صراع العملاء على أسوار النبلاء… طريق الحياة سلكناها لأنها طريقنا… وسننتصر
اياد موصللي
انّ الذي جرى بين السعودية ولفيفها وإمارة قطر ليس حدثاً مفاجئاً او غير متوقع.. فأية أمة او مجتمع يصبح زمامه وخط مساره بغير يده أو مصلحته يمرّ بمثل هذا الذي نراه ولسوف يتكرّر ما نراه..
ما عرف العرب في بواديهم وترحالهم الاستقرار والولاء للأرض وطناً وللمجتمع انتماء إلا بعد ان اصبح لهم مرجع ومصدر، وإلا بعد ان جاءتهم الرسالة السماوية النبوية على يد النبي محمد، فنقلهم من الجهل والتشرّد والتشرذم الى حالة إنسانية محمودة، وأنزل إسلامهم الأمن والطمأنينة فأمّنهم من خوف، وأشبعهم من جوع، جاؤوا ناشرين رسالتهم إلى بلادنا فعاشوا فيها ومع أهلها بكلّ محبة وسلام، فبلادنا سكانها من أهل الكتاب أوصى فيهم الإسلام خيراً في الآية 89 من سورة البقرة «ولتجدن أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا وأكثرهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى فمنهم قسيسون ورهباناً وهم لا يستكبرون…»
منذ بدء التكوين الإنساني كان اليهود خارجه وكانوا المفسدين في الأرض في ايّ مجتمع جاؤوه او انتموا اليه… العلاقة بين أهل البلاد والعرب المسلمين كانت علاقة إيمانية فتآلفوا وتجانسوا وتعايشوا وكان ينطبق عليهم القول: «كلنا مسلمون لرب العالمين منا من آمن بالله بالقرآن ومنا من آمن بالله بالانجيل ومنا من آمن بالله بالحكمة وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا الا اليهود».
فبلادنا ما وجدت ولن تجد الأمن والطمأنينة في ظلّ وجود هذا الشعب التلمودي الذي نهجه وفكره تدمير وتهديم وتشويه كلّ ما عداه.. تربّى أبناؤه وأجياله على الحقد والكره لكلّ ما هو ليس منهم.. كفروا برسالات السماء حتى انّ المسيح قال فيهم:
«احذروا هؤلاء المرابين اليهود فإنهم يؤسسون لمملكة الشيطان».
هذا الشعب جاء الى منطقتنا وطرد أبناء فلسطين وأهلها وشرّدهم واستقرّ فيها بدلاً عنهم عقب حروب وقتل وإرهاب وتدمير للمساكن وأماكن العبادة ونشر رايات الحقد والبغض والكراهية والإيمان الزائف بأنه «شعب الله المختار» وكأنّ المخلوفات التي خلقها الله أصناف ودرجات.
ربّ «إسرائيل» كما عكسته لنا التصرفات والأعمال والأقوال اليهودية ليس هو الربّ الذي نعبد ويعبدون، ربّ «إسرائيل» يأمرهم بقتل الآخرين وسحقهم وتدميرهم كما يقولون هم في كتبهم وفي «التلمود» تحديداً. والآخرون هم المسيحيون والمسلمون. ونظرة اليهود إلى غيرهم من الشعوب يحدّدها «التلمود»، بوضوح وصراحة وكذلك أصبحت تعاليم «التلمود» مخططاً «لبروتوكولات حكماء صهيون» برامج محكمة يتمّ تنفيذ مراحلها بدقة متناهية. لأنّ متابعة الارتكابات اليهودية قبل الصهيونية وبعدها والتاريخ حافل بالمجازر والقتل والبطش مما يعكس أدبيات هذا الشعب ومعتقداته القائمة أساساً على الدم والذي تفسّره كتبهم بأنّ «الغوييم» أيّ الغرباء قتلهم سبيل لنيل الرضى والبركة الإلهية حيث جاء في البروتول الثاني ما حرفيته «فكل ضحية منا تضاهي عند الله ألفاً من ضحايا الغوييم». لهذا يقصفون المدنيين ويقتلونهم أطفالاً ونساء ورجالاً، قتل الآلاف من الغوييم هو تعويض عن الأفراد من شعب الله المختار.
انّ هدف «إسرائيل» الذي تعمل اليهودية العالمية بأجهزتها السياسية والاقتصادية العلنية والخفية لتحقيقه هو السيطرة على العالم. إنّ ما يجري اليوم هو جزء من ذلك تعمل أميركا جاهدة لتحقيقة.
وفي بروتوكولات حكماء صهيون المجلد الأول تظهر بوضوح عقيدة هذا الشعب حيث جاء ما يلي: «عقيدة هذا الشعب المختار انه يستطيع ان يفسد العالم ويعطله ويخرّبه وتقيم على انقاضه ملكاً يهودياً داودياً يتفرّد بحكم العالم بأسره، وما الأمم والشعوب إلا حيوانات مختلفة العقل والذهن والفهم…»
الأحداث التي جرت في السنوات الأخيرة في الشام والعراق وحاولوا إلحاق لبنان بها وضعت مخططاتها من قبل «إسرائيل» وقامت قطر والسعودية بتحضير كلّ ما يتعلق بالتنفيذ استقدام المرتزقة وتوظيف رجال دين حقيقيين ومزيفين لغسل أدمغتهم وتصوير ما سوف يقومون به على انه عمل إيماني ضدّ الكفرة والمرتدّين والخارجين عن قواعد الدين وأصوله، وانّ عملهم سيتمّ بمباركة إلهية سماوية، وانّ كلّ من يقتل فهو شهيد يذهب الى الجنة…! ولذلك قدموا الميزانيات والأسلحة والمعسكرات للإيواء للتدريب…
اما نوايا القادة الحكام فهي تنسيق مع «إسرائيل» لوأد قضية فلسطين وطيّ صفحاتها وإجراء تطبيع بين دول الخليج وبينها..
إثارة ما يدّعون انه ثورة في سبيل الله في الشام والعراق وبعد النجاح الذي حلموا بتحقيقه سيتمّ تقسيم الشام والعراق ولبنان الى مجمّعات طائفية ومذهبية تتقاتل في ما بينها حتى تتلاشى… ثم تقوم أنظمة منها تحت رعاية قطرية سعودية وتنال الدعم والحماية من أميركا و«إسرائيل»… إمارات جديدة مشابهة للإمارات والمشيخات القائمة تنهي المسألة الفلسطينية وتحقق «إسرائيل» مشروعها وتعطي الأمان للممالك والمشيخات ويعطونها الطاعة والولاء.
مشروع قديم حلم به أصحاب العمائم والرايات وأبرز ما يذكرنا به…
في نهايات عام 1990 كشفت اجهزة المخابرات العراقية اتصالاً هاتفياً بين امير قطر آنذاك الشيخ خليفة والملك فهد في الرياض.. كان أمير قطر يقول للملك فهد: «نريد ان نضع حداً وننتهي من هذه القضية التي اسمها فلسطين والتي شغلونا فيها، نريد ان ننتهي منها.. كفى… رسالة مطولة بين الأمير والملك…»
وجاء ابن الشيخ حمد الذي أطاح بابيه، والابن سر أبيه، فأقام العلاقات وفتح مكتباً تجارياً لـ»إسرائيل» في الدوحة كان بمثابة السفارة المقنّعة، كما قام رئيس وزارئه بتهديم الأنظمة العربية ودفع الاموال لخلق الفتن والاضطرابات وإذكاء الاقتتال الداخلي لتفتيت المنطقة العربية وتقسيمها وشرذمتها وتغذية الطائفية والمذهبية لتحقيق المخطط اليهودي…
ولا زلنا نذكر غضب الملك عبدالله عام 2006 عندما وقع العدوان الإسرائيلي على لبنان واشتبكت معه المقاومة اللبنانية حيث قال: «ما هذه المغامرة غير المقبولة». وردّ عليه يومها الرئيس بشار الأسد مدافعاً عن المقاومة واصفاً من ينتقدها ويتحامل عليها بقوله الشهير «يا أشباه الرجال…»
ما يجري في منطقة الخليج هو تصفية حسابات على بيدر التآمر.. فبعد كشف الحساب الذي قدّم لترامب عقب زيارته لقمة العمالة وتقارير الأعمال والأدوار الجديدة والخطط المستقبلية التي دفع السعوديون ثمناً باهظاً من أجل ان يؤول إليهم وحدهم الامر والنهي فيها.. حصل نتيجة ذلك الفصل الأول من المرحلة القادمة وسنتابع بقية الفصول..
كلّ حادث، كلّ أمر، كلّ إجراء تتعرّض له منطقتنا هو جزء رئيسي من هذا المشروع التدميري الذي رسمته «إسرائيل» وتولى الانكشاريون الجدد أمر تنفيذه.
تريد «إسرائيل» تأزيم الأمر وتطوّره ليصبح صداماً عسكرياً خليجياً يستدرج اليه إيران مما يفسح المجال لتدخل أميركي غربي وتفسّخ إسلامي شيعي سني فتتفرّق الشعوب أكثر مما هي متفرّقة ومشتتة وتعود الى ما كانت عليه في التاريخ القديم..
وزير الدفاع «الاسرائيلي» علق على ما يجري بين السعودية وقطر فقال: «إنّ الحرب والصراع لم يعد مع اسرائيل بل بين العرب وحلفاء إيران..»!
ولكلّ هؤلاء نقول: غداً عندما يبدأ تاريخ المرحلة، سيقولون قبل حرب الفَخَار وبعد حرب الفَخَار وسحق الفُجّار بقبضات الأحرار الذين طرقوا باب الحرية وفتحوا طريقها بأياد مضرجة بالدماء… دماء آمنوا بأنها أمانة لديهم من أمتهم متى طلبتها وجدتها، وها أنتم أيها المقاتلون وعيتم مهمتكم بكامل خطورتها، وتسلحتم لها بالفكر والزند، وخضتم غمار قتال شرس لإنجازها فكان قتالكم قتال أبطال، قتال منصورين في وجه أعداء مقهورين، قتال أباة في وجه طغاة وقتال أعزة في وجه أذلة.
ما اشدّ اعتزازنا بكم وانتم تحققون نصراً، فرحنا به ليس الآن بل إنها فرحة سيشعر بها أولادنا وأحفادنا وأجيالنا الذين لم يولدوا بعد. لقد خسر الأعراب وانتصرتم.
لقد عايشنا عصور الذلّ وعهر الاستسلام ومذلة الخنوع الذي مارسه قادة في أمتنا وأرادوه نهجاً لها حتى كانت الاستكانة كالكرامة ورشوا السكر على المهانة، وأصبح الذلّ كالذيل خلف كلّ فرد في هذه الأمة، كنا نطأطئ الرأس لكلّ إملاءات الوافدين والمعتدين وأصبحت الشتيمة كالوليمة نجلس كلّ يوم نبتلعها بكلّ شكل ولون يقدّم لنا. حاولنا أن نخفي عن أولادنا صفحات سوداء في تاريخنا لئلا تلوّث أرواحهم وتبدّد روح العنفوان في نشأتهم، ما كان لنا زاد نزوّدهم به ليكون ذخيرة المستقبل لهم… لولا ان أتيتم أنتم. جئتم يا فقراء بلادي، عمالها كادحيها، وفلاحيها، فأحدثتم معجزة وأعدتم خلقنا من جديد وأعطيتمونا روحاً ستفتح أمام أحفادنا وأجيالنا الذين لم يولدوا بعد طرق القمة لأفضل أمة أبت ان يكون قبر التاريخ مكاناً لها في الحياة.