عزالدين خلال احتفال طالبي في «الأميركية»: لتكريس الطبّ الرسالة وليس التجارة

أكدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتور عناية عز الدين، في كلمة ألقتها، لمناسبة ارتداء الثوب الأبيض وانتقال طلاب كلية الطب في الجامعة الأميركية من الدراسة النظرية إلى الدراسة العملية مع المرضى في المستشفى، «أنّ عملنا محوره الإنسان والطب مهنة وجدت لأجله، وما يجب فعله هو أن تكونوا أطباء بما للكلمة من معنى، وتكرّسوا الطب الرسالة وليس التجارة».

وقالت: «نلتقي اليوم في الجامعة الأميركية في مناسبة مهمة في مسيرة حياتكم، ترتدون فيها الثوب الأبيض رداء لرسالة المهنة التي ننتمي إليها. رسالة طبعت بلون السلام والمحبة والعطاء».

أضافت: «وكما تعلمون فإنّ مهنة الطب رسالة أولاً وأخيراً، ولها بعدان لا يمكن أن ينفصلا: بعد مهني يقوم على المهارة والدقة والكفاءة، وبعد إنساني فيه العطاء والتضحية والإيثار. أما عنوان رسالتنا فهو الإنسان. وهذا عنوان يفترض الالتزام به منذ القرار الذي نتخذه لاختيار مهنة الطب مروراً بيومنا هذا، الذي نرتدي فيه الثوب الأبيض ويرافقنا عند التخرج وأداء قسم أبقراط وصولاً إلى البدء بمزاولة المهنة. وفي قسم أبقراط تحدّث أبو الطب عن حب الناس وتقديم المعونة الكاملة من دون أجر، ومراعاة الحالة المالية للمريض والاستعداد الدائم لفعل ما يجب فعله. وما يجب فعله هو الموضوع الذي سأتناوله في لقائي معكم، اليوم فنحن في زمن يتطلّب الكثير من العمل، خصوصاً من قبل النخب في مجتمعنا وأنتم من أبرز هذه النخب العلمية والاجتماعية».

وتابعت: «ما يجب فعله أولاً هو أن تكونوا أطباء بما للكلمة من معنى. تقدّمون خدماتكم للإنسان وليس الزبون تكرسون الطب الرسالة وليس التجارة».

ورأت أنّ «هذا ما سيضمن تبوّء لبنان مركزاً أول كمشفى للمنطقة، وأعتقد أنّ الظروف الحالية تجعل هذا الهدف ضرورة وليس ترفاً، فلبنان ولحسن الحظ هو الأكثر استقراراً في المنطقة الملتهبة وهو القادر على تقديم الخدمات الطبية في زمن النزاعات. وهذا كان عنوان المؤتمر الذي عقد هنا في الجامعة الأميركية».

وأكدت ضرورة «استشارة الزملاء أصحاب الخبرة الأكبر أثناء مزاولة المهنة سواء في الظروف العادية أو الاستثنائية أي خلال النزاعات. هذا الأمر يتطلب تواضعاً ومعرفة بحدود العلم والمعارف التي يملكها الطبيب».

وأضافت عزالدين: «يتأكد يوماً بعد آخر أنّ الطب خدمة عامة والخدمة العامة جوهرها ومحورها المواطن، ومن المفاهيم التي أُعيد الاعتبار إليها في زمننا هي أن مَن يقوم بالخدمة العامة هو خادم للناس Public Servant بما يتطابق مع كلام لعلي بن أبي طالب عندما قال سيّد القوم خادمهم».

وعلى المستوى الوطني، لفتت عزالدين إلى «أنّ الأطباء هم من الفئات القادرة على التصدي للشأن العام وللمساهمة في رسم السياسات العامة وخاصة الصحية منها انطلاقاً من المنهجية العلمية التي يعملون بموجبها، وانطلاقاً من أهمية القطاع الصحي في تحقيق التنمية المستدامة، فالصحة هي الهدف الثالث بعد هدفي مواجهة الجوع والفقر ضمن أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي تبنّتها الأمم المتحدة للعام 2030».

وأشارت إلى أنّ «تحقيق هذا الهدف يحتاج بداية إلى تشخيص دقيق للواقع ومن أقدر على التشخيص من الأطباء في بلد مصاب بأمراض عديدة»، هو «الرجل المريض» وهو بحاجة لعناية فائقة ولخطة طوارئ واعتقد أنّ الأطباء بالشراكة طبعاً مع صانعي القرار وراسمي السياسات الصحية قادرون على إحداث فرق في موضوع السياسات الصحية وصولاً إلى ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، مع الإشارة إلى أنّ الصحّة ليست مجرد خلوّ الجسم من المرض أو العاهة إنما أن يكون سليماً ومكتفياً من الناحية البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية».

ودعت عزالدين إلى «الانخراط في الشأن العام وللتعاون مع المؤسسات الرسمية الصحية، وكنتُ منذ فترة شاركت في حفل توقيع اتفاقية تعاون بين الجامعة الأميركية وإحدى مؤسسات المجتمع المدني cih ومن ضمن برامجها تشجيع الطلاب والمجتمع المدني على الانخراط في الإدارات العامة للتفاعل داخل القطاع العام في لبنان المتّجه نحو التحوّل الرقمي الذي يشكل إحدى المقدّمات الضرورية لقيام دولة القانون والمواطنة التي تستحقونها ولتأمين وتسهيل وصول الخدمات للجميع».

وختمت عزالدين: «إنّ عملنا محوره الإنسان، والطب مهنة وجدت لأجل الإنسان فليكن الحب، ولتكن العاطفة إلى جانب علمنا وسائل عملنا، فبمقدار ما يفيض منهما من قلب الطبيب يكون النجاح المهني والإنساني».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى