من هنا وهناك

غيّب الموت الفنانة السورية القديرة نجوى صدقي في منزلها في دمشق مساء أولّ من أمس، بعد مسيرة فنّية حافلة تمتد من خمسينات القرن الماضي.

ونعى فرع دمشق في نقابة الفنانين الفنانة صدقي مبيّناً أنّها تعدّ من رائدات التمثيل في سورية، حيث بدأت بالظهور على خشبات المسرح عبر النادي الفنّي الذي كان يضمّ طليعة من حملوا شعلة الفنّ السوري أمثال عدنان عجلوني ومحمود جبر ووليد مارديني. كما كانت من أوليات الفنانات اللواتي عملن مع الفنان الراحل حكمت محسن عبر تمثيلاته الإذاعية الشهيرة التي كانت تُبثّ من أثير إذاعة دمشق.

كما شاركت الراحلة بعدئذٍ في تأسيس التلفزيون العربي السوري بدءاً من تمثيلية «الأبطال» التي تعتبر من أولى الأعمال الدرامية التي أنتجها التلفزيون إلى جانب فنانين روّاد كالراحل رفيق سبيعي والفنانة القديرة ثراء دبسي.

وفي حصيلة صدقي الفنّية عشرات الأعمال في السينما والتلفزيون مثل فيلم «1 زائد 1» مع الثنائي دريد ونهاد، ومسلسلات «ساري» و«الدغري» و«أحلام مؤجلة» و«دائرة الانتقام» و«جواهر»، وكان آخر أعمالها مسلسل «أهل المدينة» عام 2004، لتتوقف بعدها عن التمثيل نظراً إلى ظروفها الصحية.

نسرين طافش… وبراعة الأداء في «شوق»

خطفت النجمة العربية نسرين طافش الأضواء في الحلقات الأولى من مسلسل «شوق»، من تأليف حازم سليمان وإخراج رشا شربتجي، خلال عرضه الثاني في رمضان الحالي.

وتجسّد طافش شخصية «شوق» التي يحمل العمل الدرامي اسمها، بدور الفتاة التي ترمز إلى الشوق لكلّ النعم التي تمتع بها الإنسان يوماً قبل أن يفقدها قهراً.

وبرزت طافش بأداء متقن منذ المشاهد الأولى. في بداية اللقطات مع حبيبها «مجد» جوان خضر تتمسّك في حوارها بالأمل وسط الأزمة الدائرة في وطنها سورية، فيبادر إلى التساؤل حول سلوكها على رغم التعب الكبير، فتجيب أن الشام الفتاة الجميلة التي اتعبتها الظروف، فلم يعد جمالها الموجود أصلاً وفعلاً ظاهراً جلياً.

في هذا المشهد التمثيلي الصعب استطاعت طافش المواءمة ببراعة أدواتها بين الحوار والفعل لتُظهر النقيض بين الأمل والتعب، والجمال والحرب.

وتدور أحداث المسلسل حول الحبّ أثناء الحرب من خلال قصة حبّ في إطار درامي، تنشأ بين اثنين على خلفية الحرب على السورية، كما يعرض المسلسل وضع النساء في الحروب، خصوصاً إذا ما أصبحوا سبايا.

«صرخة أنثى»… باكورة أعمال رنيم حافظ

تتضمّن رواية «صرخة أنثى» الصادرة عن مؤسّسة «أجيال الغد» كأوّل عمل روائي للكاتبة الشابة رنيم هيثم حافظ، صوراً مختلفة عن واقع المرأة السورية في زمن الحرب التي تتعرّض لها البلاد، من المرأة المكافحة إلى العاشقة، مع استخدام نمط يخالف السائد في الأدب الروائيّ، عبر تناول مواضيع عدّة ومتباينة في مرحلة زمنية قصيرة.

واستطاعت الكاتبة ربط شخوص الرواية بالبطلة «شام» التي كانت محوراً أساساً في معالجة ما تعيشه المرأة من متناقضات وأحداث قد يكون الجهل المسبب الأكبر فيها. كما ذهبت حافظ من منظورها إلى تناول ما خلّفته الحرب على سورية من ويلات ودمار وقهر إنساني خلّد في الذاكرة لا سيما مع شخصية «هيا» البطلة الثانية في الرواية، التي اضطرت لترك منزلها مع زوجها وأولادها بسبب الحرب على سورية.

وفي سياق علاقة الصداقة بين «هيا» و«شام»، طرحت حافظ فكرة الانتماء وأهميته من خلال الطفلة «حلا» ابنة «هيا» عندما نسيت لعبتها في المنزل الذي هجروه. ولكنها لم تتمكن من نسيان اللعبة في كناية عن الذكريات وتعرض عدد من شخوص الرواية لنيران المعارك من دون أن تؤثّر فيهم أو توهن من عزيمتهم.

بطلة الرواية «شام» كانت المنطلق الذي عالجت من خلاله الكاتبة بعض الأخطاء التي يمكن أن تقع فيها النساء كالوقوع في حبّ رجل متزوّج، حيث تصل النتيجة إلى كوارث اجتماعية لا تُحمَد عقباها، كما حدث مع «علياء» صديقة «شام» والتي تعتبر من أهم شخصيات الرواية.

وبدا واضحاً أنّ «شام» عكست كثيراً من ميول الكاتبة التي لم تتمكن من إخفاء شخصيتها عبر إدارة الأحداث وتحريك الشخوص ونتائج الانفعالات العاطفية الإنسانية وما ينجم عنها.

التزمت حافظ بالأركان الفنية للعمل الروائي واعتمدت التشويق كعنصر مهم في تكوين الرواية، ثم حافظت على التوازن البنيوي لحركة الحدث معتمدة على شخوص قلائل كان أغلبهم أبطالاً في البيئة العامة للرواية.

«زمن الأوائل» الروسيّ يفوز بجائزة دولية

فاز فيلم «زمن الأوائل» الروسيّ بجائزة أفضل فيلم للمشاهدة العائلية في مهرجان «من صميم القلب» السينمائي الدولي التاسع، الذي أقيم في مدينة أوليانوفسك الروسية.

وقد كُرّم بتلك الجائزة الممثّل سيرغي باتالوف، الذي قام بأداء دور والد رائد الفضاء آلِكسي ليونوف، وذلك في مراسم منح جوائز المهرجان والتي أقيمت يوم 30 أيار، بمشاركة محافظ أوليانوفسك.

يذكر أنّ فيلم «زمن الأوائل» من إخراج دميتري كيسيليوف، يروي قصة أوّل رحلة في الفضاء المكشوف، حيث قام بها رائد الفضاء السوفياتي آلِكسي ليونوف. وقد استُخدمت أحدث التكنولوجيا السينمائية في تصوير الفيلم، بما في ذلك تكنولوجيا «D3» ثلاثية الأبعاد.

وقد فاز قائد الأوركسترا السينمائية الحكومية الروسية سيرغي سكريبكا، بجائزة «الشرف والعزّة» لقاء دوره الكبير في تطوير السينما الروسية.

كما فاز فيلم «عربتا ترام» للرسوم المتحركة من إخراج سفيتلانا أندريانوفا، بجائزة خاصة، لقاء أفضل عرض للموضوع العائلي في أفلام الكرتون. وذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي لفيلم «ليف تولستوي والمهاتما غاندي: صورة بورتريه مزدوجة على خلفية العصر».

وفازت الممثّلة مياريا بيورك بجائزة أفضل دور نسائي لقاء أدائها الدور الرئيس في فيلم «السمكة الذهبية» من إخراج آلِكسندر غاليبين. أما جائزة أفضل دور للرجال فحاز عليها الممثل كيريل ديغتيار، لقاء دوره الرئيس في فيلم «الصندوق» للمخرج إدوارد بوردوكوف.

يُذكر أنّ مهرجان «من صميم القلب» السينمائي الدولي يقام في مدينة أوليانوفسك الروسية منذ عام 2008، وقد شاهد أفلام المهرجان منذ ذلك الوقت أكثر من 120 ألف مشاهد. وشارك فيه نحو 300 نجم سينمائيّ روسيّ وأجنبي.

«THE SQUARE» يفوز بالسعفة الذهبية في «كان»

فاز فيلم «المربّع» للمخرج السويدي روبن أوستلوند بالسعفة الذهبية في الدورة السبعين من المهرجان، خلال الحفل الذي أقيم الأحد الماضي وقدّمته الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي.

ويروي الفيلم قصة «كريستيان» وهو رجل مطلّق وأب لطفلين يحبّ الاعتناء بهما. ويقوم «كريستيان» بالتحضير للمعرض المقبل الذي يحمل عنوان «المربّع»، وهدفه تذكير الناس بواجبهم تجاه الآخرين وتحفيزهم على الاهتمام بهم.

أما الجائزة الكبرى وهي ثاني أهمّ جوائز المهرجان، فكانت من نصيب فيلم «120 خفقة في الدقيقة» للفرنسي روبين كامبيو.

وفازت الألمانية الأميركية ديان كروغر بطلة فيلم «من العدم» للألماني من أصل تركي فاتح أكين، بجائزة أفضل ممثلة في هذه الدورة 70 من مهرجان كان.

وفاز بالتساوي فيلما «لم تكن أبداً حقاً هنا» للبريطانية لين رامسيه و«قتل الأيل المقدّس» لليوناني يورغس لانتيموس بجائزة أفضل سيناريو.

ومنحت لجنة التحكيم أيضاً الممثل جواكين فينيكس جائزة أفضل ممثّل عن دوره في فيلم «لم تكن أبداً حقاً هنا».

كما فاز فيلم «الفرائس» للأميركية صوفيا كوبولا بجائزة أفضل إخراج. وفاز فيلم «بلا حبّ» للروسيّ آندريه زفياجينتساف بجائزة لجنة التحكيم. واختار مهرجان كان في هذه الدورة ولمناسبة مرور سبعين سنة على إطلاقه، إسناد جائزة خاصة استثنائياً للممثلة نيكول كيدمان التي شاركت في هذه النسخة بأربعة أفلام، اثنان منها ضمن المسابقة الرسمية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى