غاتيلوف: دي ميستورا يبحث مع لافروف الخميس تحريك المفاوضات السورية
أعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، أنّ المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيزور موسكو غداً الخميس لبحث تحريك المفاوضات السوريّة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وقال غاتيلوف في حديث لوكالة «إنترفاكس» أمس، «هذه الزيارة تجري في إطار اتصالاتنا الدائمة مع المبعوث الخاص لتبادل الآراء حول الوضع الحالي في التسوية السورية ومناقشة الخطوات المحدّدة بشأن تنشيط عملية المفاوضات السورية».
وكان ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، قد أعلن الأسبوع الماضي أنّ دي ميستورا سيصل إلى موسكو هذا الأسبوع لإجراء مشاورات بشأن عمليّة المفاوضات في أستانة.
وأوضح بوغدانوف، أنّ الجانب الروسي ينوي أن يناقش مع المبعوث الأممي الخاص خلال زيارته «أستانة وجنيف تطوّر الوضع في سورية والأوضاع حولها عموماً، وتعزيز الهدنة ومكافحة الإرهابيّين من «داعش» و«جبهة النصرة»، وبطبيعة الحال مواصلة التسوية السياسيّة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 تحت إشراف الأمم المتحدة في جنيف».
ميدانياً، ذكر ناشطون سوريّون ومصادر ميدانية أنّ الجيش السوري استعاد عدّة قرى بالريف الغربي لمحافظة الرقة من قبضة تنظيم «داعش»، وذلك بالتزامن مع العمليّة التي تنفّذها «قوات سورية الديمقراطية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسيّة عن مصدر ميداني في سورية، قوله «إنّ وحدات من الجيش خاضت قتالاً عنيفاً ضدّ مسلّحي «داعش» في المنطقة، أسفر عن السيطرة على قرى خربة محسن وخربة حسان وبير السبع والترقاوي والسليحية وعنز بوكردي».
وتقع القريتان اللتان انتزعهما الجيش على بعد نحو 80 كيلومتراً من مدينة الرقة، وعلى بعد 7 كيلومترات جنوب الطريق الرئيسي الذي يربط الرقة بحلب.
وحقّق الجيش السوري هذه المكاسب الميدانيّة بالتزامن مع إعلان «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من التحالف الأميركي إطلاق العملية العسكريّة الحاسمة لانتزاع الرقة من قبضة تنظيم «داعش»، الذي يعتبر هذه المدينة عاصمة له.
وأعلن الناطق بِاسم «قوات سورية الديمقراطية» بدء الهجوم على مدينة الرقة من ثلاثة محاور من شرق وغرب وشمال المدينة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدّث بِاسم «قوات سورية الديمقراطية» طلال سلو، قوله إنّ الهجوم بدأ الاثنين، وأشار إلى أنّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن يلعب دوراً كبيراً في هذه العملية عبر ضربات جويّة وقوّات على الأرض تقاتل جنباً إلى جنب مع مقاتلي «سورية الديمقراطية».
وفي بيان تلاه سلو: «نعلن اليوم البدء بالمعركة الكبرى لتحرير مدينة الرقة، العاصمة المزعومة للإرهاب والإرهابيين».
وناشد المتحدّث بِاسم «سورية الديمقراطية» أهالي الرقة «الابتعاد عن مراكز العدو ومحاور الاشتباكات»، ودعا شباب وشابات الرقة إلى الاستمرار في التحاقهم بصفوف «قوات سورية الديمقراطية» للمشاركة في تحرير مدينتهم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسيّة عن روجدا فلات، القياديّة في «قوات سورية الديمقراطية»، أنّ عناصر القوّات دخلت بالفعل مدينة الرقة من الجهة الشرقية، تحديداً في حيّ المشلب، وذلك بعد نحو ساعة على إعلانها «المعركة الكبرى لتحرير» المدينة.
وفي سياق ذي صلة، أفادت مصادر مطّلعة «للميادين» بـ«عبور دفعة آليّات جديدة ومدفعيّة منقولة وما يزيد عن 150 جندياً أميركيّاً إلى سورية من منفذ سيمالكة الحدودي شمال غربي العراق».
وأشارت المصادر إلى أنّ «كلّ التعزيزات الأميركيّة التي عبرت الحدود تصل إلى نقطة الزگاف عند الحدود السورية العراقية لإنشاء موقع عسكري لدعم قوات سورية الديمقراطية».
وفي سياق ميدانيّ آخر، تواصل وحدات من الجيش السوري عملياتها في ملاحقة عناصر تنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي، وتمكنّت من فرض سيطرتها على عدد من التلال الحاكمة شمال شرقي تدمر وسط حالة من الانهيار والتخبّط في صفوف تنظيم «داعش» الذي فرّ العشرات من عناصره تاركين عتادهم باتجاه عمق البادية.
في الأثناء، أحبطت وحدات من الجيش السوري هجوم إرهابيّين من تنظيم «داعش» على عدد من مواقعها في منطقة الطفحة بريف حمص الشرقي، واستولت على كميّات كبيرة من أسلحتهم وذخيرتهم، حيث ذكر مصدر عسكري أنّ وحدات الجيش اشتبكت مع مجموعات إرهابيّة من تنظيم «داعش» هاجمت فجر اليوم الثلاثاء نقاطاً عسكريّة في تلال الطفحة شرق مدينة حمص بنحو 70 كم.
وكانت وحدات الجيش سيطرت بالتعاون مع القوات الرديفة على تلال الطفحة الشرقية والشمالية الغربية شمال غربي المحطة الرابعة بريف حمص الشرقي، بعد معارك عنيفة مع «داعش».
من جهةٍ أخرى، دمرّت وحدات الجيش خلال عمليّاتها طائرة مسيّرة للتنظيم في منطقة البانوراما، وقضت على العديد من عناصره من بينهم الكويتيّان «أبو القاسم المطيري» و«أبو محمد الأحمدي» والإرهابي السعودي «أبو خديجة الجزراوي» والمغربي «أبو عثمان».
كما قام الجيش السوري وحلفاؤه بتدمير عربة مصفّحة لتنظيم «داعش» موقعاً عشرات القتلى والجرحى في صفوفه، خلال العمليات المتواصلة لإحباط هجماته الإرهابيّة على الأحياء السكنيّة والنقاط العسكرية في المحور الجنوبي لمدينة دير الزور.
وأفاد مصدر عسكري لـ«سانا»، بأنّ وحدات الجيش السوري في دير الزور وبدعم ضربات الطيران ورمايات المدفعية، أحبطت هجوم مجموعات من تنظيم «داعش» باتجاه قطاع الاتصالات وباتجاه البانوراما وتلّة الصنوف وتلّ بروك، وأوقعت أكثر من 50 قتيلاً بين صفوفه.
كما أشار المصدر إلى أنّ سلاح الجوّ في الجيش السوري دمّر عربات بعضها مزوّد برشاشات وتحصينات ومستودعات أسلحة وذخيرة لتنظيم «داعش» في الفاسدة وجبل يتيمة والهبا وجنوب شرقي تدمر والمحطة الثالثة بريف حمص.
وتتعرّض الأحياء السكنيّة والنقاط العسكرية في مدينة دير الزور منذ أكثر من أسبوع لهجمات عنيفة من تنظيم «داعش»، تكبّد خلالها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد وفشل في تحقيق أيّ تقدّم.