الحشد الشعبي يستعيد «البعاج» الحدودية.. متى تلّعفر؟

استعادت قوات الحشد الشعبي، أمس، السيطرة على منطقة البعاج من تنظيم «داعش» قرب الحدود السورية.

وذكرت مصادر عراقية وأميركيّة، أنّ السيطرة على البعاج تقلّص المساحة الواقعة تحت سيطرة المتشدّدين في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، التي من المُرجّح أن يكون أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم مختبئاً فيها.

وقال القيادي في هيئة الحشد، أبو مهدي المهندس، في بيان، إنّ «قوات الحشد الشعبي تمكّنت اليوم من تحرير قضاء البعاج في محافظة نينوى بالكامل».

وكانت قوّات الحشد الشعبي بدأت، في 12 أيار الماضي، عملية باتجاه منطقتي القيروان والبعاج الواقعتَين غرب مدينة الموصل، قرب الحدود مع سورية.

وهاتان المنطقتان من المواقع التي تربط محافظة نينوى مع الحدود السوريّة، والتي يتّخذها الإرهابيّون منافذ للتواصل مع أمثالهم في سورية، وتتّصل مع الأراضي الخاضعة لسيطرة جماعات كرديّة سوريّة مدعومة من الولايات المتحدة تركّز على قتال «داعش».

وفي تصريحات خاصة، قال القيادي في الحشد الشعبي علي الحمداني: «أكملنا تحرير البعاج في عملية مباغتة صباح اليوم الأحد – استغرقت 3 ساعات».

وأضاف: «تمكّن الحشد، السبت، من القبض على قياديّين اثنين في «داعش»، وأوضح القيادي في الحشد أنّه وخلال التحقيق معهما، تمّ الحصول على خارطة توزيع مقارّ ومناطق تواجد عناصر التنظيم.

وبحسب الحمداني، فإنّ هناك تكتيكاً عسكريا خاصاً في عمليات الحشد في البعاج وغيرها.

وأكّد المتحدّث الرسمي بِاسم الحشد أحمد الأسدي، أنّه «لن يكون هنالك نصر بهذا التأثير والسرعة في إنجاز المهمّات المطلوبة، كنصر قوات الحشد الشعبي في تحرير قضاء البعاج غرب الموصل من سيطرة داعش».

وكشفت استخبارات الحشد الشعبي عن هروب قيادات «داعش» من قضاء البعاج، وأنّ أغلب القيادات هربت من المنطقة المحرَّرة بعد تقدّم قوات الحشد الشعبي غرب الموصل.

كما نقل عن مصادر محلّية، أنّ «داعش» نفّذ مجزرة طالت 40 مدنيّاً أغلبهم نساء، لدى محاولتهم الخروج من منطقة الشفاء وسط مركز الموصل، كما أقدم التنظيم على احتجاز العشرات من العوائل القاطنة داخل المنطقة.

وتنفّذ القوّات العراقية، بدعم من التحالف الدولي الذي تقودة واشنطن، منذ منتصف تشرين أول الماضي، عملية واسعة لاستعادة الموصل من قبضة «داعش».

وباتت القوات العراقية تسيطر على نحو 90 من الجانب الغربي من المدينة، وتواصل عمليّاتها لاستعادة سيطرتها على ثاني أكبر المدن وآخر أكبر معاقل التنظيم في البلاد.

إلى ذلك، أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن اقتراب إعلان ما وصفته بـ«أسبوع النصر العراقي»، بعد تحرير كامل مدينة الموصل من قبضة تنظيم «داعش».

وأكّد المتحدّث بِاسم القيادة العميد يحيى رسول في حديث لبرنامج «سحور عراقي»، الذي بثّته «السومرية نيوز»، أنّ «الساحل الأيمن لم يبقَ فيه إلّا الشيء القليل»، مضيفاً: «بعد إعلان الانتصار من قِبل القائد العام للقوّات المسلّحة، سيكون هناك أسبوع للنصر العراقي الكبير بتحرير الموصل العزيزة».

من جانبه، رأى قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، خيارين لمسلّحي «داعش» المحاصرين في الموصل القديمة، متوعّداً بقتل آخر عناصر التنظيم بالمدينة.

وقال الأسدي في حديث للبرنامج ذاته، إنّ «الدواعش وضعوا أنفسهم في موقف لا يُحسدون عليه، وليس أمامهم الآن سوى خيارَين لا ثالث لهما، إمّا الاستسلام أو الموت الزؤام»، مبيّناً أنّ «قطعاتنا تقف على السياج الخارجي للمدينة القديمة، وستتمّ تصفية حساباتنا مع هؤلاء الأوباش».

وأضاف الأسدي، أنّه «لو كانت الموصل خالية من المدنيّين لكان تحرير الجانبين الأيمن والأيسر انتهى بأقل من شهر، إلّا أنّنا سعينا للحفاظ على المواطنين، الأمر الذي أدّى إلى تأخير العملية»، مشيراً إلى «أنّنا سنواصل العمل حتى قتل آخر «داعشي» دنّس أرض نينوى الطاهرة».

يُذكر أنّ الجيش العراقي يشنّ، منذ 17/10/2016، عملية «قادمون يا نينوى» مدعوماً بقوّات «البيشمركة» الكردية ووحدات «الحشد الشعبي» و«الحشد العشائري» وطيران التحالف الدولي، بهدف تحرير الموصل من سيطرة تنظيم «داعش».

وبعد استعادتها الجانب الشرقي من مدينة الموصل، بدأت القوات العراقية في 19 شباط الماضي عمليات اقتحام الجانب الغربي من المدينة، الذي يمثّل المعقل الرئيس للتنظيم، وذلك وسط أنباء عن خسائر بشريّة فادحة بين السكان المحلّيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى