أصبحت المقاومة وجبة إفطار يومية… و«إسرائيل» تخطط لبناء المساكن والمستوطنات!

اياد موصللي

كلما تكرّر اسم حزب الله في الخطب والأخبار والتصريحات، ابحثوا عن خبر سعودي أو «إسرائيلي» مقلق… فلا دخان بلا نار…

ففي «إسرائيل» قرار محلي يتمّ السعي لجعله أممياً يقضي ببناء أكثر من 2500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية..

وفي سورية مواقف حازمة للجيش في الشام والعراق وربط للحدود بما يشكل حزام أمان في وجه التحركات الإرهابية.

وتخطيط سوري إيراني روسي قد تنضمّ إليه تركيا لإحباط المشروع الأميركي الرامي لإطالة أمد التحركات الإرهابية في الشام وتنويع مواقعها وإكثار تحركاتها بحيث لا يكون هناك اطمئنان لانتشار سلطة الدولة ورسوخها وإبقاء الأمن مهتزاً، خاصة في البادية بسبب امتدادها وسعة مساحتها وإمكانية الانتقال فيها من وإلى وسهولة وصول الإمدادات عبر تسهيلات سعودية أردنية… وإغراء الأكراد والوقوع في شرك المشروع التقسيمي..

في المقابل تلعب المقاومة التي يديرها حزب الله والقوى الرديفة للجيش في الشام دوراً مسانداً بما يؤدّي إلى إحباط تلك المخططات..

المقاومة خطر وقلق لـ»إسرائيل» وكلّ من يهادنها او يمالئها او يتآمر معها.. وقد ظهر هذا في كلّ موقف يتطابق مع تلك الاعتبارات خاصة من السعودية وبعض دول الخليج، فإذا رجعنا إلى أحداث عام 2006 اتضحت الصورة بشكل مكشوف عندما وصف الملك عبدالله بن عبد العزيز مجابهة المقاومة للعدوان الإسرائيلي بالمغامرة، ولعلها من طرائف التاريخ انّ الملك الأردني عبدالله بن الحسين قال في 4 تشرين الثاني 1948: «انّ الالتجاء الى المفاوضات أجدى وأنفع وانّ العودة الى القتال مغامرة وغلو…» ملكان عربيا المنشأ والمنبت يكرّران الوصف والقول مرتين خلال ستين عاماً.. ووصفاً لموقف واحد..

وفي حرب 2006 حسمت السعودية مبكراً موقفها من حرب تموز، فاختارت حزب الله لموقع الجلاد، موجّهة سهام الانتقادات إليه، بعد عملية أسر الجنديين الإسرائيليين.

ولم يكد يمضي يومان على اندلاع الحرب، وتحديداً في الرابع عشر من تموز، حتى خرج مصدر سعودي مسؤؤل في بيان لينتقد المغامرة غير المحسوبة، ويحمّل الحزب مسؤولية التسبّب بالحرب، واضعاً للمقاومة جملة من الشروط حتى تحوز صفة الشرعية، وتنال الدعم العربي.

والبيان الذي تضمّن هجوماً عنيفاً على حزب الله، معتبراً انّ «الوقت قد حان حتى تتحمّل هذه العناصر المسؤولية الكاملة وحدها عن أفعالها غير المسؤولة، وانّ هذه العناصر وحدها مسؤولة عن إنهاء الأزمة التي خلقتها»، علقت السفارة الأميركية عليه بالقول انه يشكل «تحذيراً واضحاً الى حزب الله، وحماس، وداعميهم الإيرانيين، انهم هم من بدأوا الأزمة الأخيرة، وانّ أفعالهم لا تؤثر فقط على اللبنانيين والفلسطينيين، بل على بقية العالم العربي ايضاً، وانهم لا يمكنهم توقع تعاطف ولو بسيط او دعم اذا لم ينهوا ما بدأوه».

وقال وزير الخارجية سعود الفيصل آنذاك: «نحن نفهم المخاوف من المطالبة بوقف لإطلاق النار قد لا يصمد. ولكني أتمنى ان تطلبوا وقفاً لإطلاق النار وان تتركوا حزب الله يرفضه. عندها، سيكتشف الجميع حقيقة حزب الله، بأنه خارج عن القانون. بدلاً من ذلك، انتم تحوّلون حزب الله الى أبطال. حزب الله يقول للبنانيين ان يصمدوا أسبوعين إضافيين وسيحقق لهم النصر الكامل».

وبالأمس لم ينس رئيس حكومة لبنان ان يقدّم المقاومة اللبنانية طبقاً على مائدة الإفطار في طرابلس مزيّناً بالسمن والدهن العربي السعودي وببهارات مذهبية.. باعتبار انّ المقاومة خالفت الخط الروحي وخرجت تحارب في «بلاد أخرى» في هذا الشهر الفضيل وتحارب اخوة في الدين والإيمان، وهذه المجموعات التي ذهبت المقاومة لمحاربتها لا تشكل خطراً على لبنان، وهم اخوة»!.

تدخل المقاومة اللبنانية في الشام ادّى إلى تجميد تحركات المسلحين في البقاع والجنوب، وجعل الجيش اللبناني أكثر حرية في تحركاته لضبط الأمن داخل الحدود اغنية «أبعد عن الشرّ وغنيلو».. لا تنفع في هذه المواقف والمجالات، الذي ينفع «إلحق الدب لوراء الباب»… و«درهم وقاية خير من قنطار علاج».

نحن نتغنّى بالبعد عن المتاعب ومصادرها وننسى انّ الحذر ينجّي من الغدر والقدر. عدوّنا متربّص يخطط باسمه واسم سواه لتدمير المنطقة حتى تحقيق أغراضه وأهدافه ولن يوقفه عائق ويجد التأييد والدعم.. ولولا المقاومة لأكمل مشروعه وهو واضح في تحديد أهدافه حيث يقول في الصفحة 207 من بروتوكولات حكماء صهيون:

«جاء على لسان الأنبياء اننا نحن اختارنا الله لنحكم الأرض كلها والله منحنا العبقرية لنطلّع بهذا العبء ولو كانت العبقرية في المعسكر الآخر لبقيت حتى اليوم تناهضنا…»

ودائماً نذّكر بقول سعاده: إننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا، فنحن أمام الطامعين المعتدين في موقف يترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما الحياة والموت وأية نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها».

وما يجري اليوم يتطابق مع ما يقولونه في الصفحة 205 من البروتوكول الخامس: وهو أمر نستشهد به دائماً.

«إذا قام في وجهنا غوييم العالم جميعاً، متألّبين علينا، فيجوز ان تكون لهم الغلبة، لكن قوّتنا، ولا خطر علينا من هذا، لأنهم هم في نزاع في ما بينهم، وجذور النزاع عميقة جداً الى حدّ يمنع اجتماعهم علينا يداً واحدة، أضف الى هذا أننا قد فتنا بعضهم ببعض بالأمور الشخصية والشؤون القومية لكلّ منهم. وهذا ما عنينا بديمومته عليهم وتنميته مع الأيام خلال العشرين قرناً الأخيرة. وهذا السبب الذي من أجله لا ترى دولة واحدة تستطيع ان تجد لها عوناً إذا قامت في وجهنا بالسلاح. إذ أنّ كلّ واحدة من هذه الدول تعلم انّ الاصطفاف ضدّنا يجرّها الى الخسارة، اننا جد اقوياء ولا يتجاهلنا احد، ولا تستطيع الأمم ان تبرم ايّ اتفاق مهما يكن غير ذي بال إلا إذا كانت لنا فيه يد خفية.

متى ما ولجنا أبواب مملكتنا، لا يليق بنا ان يكون فيها دين آخر غير ديننا، وهو دين الله الواحد، المرتبط به مصيرنا، من حيث كوننا الشعب المختار وبواسطته ارتبط مصير العالم بمصيرنا. فيجب علينا ان نكنس جميع الأديان الأخرى على اختلاف صورها». لذلك فإنّ سير المفاوضات ومشروع الدولتين يبقى وهماً وخداعاً لأنّ «إسرائيل» من قواعدها الأساسية إيهام الخصم بالمفاوضات وإكثار الوعود دون إعطاء ايّ قرار…

ومن هنا يجب ان لا ننسى معنى ومغزى إعلان «إسرائيل دولة يهودية»، وإصرارهم على يهودية الدولة جزءاً من هذا المفهوم… «مني يستمدّ الملوك سلطتهم» هذا واحد من معتقداتهم.

«حقنا منبعه القوة، وكلمة حق، وجدانية معنوية مجردة، وليس على صحتها دليل، ومفادها لا شيء أكثر من هذا، أعطني ما أريد فأبرهن بذلك على أني أقوى منك.

وتتميّز قوتنا في مثل هذه الحالة الرجراجة، على قوة أخرى بميزات أمنع وأثبت، وأقوى على ردّ العادية، لأنها تبقى وراء الستار متخفية، حتى يحين وقتها، وقد نضجت واكتملت عدّتها، فتضرب ضربتها وهي عزيزة ولا حيلة لأحد في النيل منها أو الوقوف في وجهها».

« دولتنا الماضية قدماً في طريقها، طريق الفتح السلمي، من حقها أن تبدّل أهوال الفتن والحروب بما هو أخف وأهون وأخفى على العيون وهو إصدار أحكام بالموت ضرورية من وراء الستار فيبقى الرعب قائماً وقد تبدّلت صورته. فيؤدّي ذلك إلى الخضوع الأعمى، قل هي الشراسة ومتى كانت في محلها ولا تتراجع الى الرفق غدت عامل القوة الأكبر في الدولة. ونعود فتقرّر انه العنف».

لذلك فإنّ مجريات المعارك والتحركات في سورية توضح أبعاد المخطط الموضوع إسرائيلياً وأدواته عمالة عربية تجد في الدعم الإيراني للحرب ضدّ إسرائيل خطراً لا تجده في العدوان الاسرائيلي على فلسطين وأقصاها وهو في المفهوم الديني ثالث الحرمين…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى