عون وبرّي وحزب الله ونوّاب ندّدوا باعتداءات لندن
صدرت أمس مواقف ندّدت باعتداءات لندن الإرهابية ودعت إلى خطوات دولية واحدة وغرفة عمليات موحّدة تنسّق المسؤوليات الدولية المشتركة ضدّ قواعد الإرهاب، وإجراء دراسة واقعيّة تحدّد من أين جاء هذا الفكر وهذه الإيديولوجية بعيداً عن حسابات الشركات الاقتصادية الكبرى.
وفي السيّاق، أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الملكة إليزابيث الثانية، مديناً الاعتداء الذي وصفه بـ«الجبان»، مؤكّداً «تعاطف لبنان وتضامنه مع الشعب البريطاني، واستهداف بريطانيا بشكل متكرّر بأعمال وحشيّة دليل على أنّها ما تزال تقف صامدة أمام موجة الافكار القاتمة وغير الإنسانية التي يمثّلها الإرهاب، ويحاول يائساً تعميمها كثقافة بديلة عن حوار الحضارات والأديان».
وأبرق عون إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للغاية نفسها، وشدّد على أنّ «لبنان يقف بجانب بريطانيا في التصدّي للإرهاب بكلّ أشكاله ووجوهه. لبنان الذي دفع أيضاً ثمن إيمانه بحوار الحضارات والأديان، وبمواجهة آفة الإرهاب التي وصلت إليه قبل غيره من الدول، يتمسّك اليوم أكثر من أيّ وقت مضى بالقيم التي نادى بها ويجسّدها، ويؤمن بأنّه بالتعاون مع بريطانيا وغيرها من الدول، نور الحياة سينتصر على ظلمة الموت الجسدي والفكري والثقافي التي يحاول الإرهابيّون تعميمها».
وقدّم التعازي بِاسمه وبِاسم الشعب اللبناني إلى الملكة إليزابيث ورئيسة الوزراء بضحايا الاعتداء الإرهابي، متمنّياً الشفاء العاجل للجرحى.
كما أدان رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الاعتداءات، وقال في بيان: «إنّ هذه الجرائم المنظّمة وما سبقها وما استهدف ويستهدف العواصم والمدن في كافة أنحاء العالم، إنّما يأتي في سياق واحد، ليثبت أنّ هذا الإرهاب الذي ينظّم هذه الجرائم الدمويّة إنّما يستهدف زعزعة وضرب الأمن والسلام الدوليّين، كما الإقليميين، في «الشرق الأوسط» على مساحة العالم والعالمين الإسلامي والعربي». واعتبر أنّ «هذا الإرهاب لا دين له، وأنّ مشروعه يقوم على القتل والدمار ويستدعي خطوات دوليّة واحدة وغرفة عمليّات موحّدة تنسّق المسؤوليّات الدولية المشتركة».
ودعا «إلى مثل هذا العمل ضدّ قواعد الإرهاب أينما كان، وإلى تجفيف موارده وقطع سبل حركته عبر العالم، وإلى إصدار قوانين دوليّة موحّدة تحكم سبل مكافحته».
كذا، استنكر الرئيس نجيب ميقاتي الاعتداءات، فيما اعتبر حزب الله في بيان، أنّ «هذه الجريمة الجديدة، التي ارتكبتها أيد مجرمة، هي حلقة في مسلسل الجرائم الفظيعة، التي ترتكبها الجماعات نفسها بحق مدننا وبلداننا وأمّتنا، ويسقط فيها كلّ يوم مئات الضحايا والشهداء»، داعياً الحكومة البريطانية والرأي العام البريطاني إلى «إجراء دراسة واقعيّة تحدّد من أين جاء هذا الفكر وهذه الإيديولوجية، بعيداً عن حسابات الشركات الاقتصادية الكبرى».
ورأى أنّ «ما يشهده عالمنا من جرائم وفظائع، يؤشّر إلى المسار الذي سوف تتّخذه دورة العنف الأعمى والتعصّب القاتل، في حال لم تتّخذ القوى الفاعلة والدول المؤثّرة قرارات حاسمة في مواجهة هؤلاء الإرهابيّين، ولم تقف وقفة حقيقيّة أمام من يموّل هؤلاء المجرمين ويدعمهم ويوجّههم، ويستفيد من إجرامهم لتحقيق أهداف الهيمنة على منطقتنا وعلى العالم ككلّ».
وإذ أعرب عن حزنه «الشديد إزاء هذه المأساة الإنسانية»، تقدّم بـ«التعازي لعوائل الضحايا، وبالتمنّيات للجرحى بالشفاء العاجل».
كذلك، استنكر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، العمل الإرهابي في بريطانيا. وقال في بيان: «مرة جديدة يستهدف الإرهاب العاصمة البريطانية لندن، ما أدّى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيّين الأبرياء، وهو يأتي بعد اعتداء ثانٍ حصل منذ مدّة قصيرة في منطقة مانشستر».
واستطرد: «ولكن، على الرغم من الضربات المتتالية والمتلاحقة التي تقوم بها القوى الظلاميّة في بريطانيا والمدن الأوروبية الأخرى، إلّا أنّنا نأمل أن تبقى الأُسُس الديمقراطيّة الغربيّة راسخة وقويّة، لأنّها تعبّر عن قيم الحرية وحقوق الإنسان بذاتها، بمعزل عن مواقفها من هذه القضية أو تلك».
بدوره، استنكر العلّامة السيد علي فضل الله، في بيان، «الأعمال الوحشيّة التي وقعت في العاصمة البريطانية لندن»، معتبراً أنّ «العقل التدميري الذي يقف خلفها وخلف غيرها من الأعمال الإرهابيّة، لا يمثّل خطراً على الغرب وحده، بل على الإنسانيّة كلّها»، وأنّ «الذين يقفون وراء هذه الجرائم هم خطر على الإسلام والمسلمين، قبل أن يكونوا خطراً على الغربيّين».
وحذّر «من وجود خطة خبيثة لتعقيد العلاقات بين المسلمين والشعوب الغربية»، ودعا «المسلمين في الغرب إلى التنبّه لهذه المسألة، وعدم الوقوع في فخّ الاستدراج والاستفزاز»، مشدّداً في الوقت عينه على «ضرورة استنكار هذه الجرائم ورفع أصوات الإدانة لها، لأنّها جرائم موصوفة يرفضها الإسلام ويؤكّد معاقبة من يقف وراءها».