الكاتب والشاعر القومي يوسف المسمار حاضر في بارانا البرازيلية عن تاريخ الأمّة السورية

بدعوة من إدارة كلّية سان براز البرازيلية للدراسات الإنسانية العليا في كوريتيبا عاصمة ولاية بارانا، ألقى الكاتب والشاعر القومي يوسف المسمار محاضرة عن تاريخ الأمّة السورية، استهلّها بشرح وحدة البيئة الطبيعية للأمّة السورية ووحدة المجتمع السوري، الذي تكوّن من تمازج الجماعات التي تفاعلت في ما بينها مع أرض البيئة السورية، الخارجة من زمن البداوة والانتشار العشوائي في الأرض، إلى الاستقرار في البيئة وإنشاء الحضارة زراعة وعمارةً وثقافة وتبادل منافع، وتحسين علاقات ضمن البيئة الطبيعية بالتفاعل مع غيرها من البيئات.

ولفت المسمار إلى أن البلاد السورية لعبت في الأزمنة البعيدة دور الوسيط في التقريب بين البيئات والجماعات المنتشرة فيها، باعتبارها كانت المحور المركزي بين القارّات التي تتّصل بها عن طريق الحدود البرّية أو البحرية، ما جعلها تُسمّى في فترة من الزمن بٍاسم «آرام»، وسُمّي شعبها بالشعب الآرامي الذي كان يتكلّم في تلك الحقبة اللغة الآرامية، والتي انتشرت في كل البيئات التي تحيط بها، وأهم من تكلم باللغة الآرامية وترك بصمته الأبدية في الوجود بواسطة تلك اللغة يسوع الآرامي، الذي جاء بالنور والهدى وتعاليم المحبة والتسامح.

وأشار إلى أن كلمة «آرام» كلمة سورية قديمة مشتّقة من الأرومة أي الجذر، والجذر يعني الأصل الأصيل الدائم لا الفرع الثانوي الذي إذا قُطع عن أصله زال وتلاشى. وشرح المسمار معني كلمة «سورية» لافتاً إلى أنّ كلمة سوري S rio التي تبدأ بحرف «S» تعني الجنسية السورية، أما كلمة سوري C rio التي تبدأ بحرف «C» فتعني الشمعة المشتعلة، ومن طبيعة الاشتعال أنه ينير ويحرق، ينير طريق الحضارة فترتقي حياة الإنسان بالمدنية التي تسود بين أبناء بيئة الاجتماع، وتنتشر علاقات الاحترام والودّ بين المجتمعات، والاشتعال يحرق في الوقت نفسه مخلّفات البداوة والتخلّف وحثالات التقاليد والعادات والأعراف البالية.

وختاماً، أشار المسمار إلى أنّ آرام السورية أو سورية الآرامية بيئةً وجماعةً وتاريخاً وحضارةً، تعرّضت منذ بداية التاريخ الجليّ إلى الغزوات والاحتلال، وكادوا يقضون عليها وعلى روحيتها الحضارية التي جاء السيد المسيح بتعاليم الإنجيل لإيقاظها وإطلاقها حركة محبةٍ وسلام في الأرض، كما جاء بعده النبيّ محمد بالقرآن لينشر مكارم الأخلاق رحمة بين الناس، كما سبقهما إلى ذلك في ما مضى من الزمن عباقرة ونوابغ ومفكّرون ومصلحون ومبدعون عظماء، من أمثال الفيلسوف زينون، وطاليس، وبيتاغور، وبوبليو السوري الذين تشهد على ميّزاتهم الإنسانية الراقية، الآثار الحضارية والعلوم النافعة وإبداعات التمدّن والتعاليم المناقبية الأخلاقية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى