنياً، و20 مدنياً جنوبي الرقة في 27 أيار.
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي أمس، «عن ارتياح موسكو للتطور الإيجابي على الأرض في سورية بعد مفاوضات أستانة الأخيرة»، ودعت الغرب مجدداً إلى «توحيد الجهود في مجال مكافحة الإرهاب في هذا البلد».
وأكدت زاخاروفا «أنّ خطوات التحالف غير المعقولة لا تمت بصلة إلى مكافحة الإرهاب بفعالية وتؤدي إلى تفاقم الوضع على الأرض في سورية، وإلى زيادة سقوط الضحايا بين المدنيين هناك وتفشي الفوضى وتصبُّ في مصلحة إرهابيي داعش وجبهة النصرة والجماعات المرتبطة بهما».
وقالت زاخروفا: «يبدو لي أنه من الواضح للجميع أنّ الولايات المتحدة لم تظهر حتى الآن أيّ استراتيجية موحّدة لمكافحة الإرهاب حتى حيال سورية».
وأكدت زاخاروفا «أنّ كل اقتراحات موسكو بشأن التعاون الوثيق مع واشنطن في سورية لا تزال قائمة»، معربة عن أملها في أن «تتحول الاتصالات الموجودة حالياً بعد مباحثات الوزير سيرغي لافروف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقيادة الأميركية إلى التعاون اليومي الحقيقي بين البلدين في هذا المجال».
وتعليقاً على سؤال حول زيارة الأمير محمد بن سلمان آل سعود إلى روسيا ودور روسيا في المنطقة قالت زاخاروفا: «إنّ موسكو تقوم بالوساطة بفعالية بين مختلف الجهات والدول في المنطقة»، مؤكدة أنه «لا يمكن تسوية الأزمة في سورية دون بناء الجسور بين أهم اللاعبين».
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أنّ «جهود روسيا في مجال الوساطة، بما في ذلك بين المعارضة والحكومة السورية في إطار عملية أستانة، تمثل أهم عامل للمضي قدماً في التسوية السورية».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، عن أنّ الفرقاطة «أميرال إيسين» والغواصة «كراسنودار» في الأسطول البحري الروسي أطلقتا 4 صواريخ مجنحة من نوع «كاليبر» على مواقع تابعة لتنظيم داعش الإرهابي بالقرب من تدمر.
وأشارت الوزارة إلى أنّ «الصواريخ استهدفت آليات وعناصر مسلحة لداعش قادمة من الرقة إلى تدمر»، لافتةً في بيان لها إلى أن «الغواصة كراسنودار أجرت الإطلاق من تحت الماء».
كما أوضحت أنّ «روسيا أخطرت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل قبل إطلاق الصواريخ».
في السياق نفسه، أكّد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «أنّ وزير الدفاع سيرغي شويغو أطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الليلة قبل الماضية على الضربة الناجحة ضدّ مواقع لاإرهابيين بصواريخ كاليبر».
وفي تشرين الثاني من العام الماضي أعلنت وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنّ «موسكو أطلقت عملية عسكرية كبيرة بكثافة نارية عالية على مواقع داعش وجبهة النصرة في محافظتي إدلب وحمص»، وأعلن أنّ «الطائرات الروسية وجّهت ضربات لمصانع المواد السامة التي يستخدمها الإرهابيون»، مشيراً إلى «إطلاق سفينة الأدميرال غريغورفيتش صواريخ كاليبر عليهم»، مضيفاً أنّ «الرئيس الروسي أوعز لوزارة الدفاع بتأمين التغطية الجوية للقوات الروسية في طرطوس وحميميم».
كما سيطر الجيش السوري وحلفاؤه نارياً على قرية رسم حميدة شرق سلسلة جبال الشومرية، وأمّنوا مثلث بغداد الأردن دمشق الذي يفصل ريف حمص الشرقي عن ريف دمشق الشرقي، بعد السيطرة على تلال المحدد شرق المثلث.
يذكر أنّ الجيش السوري والقوات الرديفة أطلقوا عمليات «الفجر الكبرى» بهدف استعادة المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، وتمكنوا من استعادة السيطرة على مساحات واسعة في البادية جنوب تدمر، والقوات المتقدمة من 3 محاور تمكنت من تحرير الأراضي الممتدة من جنوب تدمر حتى شرق القريتين وشمال طريق دمشق بغداد.
من جهة ثانية، نشرت قوات تساند الجيش السوري من ناحية الحدود العراقية صوراً لمقاتليها وذكرت إحدى صفحاتهم «لا نهتم لأيّ تهديد أميركي، كنا ولازلنا مقاومة».
وفي سياق متصل، قالت فصائل إرهابية مدعومة من التحالف الأميركي عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي «إنّ قواتها أطلقت عملية واسعة ضدّ الجيش السوري وحلفائه في البادية السورية».
وبحسب ما نشر ما يسمى بـ«جيش أسود الشرقية» على صفحته على «تويتر» فإنّ قواته و«قوات أحمد العبدو» شنّوا هجوماً واسعاً على مواقع الجيش السوري وحلفائه في البادية السورية ضمن معركة سمّوها «الأرض لنا».
ويعتبر كل من «جيش أسود الشرقية» و«قوات أحمد عبدو» من الفصائل المدعومة أميركياً.
وذكرت الفصائل أنّ «الهجوم بدء من محورين أساسيين»، وقالت: «إنها تمكّنت من كسر خطوط الدفاع الأولى للجيش السوري وحلفائه والسيطرة على نقاط متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار في البادية السورية، بعد قصف بالراجمات وقذائف الهاون».
ويأتي ذلك بعد قيام طيران التحالف الأميركي بإلقاء «مناشير تحذيرية» لقوات الجيش السوري والقوات الرديفة له في نقطة مقهى الشحمي، بعد تقدمها على طريق دمشق – بغداد.