الأسد: لم نرَ أيّة مبادرة سياسية حقيقية.. وأستانة حقّقت نتائج جزئيّة

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ الوضع في سورية سجّل تحسّناً كبيراً، «لأنّ المجموعات الإرهابيّة، وبشكل أساسي «داعش» و«النصرة» ومثيلاتهما، في حالة تراجع».

وفي حديث مع قناة «ويون تي في» الهندية، قال الرئيس السوري إنّ التعامل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أمر ممكن بالنسبة لي»، متسائلاً «لكن هل بمقدوره ترامب أن يحقّق شيئاً وهو ابتلع معظم وعوده».

واعتبر الأسد، أنّ دولاً كالسعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تدعم الإرهاب لتنفيذ أجندة سياسية، وأعاد التأكيد بعدم وجود أيّة أسلحة كيميائيّة لدى سورية، وأنّه لم تعد لديها المنشآت اللازمة لذلك، وقال إنّ وزير الخارجية الأميركي السابق «جون كيري اعترف بذلك».

وأعرب عن اعتقاده في أنّ الوضع الحالي «يشكّل سمة لحقبة جديدة في العالم يُستخدم فيها الإرهاب لتنفيذ أجندة سياسية».

بَيد أنّه أكّد أنّ «الأمور تتحرّك الآن في الاتجاه الصحيح، وهو اتجاه أفضل، لأنّنا نلحق الهزيمة بالإرهابيّين، وما لم يقدّم الغرب والدول الأخرى وحلفاؤهم والدمى التابعة لهم دعماً هائلاً لأولئك المتطرّفين، فأنا متأكّد أنّ الأسوأ بات وراءنا».

وأضاف: «إنّ من بدأ الصراع في سورية هي قطر بإشراف من الدول الغربية». وتابع: «لم نرَ أيّة مبادرة سياسية حقيقية من شأنها أن تنتج شيئاً، رغم أنّ أستانة حقّقت نتائج جزئيّة من خلال إقامة مناطق تخفيف التوتّر في سورية، والتي شكّلت تطوّراً إيجابياً في هذا الصدد، لكن لا تستطيع أن تسمّي ذلك حلّاّ سياسياً».

وقال الأسد: «إنّ الوضع على الأرض بات أفضل بكثير ممّا كان.. من منظور عسكري.. لكن هذا لا يعكس الصورة كاملة، لأنّ الأمر لا يقتصر على الصراع العسكري، بل هناك أشياء مختلفة مثل الإيديولوجيا التي يحاولون نشرها في منطقتنا، والتي تشكّل أخطر تحدٍّ يمكن أن نواجهه على المدى القريب، وكذلك المدى البعيد».

وأشاد الأسد بالموقف الهندي من الأزمة السورية، قائلاً: «رغم كلّ الضغوط الغربية على جميع دول العالم، بما فيها الهند، للانضمام إلى الحصار المفروض على الشعب السوري، فإنّ الهند لم تقلّص علاقاتها مع سورية».

ميدانياً، استعاد الجيش السوري سيطرته على بلدة مسكنة الاستراتيجية في ريف حلب الشرقي، وعدد من البلدات، فيما قصفت وحدات أخرى من الجيش بسلاحَي الجو والمدفعيّة نقاطاً لتنظيم «داعش» في دير الزور.

ونقلت وكالة «سانا»، عن مصادر عسكرية، أنّ وحدات من الجيش تمكّنت من التقدّم في ريف حلب الشرقي، «وأعادت الأمن والاستقرار إلى ناحية مسكنة الاستراتيجيّة وعدد من البلدات والمصالح المهمّة، منها سمومة والعزيزية».

وأشارت المصادر إلى أنّ وحدات الجيش استعادت خلال عمليّاتها مولّدات الكهرباء الضخمة الخاصة بمحطة ضخّ مياه الخفسة والإذاعة، والمحطتين الثانية والثالثة لضخّ المياه.

يأتي ذلك بعد تمكّن الجيش السوري أول أمس السبت، من استعادة السيطرة على منطقة واسعة في البادية السورية تبلغ مساحتها 1400 كيلومتر مربع، كما استعاد الجيش، خلال الأسبوع الأخير، السيطرة على 22 قرية ومزرعة بريف حلب الجنوبي الشرقي، وتمكّن من القضاء على أكثر من 1200 إرهابي من «داعش»، إضافة إلى تدمير 12 مقرّ قيادة و101 آليّة و4 دبابات و7 مدافع هاون.

وفي سياقٍ ميداني آخر، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية»، أنّها انتزعت السيطرة على «سدّ البعث» على نهر الفرات من تنظيم «داعش»، في أحدث تقدّم ميداني تحقّقه في طريقها صوب مدينة الرقة.

وقال نوري محمود، المتحدّث بِاسم «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تمثّل الفصيل العسكري الأساسي في «قوات سورية الديمقراطيّة»، إنّ مقاتليها يقومون حالياً بتمشيط القرى المجاورة للسدّ بحثاً عن ألغام ولتعزيز خطوطهم الدفاعيّة.

وشدّد محمود على أنّ «قوات سورية الديمقراطية» بسطت سيطرتها الكاملة على السدّ، صباح الأحد، الواقع على بعد حوالى 20 كيلومتراً من مدينة الرقة، وغيّرت اسمه إلى «سدّ الحرية» بدلاً من «سدّ البعث».

وأصبح هذا السدّ بالتالي هو الثالث الذي تسيطر عليه «قوات سورية الديمقراطية» على نهر الفرات، بعد سدّ الطبقة وسد تشرين.

ويأتي هذا التقدّم بعد أن أعلن محمود، السبت الماضي، أنّ عملية تحرير مدينة الرقة ستبدأ خلال بضعة أيام.

يُذكر أنّ «قوات سورية الديمقراطية» تنفّذ، منذ 06/11/2016، عملية عسكرية لتحرير الرقة وريفها من مسلّحي تنظيم «داعش» المصنّف إرهابياً على المستوى الدولي، والذي يعتبر هذه المدينة السورية عاصمة له.

وأعلنت «قوات سورية الديمقراطية» آنذاك أنّ حملة تحرير الرقة، التي أُطلق عليها اسم» غضب الفرات»، يخوضها حوالى 30 ألف مقاتل، مضيفة: «ستتحرّر الرقة بسواعد أبنائها وفصائلها، عرباً وكورداً وتركماناً، الأبطال المنضوين تحت راية قوات سورية الديمقراطية… وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي».

يعتبر التحالف الدولي المناهض لـ«داعش» بقيادة الولايات المتحدة «قوات سورية الديمقراطية» حليفاً أساسياً له على الأرض السورية في العملية ضدّ التنظيم، ويقدّم دعماً عسكرياً ولوجيستياً واستشارياً لها.

وبمساعدة ضربات جوّية وقوات خاصة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ ما تسمّى «الدولة الإسلامية»، تمكّنت «قوات سورية الديمقراطية» من تطويق الرقة التي يستخدمها مسلّحو تنظيم «داعش» الإرهابي كقاعدة لشنّ هجمات في الخارج.

إلى ذلك، نفى التحالف الدولي ضدّ «داعش» بقيادة الولايات المتحدة تصريحات رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، عن بدء عملية اقتحام مدينة الرقة السورية لتحريرها من قبضة التنظيم.

وقال متحدّث بِاسم التحالف الدولي، في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية، أمس، ردّاً على سؤال بهذا الصدد: «لا، لا نستطيع تأكيد انطلاق العملية، ولا نبحث مستقبلها».

وكان رئيس الوزراء التركي قد قال، في وقت سابق من اليوم الأحد، إنّ معركة انتزاع مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم «داعش» بدأت، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بذلك.

وشدّد يلدريم، في تصريحات نقلها الإعلام التركي الرسمي، على أنّ بلاده لا تؤيّد الطريقة التي بدأت بها الولايات المتحدة الأميركية حملة الرقة.

وأشار إلى أنّ واشنطن أبلغت أنقرة بأنّ اعتمادها على مسلّحي قوات سورية الديمقراطية «ب ي د» للقيام بهذه العملية لم يكن اختياريّاً، إنّما ضرورة فرضتها الظروف.

وأردف يلدريم قائلاً: «استراتيجيتنا التي لا تتغيّر، هي أنّنا لن نتهاون في ضرب أيّ منظمة إرهابية تهدّد أمننا وسلامتنا، سواء كانت هذه المنظمة داخل حدود بلادنا أو خارجها».

هذا، ويتناقض إعلان يلدريم مع تصريحات «قوات سورية الديمقراطية»، والتي أكّدت، السبت، أنّها ستبدأ «خلال أيام» معركة السيطرة على مدينة الرقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى