بوتين قلق من احتمال تقسيم سورية.. والجيش الأردني يؤكّد أنّه لن يدخلها
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه من احتمال تقسيم سورية، مشدّداً على ضرورة أن تصبح مناطق خفض التصعيد نموذجاً للحوار السياسي مستقبلاً للحفاظ على وحدة أراضيها.
وجاءت تصريحات الرئيس الروسي هذه أثناء لقائه مع مدراء وكالات الأنباء العالمية، على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أمس.
وقال بوتين: «نقيم الآن مناطق خفض التصعيد، وهناك تخوّف محدّد من احتمال تحوّل تلك المناطق إلى نماذج لتقسيم البلاد في المستقبل».
وشدّد على أنّ روسيا تأمل ببدء شيء من الحوار أو التفاعل بين تلك المناطق والحكومة المركزية في دمشق، على أن تعيد سورية وحدتها.
وتابع: «وأحد الأمثلة على ذلك بعض الجيوب التي تخضع لسيطرة ما تسمّى بالمعارضة المسلّحة بالقرب من دمشق»، حيث «يذهب الناس للعمل منها إلى دمشق كلّ يوم ويرجعون إلى منازلهم».
وأعرب عن ثقته بأنّ الحوار بين السلطات في دمشق والمعارضة المسلّحة أمر ممكن كممارسة واقعيّة في مناطق خفض التصعيد أيضاً.
وأكّد بوتين تطابق مواقف روسيا وتركيا في قضايا كثيرة تتعلّق بالملف السوري، مبيّناً أنّه «لولا التفاهم التركي الروسي لما كان يتحقّق وقف إطلاق النار واتفاق إنشاء مناطق خفض التصعيد.
وأكّد بوتين ضرورة الحرص على ألّا تتحوّل مناطق خفض التوتر إلى نموذج لتقسيمها مستقبلاً، بل يتوجّب أن تكون نموذجاً للحوار السياسي حول مستقبل سورية والحفاظ على وحدة أراضيها.
يُذكر أنّ روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سورية، اتفقت خلال اجتماعات «أستانة 4»، في 4 أيار الماضي، على إقامة «مناطق خفض التصعيد»، يتمّ بموجبها نشر وحدات من قوّات الدول الثلاث لحفظ الأمن في 4 مناطق بسورية، وهي محافظات إدلب، وحلب شمال غرب ، وحماة وسط ، وأجزاء من اللاذقية غرب ، وبدأ سريان هذا الاتفاق منتصف ليل 6 أيار الماضي.
ميدانيّاً، أحبطت الطائرات الروسيّة محاولتين لخروج مسلّحي «داعش» من الرقّة باتجاه تدمر خلال أسبوع، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 80 مسلّحاً من تنظيم «داعش»، وتدمير 36 سيارة و8 صهاريج و17 سيارة «بيك آب» مزوّدة برشاشات، أثناء محاولتهم الخروج من الرقة، ليل 30 أيار.
وقالت الوزارة في بيان أمس، إنّ الضربات وُجّهت إلى الأهداف بعد اكتشافها وتحديدها من قِبل الطيران الروسي.
وأكّد البيان، أنّ «قيادة مجموعة القوّات الروسية، العاملة على أراضي الجمهورية العربية السورية، مستمرّة في اتخاذ الإجراءات الضروريّة للحيلولة دون خروج فصائل «داعش» من الرقة نحو محافظتي حمص وحماة».
وأوضحت الوزارة، أنّ القوّات الجويّة الروسيّة أحبطت محاولتين لخروج مسلّحي تنظيم «داعش» الإرهابي من مدينة الرقة خلال أسبوع، مشيرةً إلى أنّ القوّات الجويّة الفضائيّة الروسية تمكّنت من تدمير قافلة كانت متّجهة من الرقة إلى تدمر يوم 25 أيار.
وأشارت الوزارة إلى أنّ مسلّحي «داعش» يعبرون نهر الفرات ويخرجون من الرقة، على الرغم من أنّهم مطوّقون من قِبل «قوات سورية الديمقراطية» وقوّات أميركية وفرنسية وبريطانية خاصة.
وأكّدت وزارة الدفاع الروسية، أنّ أيّ محاولة لخروج مسلّحي «داعش» من الرقة باتجاه تدمر سيتمّ التصدّي لها بقوة.
وفي سياقٍ متّصل، نقل المرصد السوري المعارض عن «مصادر موثوقة»، تأكيدها مقتل قيادي من الصف الأول في تنظيم «داعش» في غارات جويّة للتحالف الأميركي على مدينة الرقة ومحيطها.
القيادي، وهو تركي البنعلي بحريني الجنسية، قُتل خلال الضربات التي نفّذتها طائرات التحالف خلال الـ48 ساعة الفائتة.
ونعت حسابات موالية لـ«داعش» البنعلي، أبرز ما يسمّى بشرعيّي التنظيم و«عضو مجلس الشورى» و«الشرعي العام» للتنظيم سابقاً.
ونشر الإعلام الحربي خريطة تظهر سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» مدعومة من التحالف الأميركي على قريتَي رقة السمرا والحمام في محيط الرقة.
وفي سياقٍ آخر، أكّد الإعلام الحربي خروج أربع حالات مرضيّة مع 12 مرافقاً من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف إدلب باتجاه حلب، مقابل خروج حالات مُماثلة من مخيم اليرموك جنوب دمشق.
وفي السِّياق، أكّد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني محمود عبد الحليم فريحات، أنّ القوّات المسلّحة الأردنية لن يكون لها أيّ تواجد في سورية ولن تدخلها، بحسب ما نقل موقع القوات المسلّحة الأردنية.
وكانت دمشق قد اتهمت عمّان بالضلوع في خطة لتحرّك عسكري في منطقة جنوب سورية، وحذرت من أنّها ستتعامل مع أيّة قوية أردنيّة تدخل سورية بدون تنسيق معها كقوّة معادية.
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني قد أعلن في 26 نيسان الماضي، أنّ بلاده مستمرّة في سياستها الدفاعيّة في العمق السوري «من دون الحاجة لدور للجيش الأردني داخل سورية»، مشدّداً على أنّ بلاده لن تسمح للتطوّرات على الساحة السورية وجنوب سورية بتهديدها.